الأخبار والنشاطات

الاجداد... صمام امان العائلة وسورها المتين

الاجداد... صمام امان العائلة وسورها المتين
تم النشر في 2024/01/08 03:57 2K مشاهدة

عدت الى بيت اهلي (ارملة) وانا احمل طفلي الرضيع الذي لم يتجاوز عمره الشهرين كانت افكاري تتوشح بالحزن عن مصير طفلي الصغير بفقدانه المبكر لوالده وسرعان ما تبدد خوفي فقد منحه ابي حنانا ومحبة كانت خير عوض له.
(اغلى من الولد ولد الولد) عبارة موروثة متداولة بين الاوساط الاجتماعية تعبر عن المعنى العميق للعلاقة بين الاجداد والاحفاد على الرغم من التصادم الذي ينشأ غالبا من صراع الاجيال الا ان اواصر هذه العلاقة الوطيدة التي تكون غالبا متناقضة بين الجد والحفيد لا تهتز فهي تحمل مشاعر مودة تفوق مشاعرهم اتجاه ابنائهم.

(موقع كربلاء الاخباري) يستعرض بعض التجارب الحياتية التي تظهر إيجابيات وسلبيات هذه العلاقة وطبيعتها.

مكانة مميزة
يرى منتظر الوائلي (موظف)، ان علاقة الاجداد بالأحفاد تكون غالبا اقوى من الابناء كما يحتل الأحفاد مكانة مميزة لدى أجدادهم وذلك لما لهم من قدرة على التحمل والصبر نتيجة خبرتهم الحياتية، مما يجعلهم يملكون القدرة على تمضية ساعات أكثر إلى جانب أحفادهم والاهتمام بهم في حين أن الآباء يغفلون عن ذلك لأنهم يعانون من ضغوطات أكثر في حياتهما اليومية من ناحية العمل والهموم المعيشية وسرعة الحياة التي لا تعطي الأهل الوقت الكافي للتمتع بتربية الأولاد.

وفي السياق ذاته قالت المهندسة سهير عبد العباس، يربط الاجداد والاحفاد علاقة محبة تفوق الخيال فأولادي شديدين التعلق بجدتهم مني اذا ينادونها بـ (ماما) خصوصا اني موظفة ومعظم الوقت يكونوا تحت رعايتها فهي تهتم بهم منذ صغرهم وترعاهم بشكل مفرط.
ختمت حديثها: يشكل الجدان صورة أساسية لمرحلة الطفولة ودعامة للأسرة  فهما ينقلان للأحفاد الأمان العاطفي ويمنحانهم الشعور بالحماية وكأنهما سور يمكن الاتكاء عليه، رغم أن بعض العلاقات لا تخلو من التشنجات والصدامات بين الجد والحفيد خصوصا فيما يعرف بصراع الأجيال واختلاف الأفكار والطباع.

الحماية من العقاب
‪‬‬‬‬وعلى النقيض من ذلك قالت ازل سلمان (موظفة وام لثلاث فتيات)، الاجداد بقدر ما وجودهم مهم في العائلة بقدر ما يزعجني تدخلهم في تربية الابناء اذ يكونوا أول المبادرين للدفاع عنهم لحمايتهم من العقاب، وهذا الامر يشعرني بضيق شديد لكني اخجل من المطالبة بعدم تدخلهم كما يرفض زوجي الفكرة خوفا على مشاعر ابويه الا اننا نعاني من هذا الامر فالطفل حينما يأمن العقاب يسيء الادب ويكرر الخطأ مرة بعد اخرى.
ومع ذلك تؤكد أزل، أن تعامل الأجداد مع الأحفاد له مميزات كثيرة إذ يمنحهم التواصل مع أصولهم ويهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف المدعمة بالخبرات السابقة.

‪صعوبة التعامل‬‬
اما الحاجة انوار النواب كان لها مفهوم اخر بالعلاقة بين الاجداد والاحفاد فهي ام لخمسة اطفال وجدة لـ 16 حفيدا، حدثتنا قائلة: اغلب الاجداد يعانون من صعوبة التعامل مع الاحفاد لأن التربية اختلفت بين الجيل القديم والجيل الجديد أو (جيل الإنترنت) وهنالك صعوبة في التواصل معه لأنه جيل مزاجي جدا و مستقل ولا يحب السيطرة عليه او التدخل بشؤونه اذا يعتبره حرية شخصية وان كان على خطأ فلديهم مفهوم (من جهلنا نخطأ ومن خطأنا نتعلم) فلا حاجة لتقديم النصح دعونا نجرب ونتعلم.
ولكونها محامية ونتيجة لخبرتها الحياتية استطاعت التعامل مع احفادها بطريقة مرضية تتقارب وفق تطلعاتهم.
 
صراع دائم
وترفض الحاجة ام ياس تصرف زوجة ابنها فهي طالما تستخدم اسلوب الضرب في تربية احفادها او التعامل معهم بقسوة او اسلوب التخويف فهي تشعر بالألم جراء ذلك ولا تتقبل زوجة ابنها تدخلها ويرفض ابنها الصراع الدائم بين زوجته وامه بسبب الاولاد فإلام ترى انها اعرف بمصلحة ابنائها وانها بذلك تمنحهم الثقة بالنفس والتربية الصحيحة. 
حيث اوضحت لنا ام روان (الكنة)، أن تربية الأهل للأطفال تعتمد على المسؤولية على عكس الأجداد الذين يقدمون الحب والعطف ويجتهدون في جعل العلاقة وطيدة ومميزة، فهي تحاول تعليم أبنائها وفق أساليب التربية الحديثة والبيئة الحالية وبسبب تدخل جدة اطفالها الدائم بطرق تربيتها اصبح ابناؤها يرفضون توجيهها ويقبلونه من جدتهم على الرغم من انه خطأ الا انه مرضي لرغبتهم وهذا ما ادى الى تفاقم المشاكل بينها وبين والدة زوجها (الجدة).


امتداد اجتماعي

وتشير الاستشارية الاجتماعية نور مكي الحسناوي الى، ان هناك فوارق كبيرة بين التربية الحديثة والتربية القديمة  وهذا لا يعني ان للجد والجدة دورا مهما في كيان الاسرة أذ هما يسهمان في تكوين شخصية الاحفاد وترسيخ الذكريات الجميلة لديهم، فضلا عن  خبرتهم الكبيرة في الحياة والتي تعكس ايجابيا على توجيههم، ولكن على الاجداد ان يمنحوا المساحة الكافية للآباء في تلقين ابنائهم والتعاون في السلوك التربوي الصحيح خصوصا نحن نعيش في عصر العولمة. 
واكدت على عدم وجود أجداد هدفهم إفساد المنظومة التربوية للأب والأم، وإنما تنشأ تصرفاتهم من دافع الحب فهما يكسرون قواعد الابوين من خلال إغداق المشاعر فقد وضع  الله محبة للأحفاد في قلوبهم  تفوق محبة الابناء وهذا ما يفسد غالبا تربيتهم لذا يتجنب اغلب الاباء تدخلهم و خصوصا حينما يرفض الطفل نصيحة والديه أحيانا عندما تحمل توبيخا أو تهديدا، ولكنه يقبلها من أجداده لأن أسلوبهم يظهر بمودة وحب أكثر، لذلك على الأهل أن يمنحوا أطفالهم الأمان والحنان.
ختمت الحسناوي حديثها: ان الاجداد هم صمام الامان والحماية للعائلة ومركز تجمع الاولاد والاحفاد في المناسبات، كما يرى الاجداد ان الاحفاد هم امتداد اجتماعي و طبيعي لسلالتهم ومصدر سعادة وفخر في حياتهم.

موقع كربلاء الاخباري
تحرير / زهراء جبار الكناني