الأخبار والنشاطات

بين اسوار الغربة... رمضان يفتقد روح المجتمع الاسلامي

بين اسوار الغربة... رمضان يفتقد روح المجتمع الاسلامي
تم النشر في 2023/04/06 02:56 516 مشاهدة

مرة اخرى سيبزغ هلال رمضان في سماء المغتربين حيث لا يستبشرون بعيد يجمع شتاتهم بعدما افترشوا اطباق افطارهم على موائد بعيدة عن الاهل والاصدقاء ينتظرون الاذان من مآذن ما عادت مآذنهم يتوقون شوقا الى تجمعهم  في ارض الدار ينتظرون ساعة الافطار، كم مجهد هو رمضان الغربة وبائس ذلك الإفطار الذي لا يسد رمق حنينهم ففي ذروة وحدتهم تلك  يتوصلون إلى حقيقة موجعة وهي ان الوطن وحده الذي يعطي بهجة الايام لمثل هذه الاوقات بطابعها الخاص وحميميتها الاسرية.
(موقع كربلاء الاخباري) تواصل مع مغتربين من خارج البلاد ليسردوا لنا عن رمضان غربتهم..


حنين متواصل
الشاب مثنى حدثنا عن تجربته المريرة كما وصفها قائلا: بعيدا عن مسقط قلبي العراق ها انا اقضى عامي الثالث بافتراش مائدة افطاري في سماء برلين اجتمع مع رفاق المهجر حيث جمعتني بهم الدراسة نستذكر ايامنا الجميلة ونحن في كنف عوائلنا، كم هو قاسي  رمضان الغربة فلا نشعر بنكهته الخاصة ولا حتى بطعم الاطباق التي نحاول جاهدين ان نبتاعها من مطاعم تجهيز الاطعمة الشرقية.
وحول اصعب موقف واجهه في غربته قال: وفاة والدي وعدم حضور مأتم العزاء فلم يتسنى لي السفر لرؤيته قبل وفاته فقد توفيه بشكل مفاجأ وحينما علمت بذلك لم اتمكن من الحضور الى مأتم العزاء  لعدم توفر طائرة تقلني فتأخرت في الوصول الى الديار.

ذكريات رمضانية
غالبا ما يعيش المغتربون حالة من الحزن يخالطها الحنين لاسيما حينما تتزامن ايام خاصة وفق عاداتهم المتوارثة وهم على ارض المهجر مثل ايام الشهر الفضيل، بهذا الجانب قالت يسر الجنابي مغتربة في الدنمارك: أذكر بوضوح رمضانات صمتها عند أهلي في صباي الباكر و أول عهدي بالصيام كنا عائلة كبيرة  أفرادها كلهم أحياء الآباء والأعمام وأبناء العمومة وعماتي نقطن في بيت جدي كانت وسط البيت باحة واسعة فيها رقعة رملية حيث كنا نجتمع للإفطار في تلك الرقعة، ونتولى نحن الصبية أمر تنظيفها وفرشها وقبيل المغيب نجئ بأطباق الطعام ونجلس مع كبارنا ننتظر تلك اللحظة الرائعة حين يؤذن مؤذن الحي(الله أكبر) معلناً نهاية اليوم .
وتابعة: تختلف هنا ليالي رمضان وكثيرا ما اسعى للتجمع مع الجيران العرب لأستعيد ذكرياتي تلك حيث اصنع اطباقي المفضلة وابدأ بتقديمها على سفرة الافطار في ارض الغربة حيث نقوم جميعنا بذلك  لنتجاوز شعور الحنين لأهلنا ولأرض الوطن. 

واضافت قائلة: ان اكثر ما نفتقده في الغربة هو رفع الاذان والتمجيدات التي تسبقه في وقت الغروب والسحر مثل جملة (عجل بشرب الماء يرحمكم الله او كلمة امساك).

واشارت بحديثها: بأنها تسعى باستمرار بالتوضيح لأطفالها ما معنى  شهر رمضان ووجوب الصيام به.

فيما قال ابو يزن مغترب في السويد: كثيرا ما اتعرض للسؤال من قبل سكان البلدة لماذا تصمون؟... حيث ترتسم على محياهم علامات الاندهاش كيف بإمكاننا اكمال النهار بدون تناول الطعام و شرب الماء، ولكن في الوقت الحالي تفهموا تقاليدنا وديننا  حيث اصبحت بعض المحلات السويدية توفر البضائع العربية الخاصة في شهر رمضان مثل التمور و الصور لهلال شهر رمضان.

التمسك بالعادات
وللحديث عن الغربة والحنين الى الوطن والتمسك بالعادات والقيم الاسلامية حدثنا الشيخ نزار التميمي قائلا: ان الاصل الفطري والوجداني لدى كل إنسان هو حبه وميله للأرض التي ولد فيها والوطن الذي عاش ونما وترعرع فيه، وهذه المشاعر المقدسة لا يمكن لإنسان ان يتنكر لها او يكذبها وبالتالي فالحنين والظمأ للأوطان والبلدان التي ينتمي اليها الفرد حقيقة ثابتة في الوجدان وقد اكدت عليها بعض الاخبار والروايات كما ورد حب الوطن من الايمان لطبيعة العلاقة النفسية والفسلوجية بالوطن كون ان التكون والبناء الذي أنشئ منه الانسان انما هو من نبات وخيرات تلك الارض وبالتالي فتربته تسري في دمائه وأنفاسه.

وأضاف التميمي: ويمكن ان تحصل ظروف استثنائية وطارئة لمغادرة البلاد  كما حصل ويحصل عبر كل المسيرة الانسانية واحداثها، وبالتالي فعلى الانسان ان يوطن نفسه قدر المستطاع ويخلق لنفسه حالة من التأقلم والانسجام مع الحال الجديد والوطن الأخر.

ختم حديثه: الرسالة اليوم لكل الإخوة الذين اضطرتهم الظروف للهجرة ومغادرة البلد أن يستعينوا بالصبر ويتحملوا هذه الغربة بشكل واعي ومدروس بمعنى أن يحافظوا قدر الإمكان على أعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم التي أثبتت أنها أجمل وأحسن وأروع العادات والتقاليد  ومنها تقاليد وعادات العراقيين التي تكرس للإخوة والرحمة والنخوة والانسانية والغيرة وهذا ما لم نجده عند أي شعب أخر مع احترامنا للآخرين، فضلا عن التمسك بالعادات الاسلامية ومنها الطقوس الرمضانية بما وضعته الشريعة الاسلامية، والأمل هنا أن يحفظوا أسرهم وأطفالهم في بلاد الغربة ويغذوهم الغذاء الذي تغذيناه جميعا في هذه الارض المباركة، ارض العراق الطيبة.

موقع كربلاء الاخباري

تحقيق/ زهراء جبار الكناني