الأخبار والنشاطات

مشروع استخدام تقنيات الري والمكننة الحديثة وانعكاساته على الواقع الزراعي في المحافظة

مشروع استخدام تقنيات الري والمكننة الحديثة وانعكاساته على الواقع الزراعي في المحافظة
تم النشر في 2024/09/24 11:43 86 مشاهدة

تعد منظومات الري  من التقنيات الحديثة التي تمثل تحولاً هاماً في القطاع الزراعي في كربلاء المقدسة ، حيث تهدف هذه الشبكات إلى تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاجية الزراعة بطرق مستدامة وفعالة .
لعل من اهم المشاريع التي اطلقت ضمن تطبيق نظم الري الحديثة هو مشروع استخدام تقنات الري والمكننة الحديثة هذا المشروع الحيوي المهم الذي اثبت نجاحه وحقق انتاجية عالية من خلال مساهمته في توسع زراعة المحاصيل الاستراتيجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها . 

سنستعرض دور شبكات الري الحديثة في النهضة الزراعية التي شهدتها المحافظة وتطورها على مدى سنوات استخدامها ونلقي نظرة على الرؤية المستقبلية في استخدام مثل هذه التقنيات في القطاع الزراعي من خلال التقرير التالي

 كبداية تعريفية يحدثنا رئيس فريق مشروع استخدام تقنيات الري والمكننة الحديثة في مديرية زراعة كربلاء المقدسة ، الدكتور رياض عبد الزيد كاظم الحسناوي ، بشكل عام عن المشروع واصفاً اياه على "انه من المشاريع الحيوية المهمة المكملة لمشاريع المديرية والتي تعمل  جاهده بتحقيق اعلى نسب نجاح ضمنها " 
ويضيف "انه من المشاريع التي بذلت فيه وزارة الزراعة جهود كبيرة منذ لحظة انطلاقه لما يتوقع له من دور واضح وكبير في التغلب على مشاكل شح المياه التي عانت منها كافة المحافظات خلال السنوات الاخيرة ". 
ويؤكدالحسناوي  على "انه مشروع وزاري يتكون من عدة فرق في كافة المحافظات "لافتاً الى "كونه مشروع مرتبط ارتباط مباشر بمكتب مدير وزير الزراعة يتضمن تنفيذ خطة سنوية لتوزيع المرشات المحورية في كل محافظة". 
اما عن انطلاق المشروع ضمن مديرية زراعة كربلاء فيوضح انه "انطلق بشكل فعلي في العام ٢٠١٤ حيث ارتئت  المديرية بالتعاون مع وزارة الزراعة بتوفير وتأمين المرشات من مناشئ رصينة وبأسعار مدعومة "لافتاً الى "آلية التوزيع والتي ابتدأت بشكل تدريجي تضمنت في مرحلتها الاولى توزيع نسب قليلة منها ومن ثم ارتفاع هذه النسب مع السنوات حتى وصولها  هذه اللحظة الى ما يقارب ٥٣ مرشة محورية " 
ويؤكد رئيس الفريق "انه وخلال الايام القليلة المقبلة سيتم توزيع انواع مختلفة من المرشات اهمها فئة مئة وعشرين مشيراً الى دور المشروع الكبير والمتمثل باستقبال طلبات المواطنين المختلفة بهذا الجانب " .

زيادة الانتاج 
ويوضح الحسناوي  "انه ومن خلال التجارب في السنوات السابقة والنماذج التي تؤخذ على المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في السنوات الاخيرة ، استطاعت المرشات تحقيق زيادة عالية في الانتاج مقارنة بنسبة الانتاج التي كانت تحقق عند استخدام المزارع للطرق التقليدية القديمة والمتمثلة ب(السيح ) ".

ويضيف ، "ان استخدام منظومات الرش الحديثة لا تتوقف على زيادة الانتاج بحسب بل انها حققت غلة كبيرة بالنسبة للدونم الواحد على خلاف الغلة المنتجة قبل  استخدام المرشات ، حيث  اثبتت انها حققت غلة تتجاوز الطن والربع الى طن ومئة للدونم الواحد بعد ماكنت تحقق قبل ذلك غلة لا تتجاوز الثمان مئة وخمسين كيلو غرام بالدونم الواحد ".
اما عن اهداف مديرية زراعة كربلاء لا طلاق هكذا مشروع فيبين "انها اطلقته لهدفين اساسين  اولهما تقليل استخدام المياه و الثاني لزيادة الانتاج للوصول الى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية ".

نقل التقنيات الحديثة 
ويوضح  رئيس الفريق ان كربلاء تعد وبحسب التصريحات الوزارية افضل محافظة اجادت استخدام المرشات المحورية من خلال استخدام المديرية لمشروع تقنات الري الحديثة فضلاً عن انها الاكثر استخداماً بين المحافظات الاخرى. 
ويضيف ، "مديرية زراعة كربلاء سباقة في نقل التقنيات الحديثة فان مشروع تقنات الري الحديث من المشاريع الذي حقق نسب نجاح عالية بين المشاريع الزراعية الاخرى "لافتاً الى ماساهم به هذا المشروع في تحقيق نسب  نجاح عاليه  لمعظم المحاصيل التي كانت بنسب نجاح اقل  قبل دخوله".

 كربلاء متميزة زراعياً 
ويوضح الدكتور ، ان كربلاء متميزة زراعياً واصفاً ملامح هذا التميز من خلال تصنيفها على انها الاولى بين المحافظات من حيث التجهيز ، لافتاً الى "الفترة الوجيزة التي تم بها تجهيز المزارعين بالمرشات عند استلام عدد منها في نهاية العام ٢٠٢٣ والمتضمن ستة وستون مرشة محوريه فئة ستين وفئة ثمانين ".
ويضيف ، "ان دقة العمل وسرعة دخول المرشات للخطة الزراعية خلال التجربة الاولى كما ذكرنا في العام ٢٠٢٣ هو الذي منح التميز للمحافظة ".
ويؤكد "ان ما ذكر اعلاه بالمجمل كان الحافز الاول بان تولى كربلاء اهتماماً خاصاً من قبل الوزارة مكنها بان تمنح عدد اضافي من المرشات عن طريق المناقلة "، موضحاً "آلية المناقلة والتي تتم بسحب عدد من المرشات من المحافظات المتلكئة ومنحها الى اعداد المرشات لتضاف الى حصة كربلاء ".
ويتابع ، "ان حصة كربلاء من المرشات المحورية وعن ثلاث فئات (ستين ، الثمانين ، مئة وعشرين ) ومن كافات الشركات المتعاقدة بلغت ما يقارب ست مئة وستة عشر مرشة محورية وهي جاهزة للدخول ضمن الخطة الزراعية للموسم الزراعي الحالي".

 دورات تدريبية 
ويوضح الدكتور "بان هناك دور مميز تبنته حكومة كربلاء المحلية من خلال دعمها المتواصل للمديرية في العمل على تحقيق نجاح واضح بكافة المشاريع التي تطلقها المديرية والتي منها مشروع استخدام تقنيات الري والمكننة الحديثة، حيث اكدت على دعمها هذا من خلال اقامة دورات تدريبية وارشادية للمزارعين والشرح خلال هذه الدورات اهمية هذا المشروع لما للتقنيات الحديثة من دور كبير في مواجهة التغيرات المناخية في الوقت الحاضر ".
ويضيف "ان استخدام مثل هذه التقنيات سيساهم بشكل او بأخر في تقليل استهلاك المياه كما ذكرنا فضلاً عن اهميتها اقتصادياً وتدخلها في الامن المائي و الغذائي ".
آلية التقديم 
ويؤكد  الحسناوي "احقية المزارعين بالحصول على هذه المرشات وذلك من خلال عدد من الخطوات تتمثل اولها بطلب يقدم الى رئيس الشعب الزراعية في كل من المركز والاقضية والنواحي ومن ثم يحول الى مديرية زراعة كربلاء بعد استيفاء كافة شروط التقديم والتي هي عبارة عن ( عقد ساري المفعول ، مرتسم ، فحص التربة والماء وموافقة حفر بئر والمستمسكات  الثبوتية ) ومن ثم يدخل الطلب المقدم ضمن الأسماء المرشحة للحصول على هذه المرشات ".

ويوضح ، "شروط الاستيفاء للحصول على المرشات المذكورة اعلاه والمتمثلة بشرط نجاح الفحص بالنسبة  لفحص  كل من التربة والمياه ضمن محددات تضعها المديرية والتي  اهمها ملوحة التربة على ان تقدر ب ثلاثة وان لا ترتفع عن هذا الحد وماعدا ذلك سيرفض الطلب ".
ويؤكد الحسناوي  على "ان هيئة الرأي في وزارة الزراعة ولكونه مشروع وزاري اقبلت على اعفاء المزارعين من شروط نجاح الفحوصات المختبرية واكتفت فقط بالشروط الموضوعة "مشيراً الى "ان شرط الفحص في حال انه مستوفي سيمضي بالتقديم وفي حال عدم الاستيفاء سيتطلب على المزارع التقدم بتعهد قانوني في الشعبة القانونية لمديرية زراعة كربلاء بانه سيتحمل كافة النتائج التي ستحدث في المستقبل لكل من الارض الزراعية والمرشة بسبب الملوحة العالية ".
ويوضح رئيس الفريق "ان قرار هيئة الرأي هذا جاء  لفتح الطريق امام كافة المزارعين للحصول على المرشات وبالتالي فرص للحصول على انتاجيه عالية بالنسبة للمحاصيل الزراعية العائدة لهم ".
ويتابع "وبعد تحقيق جميع الخطوات اعلاه سيتم دخول الاسماء الجاهزة للمزارعين والتي نجحت معاملاتهم قانونياً وفنياً ضمن القرعة ومن ثم يتم سحبها بوقت يحدد من قبل المديرية".

 الاكثر انتشاراً
 اما عن شبكات الري الاكثر انتشاراً ضمن المحافظة فيؤكد "ان هناك ٣ انواع من الشبكات حددت على انها الاكثر استخداما ضمن المساحات الزراعية في  المحافظة "مشيراً الى "اولها شبكات الري بالرش المحوري والتي اثبت جدارتها في اطار تطبيقها ضمن المساحات الصحراوية الواسعة ".
ويضيف ، "لعل صنفت على انها الاكثر انتشاراً من النوع الثاني كونها نجحت في تغطية المساحات الواسعة كما ذكرنا وكذلك يسهل اضافة الاسمدة لهذه المساحات وذلك من خلال خلطها مع مياه الري فضلاً عن مساهمتها في تقليل اليد العاملة وزيادة غلة الدونم ".
ويتابع ، "هناك ثلاث فئات للري المحوري صنفت بالاعتماد على المساحات الزراعية وهي فئة الستين دونم وثمانين دونم وفئة مئه وعشرين دونم مبيناً الاكثر استخداماً وهي الفئة الوسطى اي فئة الثمانين دونم".

بينما يشير الى النوع الثاني من شبكات الري موازيه الانتشار للنوع الاول واصفاً "اياها على انها الاكثر استخداماً ضمن المساحات الزراعية الاقل من خمسين دونم فما دون الا وهي شبكات الري الثابت والتي هي عبارة عن أنظمة شبكات  ثابتة غير  قابلة للتحريك لافتاً الى ما يوفره هذا النوع من صيانة وعمالة قليلتين".
ويضيف "هذا النوع من الشبكات يمكن استخدامه بكثرة ضمن محاصيل الأشجار والكروم والكثير من الحقول المفتوحة ".
ويتابع ، "ان النوع الثالث فهو شبكات الري بالتنقيط حيث تعد الطريقة الامثل والاكثر انتشاراً ضمن بساتين الخضر فضلاً عن دخولها حديثاً على محاصيل الحنطة حيث نجح هذا النوع من الري ضمن حقول الحنطة ويمكن تسميتها على انها الطريقة الواعدة في في مثل هذا الاستخدام من  الحقول بالرغم من تكلفتها العالية والتي تتطلب ايدي عاملة كبيرة لكنها طريقة ناجحة تساهم في زيادة الانتاج وبالتالي تضاعف المردود الاقتصادي بشكل وفير ".

قلة منسوب المياه 
ويحدثنا المزارع احمد سعدون بعد تجربته استخدام منظومات الري الحديثة قائلاً ، "ان تقنيات الري التي تم استخدامها من قبلنا بعد مبادرة وزارة الزراعة بالتعاون مع مديرية زراعة كربلاء بتوفير المرشات لتلبية احتياجاتنا الزراعية ساهمت كثيراً بزيادة انتاجية المحاصيل للمساحة الزراعية المخصصة لهذا الغرض ".
ويضيف ، "املك ارض زراعية مساحتها مئة دونم مزروعة بالحنطة استخدمت خلال عملية الري مرشة محوريه فئة ثمانين دونم فلوحظ بعد استخدام المرشة زيادة عالية بالإنتاج فضلاً عن تقليل منسوب المياه وبالتالي تقليل الادغال والحشائش ضمن الارض الزراعية بشكل عام".
ويؤكد ، "ان المحصول الذي انتج بعد استخدام المرشة كان من المحاصيل التي صنفت على انها من فئة الدرجة الاولى لجودتها العالية ".

ويوافقه الرأي المزارع جاسم علي ، الذي يجد ايضاً "ان استخدام المرشات علاوة على مساهمته في زياده الانتاج والحصول على محصول بمواصفات جيده فان هذه التقنيات ساهمت ايضا بتقليل الايدي العاملة من حيث عملية توزيع المبيدات والأسمدة وبالتالي فان دخولها في القطاع الزراعي  احدث استفادة كبيرة لكافة للمزارعين مقارنة باستخدام الطرق التقليدية القديمة المستخدمة سابقاً  في الري".

موقع كربلاء الاخباري 
تقرير / مها الشمري