الأخبار والنشاطات

النهضة الحسينية واهدافها في إصلاح الدولة والمجتمع

النهضة الحسينية واهدافها في إصلاح الدولة والمجتمع
تم النشر في 2023/08/21 08:25 616 مشاهدة

عندما سئل الإمام  الحسين عليه السلام عن سبب خروجه من مكة المكرمة إلى الكوفة رغم المخاطر المحيطة به قال مقولته الخالدة ( اني ماخرجت اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )فالاصلاح الذي أراده الإمام الحسين عليه السلام لم يكن لأهداف نفعية أو فئوية أو لغايات سلطوية بل كان هدفه الإصلاح الشمولي في الدين والدنيا من خلال تقويم الأمة ومحاربة الظلم والفساد وأصبح الإمام الحسين عليه السلام منذ استشهاده سنة 61هجرية قبلة للأحرار ومنارا للثائرين .
 ونحن اليوم اذ  نستذكر أهداف الثورة الحسينية التي نعيش أجوائها في شهري محرم وصفر تبرز إلى ميدان النقاش عدة تساؤلات حول إمكانية تطبيق مبادئ ومفاهيم الثورة الحسينية لتغيير الواقع العراقي والقضاء على الفساد والمفسدين . وللحصول على إجابة واضحة ومنطقية حول تلك التساؤلات قام موقع كربلاء الاخباري، باستطلاع اراء عدد من المواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية 
 الحاج فاضل عمار قال : اذا أردنا أن نعكس ما جاء به الإمام الحسين عليه السلام على واقعنا بكل سلبياته فيجب أن نطبق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع مفاصل الدولة والمجتمع وهذا ما ذكره الإمام في حديثه عن آلية تطبيق الإصلاح حيث ذكر أنه جاء للإصلاح في أمة جده ليامر بالمعروف وينهى عن المنكر وهذا تشخيص دقيق منه للالية باعتبار أن الإنسان في جميع العصور يحتاج إلى هذين الأمرين فمن خلال الأمر بالمعروف يتم هداية الإنسان للخير والصلاح وتعليمه وتوعيته وهذا واجب أساسي من واجبات الدولة فعندما تقوم الدولة بواجبها اتجاه المواطن في تهيئة سبل الوعي والعلم والمعرفة وخلق أرضية صالحة لحب الوطن وحب الآخرين وتجعل المواطن يتحرك ضمن الدائرة الإيجابية والتفكير السليم تكون قد طبقت الأمر بالمعروف وعندما تقتلع الفساد من جذوره لا بوضع القوانين الرادعة فحسب بل بعلاج الأسباب ووضع الحلول تكون قد طبقت النهي عن المنكر وكل هذا صعب التطبيق إلا إذا انبثقت ثورة واعية من كل المؤسسات الشعبية والرسمية لإعادة برمجة تذكير المجتمع وتصحيح مساراته وبغير هذه الثورة التربوية لا يمكن أن يتم الإصلاح المنشود الذي يلتقي مع ما جاء به الإمام الحسين عليه السلام .
 وشاركه الرأي الموظف عدنان كريم حيث اعتبر ثورة الامام الحسين ثورة عقائدية إصلاحية جاءت لاشاعة العدل بين الناس انطلاقا من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كونه عليه السلام رأى الحق لايعمل به والباطل لا يتناهى عنه ووجد بعض الناس يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا  ويتصرفون حسب اهوائهم ومصالحهم الشخصية بعيدين كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة لذلك نحن اليوم أحوج ما نكون إلى أن نسير على نهج الامام الحسين الاصلاحي ونقف جميعا وقفة ثورية ضد كل الظالمين والفاسدين والمعتدين .
اما المواطن ستار الجبوري يرى،  ان انحراف المبادئ والقيم التي نادى بها الدين الإسلامي عن مسارها الصحيح بعد تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة ومن ثم توريثها إلى ابنه يزيد أدى إلى اناطة المسؤولية الإلهية للإمام الحسين عليه السلام لغرض تقويم هذا الانحراف فثار الإمام الشهيد بوجه الفاسدين والطغاة والظالمين ملبيا نداء الواجب على الرغم من علمه بأن هذا الموقف يتطلب تضحيات كبيرة فضحى عليه السلام بنفسه وأبنائه وأهل بيته وأصحابه من أجل إقامة العدل واحقاق الحق وإشاعة الخير ما بين الناس . 
ومنذ ذلك الوقت أصبح الحسين نبراسا للثائرين وما زالت الثورات الإصلاحية في معظم دول العالم تستمد قوتها من ثورة الامام الحسين عليه السلام . وأعتقد أن العراقيين اذا ما أرادوا القيام بعملية الإصلاح في جميع المجالات فعليهم الاستفادة من مدرسة الإمام الحسين عليه السلام الإصلاحية للقضاء على حالات الفساد المالي والإداري وذلك من خلال اختيار العناصر الكفوءة والنزيهة لإدارة مؤسسات الدولة بعيدا عن التحزب والمحاصصة والمحسوبية وكذلك تطبيق مبدأ المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع وتسخير جميع ثروات البلد لخدمة المواطنين .
 فيما قالت المعلمة أم مصطفى أن من يرفع شعار (لبيك يا حسين)  يجب أن يؤمن بهذا الشعار ويعي ما تعنيه هذه الكلمات وما مطلوب منه أن يؤديه أولا ومن ثم يقوم بتطبيق الشعار عمليا على أرض الواقع . 
وأضافت، أن من يسير على نهج الحسين يجب أن يتحلى بالصفات الحميدة فالامام الحسين عليه السلام لا يظلم ولا يفسد في الأرض ولا يرتكب الجرائم باسم الدين ومن يفعل ذلك ليس حسينيا وهو المقصود والمستهدف الأول بمباديء الاصلاح الحسينية .
اما لشاب خالد عبد عون، فقد بين أن نهضة الحسين عليه السلام جاءت لاستنهاض الأمة وتسجيل موقفا تاريخيا تحذو حذوه الأجيال اللاحقة . فجميع الثورات التي انطلقت بعد ثورة الحسين كانت ترفع شعار ( يا لثارات الحسين ) وتطالب بإقامة العدل بين الناس وطرد المفسدين من السلطة . فاهداف ومبادئ الثورة الحسينية كانت حاضرة مع العراقيين في جميع ثوراتهم وانتفاضاتهم ضد الظلم والاحتلال والاستغلال لا سيما في ثورة العشرين والانتفاضة الشعبانية ضد طغيان النظام الدكتاتوري كما هي حاضرة اليوم معهم وهم يدحرون جرذان داعش الإرهابي الذي قتل الناس وهجرهم باسم الدين وعاث في الأرض فسادا .
-وأشار المهندس حبيب ظاهر إلى، أن العراقيين يستمدون قوتهم اليوم من المفاهيم الدينية والإنسانية للثورة الحسينية في مواجهتهم لعصابات داعش الإرهابية وأيضا في محاربة الفساد والمفسدين . فداعش وبشعار لبيك ياحسين تلقى ضربات موجعة على يد أبطال قواتنا المسلحة وحشدنا المقدس في جميع المناطق التي سيطر عليها .  
ووقفتنا الأخيرة كانت مع الأديب والشاعر شاكر الجنابي الذي اختصر حديثه بالقول إن ثورة الامام الحسين عليه السلام هي ثورة المظلوم على الظالم وصرخة الحق ضد الباطل وصرخة بوجه الطغاة والمفسدين الذين خانوا الأرض والعرض وتاجروا بالدين والمذهب ودماء الأبرياء .
موقع كربلاء الاخباري
تحرير/ محمد عبد زيد