الأخبار والنشاطات

العيد بين الحاضر الجميل والموروث الأصيل

العيد بين الحاضر  الجميل والموروث الأصيل
تم النشر في 2020/05/25 06:43 1K مشاهدة


فاطمة صالح
من النفحات الرحمانية التي يستمدها المسلمون من دينهم الحنيف الاحتفال بعد شهر كامل من الصيام والعبادة وتلاوة الكتاب الكريم وأحياء لياليه حيث يتهيأ المسلمون في الايام الاخيرة من شهر رمضان لاستقبال المكافأة الربانية بقدوم العيد الذي جعله الله سبحانه وتعالى بهجة وفرح للمؤمنين الذين أتموا صيام رمضان  وتوارثت العائلات العراقية والكربلائية على وجه الخصوص الكثير من الطقوس والعادات في هذه الايام المباركة، فكان( لموقع كربلاء الإخباري) هذه الجولة في البيوتات الكربلائية لاعداد التقرير الاتي:-
كانت وقفتنا الاولى مع السيد عباس الشريفي البالغ ٦٥ عاما حين قال:- لم تختلف عاداتنا وتقاليدنا عن السابق كثيرا فأنني أراها مستمرة وممتدة للاجيال الاخرى وانْ لبست ثوبا حضاريا، فنجد الرجال يتوجهون لصلاة العيد وزيارة الامام الحسين وأخيه العباس(عليهما السلام) وارتداء الملابس الجديدة وزيارة الاهل والاقارب والجيران والتهنئة بقدوم العيد متمنين تحقيق الاماني.
اما الحاج حسين البالغ ٦٠ عاما فتذكر أيام طفولته قائلا:- ارى ان العيد للاطفال أكثر فرحا وسرورا من الكبار فيحصلون على العيدية من الاب والعم والجد وكل من يحيط بهم ،فأنا اتذكر ان فرحة العيد تكمن في حصولي على العيدية التي لم ولن تبات في جيبي ليلة واحدة بل أنفقها على شراء الحلوى وكل مالذ وطاب.
الكليجة
تقول أم هادي في حديثها عن العيد، نحمد لله على بلوغنا أيام العيد ونجد اولادنا وابنائهم يحيطون بنا وأهم ما أذكره عن العيد هو أعداد الكليجة العراقية وهي عجينة نحشوها بالتمر او السمسم او جوز الهند ونشكلها بأشكال جميلة ونتباهى نحن النسوة كلما كانت الصواني كبيرة وطعم الكليجة كان لذيذا حاملات الصواني فوق رؤوسنا ونذهب الى الفرن الحجري لشوائها وترى كل امرأة تميز نقشتها عن الاخرى وفي طريق العودة الكل يقف من الرجال والاولاد يلقي التحية ويبارك لنا العيد وتمتد يداه ليأخذ نصيبه من الكليجة الى ان اصل الدار أجد ان الصواني قد نفذ نصفها!
وتقول أم سامر معلمة تبلغ من العمر ٤٠ عاما، لم يختلف العيد الحاضر عن العيد قديما فما زالت نفس العادات والطقوس مستمرة لوقتنا هذا، فالكليجة ما زالت أهم مميزات العيد عندنا نحن النسوة الا اذا اضفنا قليل من الحداثة في نوع الحشوات او الاشكال التي نشكلها لكن العجينة هي نفسها.
ملابس العيد
تقول رسل البالغة ٢٥ عاما لا اشعر بالسعادة والفرح الا بشراء ما هو جديد لإرتديه أيام العيد فقد اعتدنا في طفولتنا على لبس الملابس الجديدة واحتضانها في أخر ليلة من ليالي رمضان المبارك.
يقول علي ٢٩ عاما أتذكر عندما كنت طفلا من شدة فرحي بملابس العيد ان اضعها قرب رأسي واتحسسها ليلا فلا عيد بدون ملابس جديدة.
القيمر العراقي
يقول رسول صاحب محل، للقيمر قيمة كبرى لدى العوائل العراقية في صبيحة أول أيام العيد ويقبلون على شرائه مهما كان سعره غاليا ويرافق القيمر الكاهي العراقي والصمون الحار وانواع المربى لتجتمع الاسرة على مائدة الفطور الاول بعد شهر كامل من الصيام
هشام الرماحي شاب يبلغ من العمر ٣٥ يقول بالرغم من مرضي المزمن بداء السكري لكنني لم اتمنع عن أكل القيمر في صباح اليوم الاول من العيد فأنا وعائلتي نعتبرها من العادات والطقوس الواجب تنفيذها أيام العيد ولكنتي اكتفيت بأكل القيمر في اليوم الاول فقط كفانا وأياكم شر الامراض.
زيارة القبور
تقول أم جعفر أعتدنا ان يذهب أباؤنا الى القبور فجر اليوم الاول من العيد والجلوس بجانب قبور الاحبة والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة وأستمرت هذه العادة لي ولأخوتي وستستمر لاولادي من بعدني فترى مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف تكتظ بالناس المتشوقة لزيارة قبور محبيها ومن ثم أتمام الزيارات للاقارب والجيران فللموتى حق علينا زيارتهم والدعاء لهم.
وباء كورونا
كانت دموع أم جاسم تنهال على خديها بغزارة لعدم استطاعتها زيارة قبر أبنها الشهيد بسبب حضر التجوال ووباء كورونا الذي حلَّ علينا ثقيلا، تحدثت والاسى يملؤ قلبها :- لن أجد للعيد طعما ولن يستقر حالي اذا لم اجلس قرب قبر ولدي وأخبره اخبارنا فقد أخبروني بأن الانسان المتوفى ينتظر أهله من الاحياء فجر يوم العيد لرؤيتهم وسماع أصواتهم فكيف بحال ولدي هو ينتظرني ولم اذهب اليه بسبب كورونا.
وأختتمنا حديثنا مع الحاجة أم جواد بقولها:- الحمد لله الذي مكننا من أتمام شهر رمضان بعافية وبلوغنا عيد الفطر المبارك، تعودت ان أكون أول أيام العيد في المقبرة جالسة بقرب أحبتني ممن فقدتهم لكن سبحان الله هذا العيد كانت كورونا سببا بعدم الذهاب وفرض حظر التجوال سألتمس لهم الدعاء وأناجيهم في منزلي متمنية ان تبعد كورونا عن بلاد المسلمين دون عودة.