الأخبار والنشاطات

في ذكرى رحيل السيدة الطاهرة أم البنين (عليها السلام)

في ذكرى رحيل السيدة الطاهرة أم البنين (عليها السلام)
تم النشر في 2020/02/08 12:42 15K مشاهدة

يظهرُ لنا جلياً أن التعاطي مع شخصية السيّدة أم البنين (عليها السلام)، لا يتوقّف عند مكانتها الإلهية ومواقفها المشرّفة على مدى حياتها الشريفة فحسب؛ بل تحوّلت إلى شخصية تدخل ضمن التراث الشعبي والمتصل بفطرةِ الناس وتعلّقهم بالرموز الشعبية الإنسانية، ولربّما اليوم لا تمر بأي إنسان مؤمن مشكلة إلا وقرأ سورة الفاتحة وأهداها لروح السيدة أم البنين على نيّة قضائها وانفراجها بإذن الله تعالى، وكذلك نسمعُ من أمهاتنا وجدّاتنا لقب (البدوية) وهنّ يتبرّكن بهذه السيدة الجليلة في قضاء حوائجهن، وبالتالي فهذه الشخصية العظيمة قد اكتسبت مكانة كبيرة في قلوب الناس تدفعهم دائماً لتذكّر اسمها وترديده في محافلهم ومناسباتهم.

وحريٌّ بنا ونحن نعيش ذكرى رحيلها (سلام الله عليها)، أن نذكّر دائماً بالمواقف البطولية والإنسانية لهذه المرأة العظيمة، سواء كان موقفها مع زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخوض غمار المسؤولية الكبرى التي وقعت على عاتقه بعد رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في الحفاظِ على كلمة الإسلام العليا، أو موقفها النبيل والإنساني عندما اختارت أن تكنّى بأم البنين بدلاً من اسمها الذي تُعرف بهِ (فاطمة بنت حزام الكلابية) حيث تنقل لنا الروايات الشريفة أنّها (عليها السلام) قالت: يا أبا الحسن: نادني بكنيتي المعروفة (أم البنين) ولا تذكر اسمي (فاطمة) فقال لها الإمام _ لماذا؟ قالت أخشى أن يسمع الحسنان فينكسر خاطرهما ويتصدع قلبهما لسماع ذكر اسم أمهما (فاطمة)، أو موقفها من نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف الخالدة، عندما قدّمت أربعةً من أبنائها وأكبرهم أبو الفضل العباس (عليه السلام) لنصرة القضية الحسينية العظيمة.

وهذا هو السيّد عبد الرزّاق المقرّم ينقل في كتابه (العبّاس عليه السلام): "وكانت أمّ البنين من النساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت، مخلصة في ولائهم، مُمحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها".

وكذلك ما ذكره العلامة المامقاني في تنقيحه، أن بِشْراً قال: "رأيت امرأة كبيرة تحمل على عاتقها طفلاً وهي تشقّ الصفوفَ نحوي، فلما وصلت قالت: يا هذا أخبرني عن سيّدي الحسين، فعلمت أنها ذاهلة، لأني أنادي: قُتلَ الحسين، وهي تسألني عنه، فسألت عنها، فقيل لي: هذه أم البنين، فأشفقت عليها وخفت أن أخبرها بأولادها مرة واحدة.

فقلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله. فقالت: ما سألتك عن عبد الله، أخبرني عن الحسين، قال، فقلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك عثمان.

فقالت: ما سألتك عن عثمان، أخبرني عن الحسين. قلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر. قالت: ما سألتك عن جعفر، فإن ولدي وما أظلته السماء فداء للحسين، أخبرني عن الحسين. قلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس.

قال: بشر، لقد رأيتها وقد وضعت يديها على خاصرتها وسقط الطفل من على عاتقها، وقالت: لقد والله قطّعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين. قال، فقلت لها: عظّم الله لكِ الأجر بمصاب مولانا أبي عبد الله الحسين.

فسلامٌ على أمّ البنين.. امرأة عظيمة لا يكرّرها الزمن.

موقع كربلاء الإخباري