الأخبار والنشاطات

مواكب العزاء الحسيني في مدينة كربلاء.. تاريخ حافل بالتعزية

مواكب العزاء الحسيني في مدينة كربلاء.. تاريخ حافل بالتعزية
تم النشر في 2023/07/29 11:06 1K مشاهدة

ما يميز طقوس عاشوراء التي تستذكر فاجعة الطف ومقتل الإمام الحسين (ع) هو المواكب الحسينية او المواكب والتي من خلالها تنتشر التعزية وحبّ التضحية والدروس التي يراد منها ان تنطلق من هذه الممارسات الروحية الوجدانية العقائدية. حتى صار الأمر لا يوجد مدينة أو حتى  قرية في العراق لا تقيم هذه الطقوس العزائية وليس فيها العشرات من المواكب.
في كربلاء التي تعد مسقط رأس العزاء كانت المواكب تمثل المحلات السكنية التي تسمى الأطراف والتي يقول عنها الباحث الكربلائي حسين أحمد الخضير، إن "الطقوس الحسينية   انتعشت في ظل السلطة البويهية (التي كانت تتخذ من المذهب الزيدي الشيعي مذهباً لها ) الذي كان منتشراً في العراق وإيران في الفترة بين ( 1055- 945 ميلادي / 447 - 334 هجري ) وهي فترة حكم ( الخليفة العباسي القادر بالله ) بعد إعلانه العاشر من محرم الحرام هو يوم حداد رسمي، وعليه تم السماح بإقامة المآتم الحسينية في بغداد .وقد أمر معز الدولة البويهي بغلق الدكاكين وإظهار علامات الحزن في هذا اليوم .
ويرى الباحث، إن "هذا التاريخ يعتبر البذرة الأولى في إقامة الطقوس الحسينية، وسرعان ما انتقلت إلى مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، لافتا الى، ان "هذه الطقوس أخذت شهدت مدّا وجزرًا تبعا لميول الحاكم، منهم من استغلها للحفاظ على السلطة ومنهم من حاربها ومنعها خوفا مما تخلفه من ردات فعل ضد السلطة، حتى وصلت إلى ما هو عليه الآن" .
 
مواكب كربلاء

يرى الباحث أن أواخر القرن التاسع عشر خلال العهد العثماني اتفق رجالات أهل المدينة وساداتها على تنظيم موكب عزاء حسيني خاص لكل محلة (طرف) استمرت تباعا حتى بداية القرن العشرين . وهو ما يعني أن يتم اختيار مكان يتجمّع فيه ممن يرغب في المشاركة بالموكب ضمن محيط المحلة، وقد عمدوا على تشييد (تكيّة) خاصة بالطرف، وهي بالأصل كلمة تركية وتعني مكان تجمع الحجاج أو الزائرين، وقد زُينت هذه التكايا بالمصابيح والشموع والتحف والثريات والأواني الكرستالية ألتي تسر الناظر وتعكس الذوق الرفيع والفن الجميل لأهل المدينة في تركيب الأماكن وإظهارها بما يليق. ويشير الى انه في مساء كل يوم يتجمّع أهل المحلة عند التَكيّة من أجل الاستعداد للانطلاق في مسيرة حاشدة تسمى (موكب عزاء) يقسم إلى مجاميع (جوگات) يرتبط حجمها بعدد الحضور، كل جوگة تقوم بترديد شعراً حسينيا يخص الهدف الذي خرج الناس من أجله تسمى (الردات) الحسينية  وهي تنظم من قبل شعراء اختصوا بالشعر الحسيني أغلبهم من أهل الطرف إضافة إلى شعراء آخرين من أهل المدينة . ويبين ان المواكب تنطلق من (طرفها) باتجاه صحن أبا الفضل العباس والخروج منه متجهين إلى الصحن الحسيني قاطعين في مسيرهم بعد الخروج من باب الحسن من خلال سوق العباس وسوق الصاغة والدخول في سوق التجار الكبير واجتياز سوق الحسين والدخول في الصحن الحسيني لغرض التجمع حول المنبر الذي يرتقيه قارئ القصائد (الرادود) من أجل قراءة قصيدة حسينية تعكس خلجات المعزين في استذكار الملحمة الحسينية في رفض الظلم والطغيان والفساد وبعد الانتهاء ينصرف جموع المعزين كل إلى منطقته وبها تنتهي مراسيم العزاء .
 
 
اقسام المواكب
يوضح الباحث ان المواكب الحسينية انقسمت إلى ثلاثة أقسام .
أولاً - مواكب عزاء المحلات (الأطراف) التي تشارك في العزاء مساء وهي .
1-  موكب عزاء طرف باب السلالمة، مقره انطلاقه من شارع صاحب الزمان ، مدخل سوق باب السلالمة .
- 2 موكب عزاء طرف باب بغداد (باب العلوة) مكان إنطلاق الموكب داخل الصحن العباسي قرب باب موسى الكاظم، ومن ثم تحول إلى مدخل شارع الإمام علي .
-3 موكب عزاء طرف باب الخان . مكان تجمعه في مدخل شارع العلقمي .
-4  موكب عزاء جمهور طرف العباسية. مكان تجمعه في شارع الجمهورية، قرب الميدان، جوار المدرسة الإيرانية .
-5   موكب عزاء البلوش، مكان إنطلاقه من مدخل شارع الإمام علي .
6   -موكب عزاء طرف المخيم ، مكان تواجده على الجانب الأيسر لباب القبلة للصحن الحسيني .
7- موكب عزاء طرف باب الطاق ، مكان تجمعه في شارع السدرة ، مقابل خان الرشدي .
8 - موكب عزاء باب النجف ، مكان تجمعه في شارع العباس (خان الچلبي) مدخل سوق العلاوي .
9 . موكب عزاء الچاچيين، مكان تواجده في شارع السدرة ، لم يستمر طويلاً، وفيما بعد اندمج مع موكب عزاء باب السلالمة .
وعن القسم الثاني يقول الباحث انها مواكب عزاء أصحاب المهن (الصنف ) التي تشارك في العزاء بعد صلاة الظهر حتى آذان المغرب .
1- موكب عزاء الصفارين، مقره في سوق الصفارين الصغير المطل على ساحة علي الأكبر .
 2- موكب عزاء الصاغة، مقره في عگد الداماد ومن ثم إنتقل إلى سوق الصاغة .
3 - موكب عزاء القندرچية، مقره في قيصرية الإخباري .
4- موكب عزاء صنف القندرچية، مقره في جامع القندرچية المطل على ساحة علي الأكبر .
5- موكب عزاء الحمالين (إنتهى بإنتهاء عملهم في الستينات). .
6-موكب عزاء السقائيين انتهى بانتهاء عملهم في الستينات، وكان مقر الموكب في خان الباشا في عگد (گده علي) الواقع في محلة باب النجف وكانت أغلب ردّاتهم باللغة الفارسية، بسبب أن أغلبهم من القومية الفارسية .
7- موكب عزاء القصابين،يخرج للمشاركة في العزاء في ليلة العاشر من المحرم من مقره في خان الدهان، شارع العباس وعلامتهم التي تميزهم عن بقية المواكب الحسينية هو حمل شموع ملونة كبيرة أثناء مسيرتهم بالموكب .
8-  موكب عزاء الخياطين، مقره في جامع الصافي المقابل لباب الشهداء، يخرج عصراً منذ الليلة السادسة من المحرم .
ويتحدث عن القسم الثالث ويقول انها مواكب هيئات الزنجيل التي تشارك العزاء في الفترة الصباحية .
1 -هيئة جمهور الحيدرية /2 - هيئة جمهور المنتظر /3 - هيئة جمهور الزينبية /4 - هيئة جمهور الرياحي /5 - هيئة عزاء الترك .
هذه المواكب تشارك في إحياء الشعائر في الفترة الصباحية .
تم القسم الرابع كما يقول الباحث فهو مواكب عزاء الخارج التي تشارك في المراسيم في ليلة التاسع والعاشر من المحرم .
1 -موكب عزاء الهنود / 2 - موكب عزاء الباكستان / 3 - موكب عزاء البحرين /4 - موكب عزاء الأحساء والقطيف / 5 - موكب عزاء عمان ( المساقطة ) .
القسم الخامس كانت مواكب العزاء المتفرقة التي تشارك في ليلة العاشر من المحرم .
-1  موكب عزاء السادة / 2 - موكب عزاء الجامعة /3 - موكب عزاء الطلاب /4 - موكب عزاء النجف /5 . موكب عزاء الكاظمية.
موقع كربلاء الاخباري
بقلم/علي لفتة سعيد