الأخبار والنشاطات

شعائر الاربعين والبعد الفكري لرحلة المسير نحو كربلاء

شعائر الاربعين والبعد الفكري لرحلة المسير نحو كربلاء
تم النشر في 2022/09/05 11:14 604 مشاهدة

من اقصى جنوب العراق تخفق الرايات والقلوب وتتوشح الطرقات المؤدية إلى كربلاء بالسواد وتتزاحم الأرصفة بأشرعة العزاء حيث ينطلق الزائرين سيرا على الاقدام الى حرم الامام الحسين (عليه السلام) لأحياء مراسيم زيارة الاربعين لنشاهد بتلك المسيرة الخالدة مشاهد كثيرة تخطف القلوب وتذهل العقول وتفخر بها ابجدية الانسانية وهي ترسم صور تتزاحم بها الايثار لما يشهده ذلك الطريق من سيل الخدمات التي يتفنن بها عشاق الحسين (عليه السلام) ففي كل شبر ثمة شربة ماء من سخاء العباس ورغيف خبز عجنته أيادي الصبر ووسادة دافئة انسلت خيوطها من بقايا الخيام المحترقات ودثار من عفة عباءة زينب (عليها السلام) وغيرها من مرافئ البذل والثواب فتلك الخطوات التي تعجز الذاكرة عن نسيانها تختزل اسمى المعاني لما تحملها من أبعاد فكرية ترمز إلى صدق العقيدة والعطاء.
وللتعرف على الدلالات المعرفية لرحلة المسير في زيارة الاربعين وما لها من اثر خالد في نفوس الموالين حدثنا الشيخ نزار التميمي قائلا: الشيء  الذي علينا فهمه واستيعابه جيدا هو إن إحياء قضية الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته تمثل الاستجابة لله وللرسول التي نص عليها القرآن الكريم وذلك لما تمثله هذه النهضة من حقائق ومنافع إسلامية كبرى سواء على المستوى العقيدي او الاجتماعي او الثقافي والسياسي.
واضاف، إن "أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من كل أصقاع الدنيا  بسيرهم ومسيرهم نحو أرض كربلاء وبهذه الأعداد المليونية المهيبة, إنما يريدون إيصال العديد من الرسائل وإلفات أنظار العالم لاسيما مع وجود الإعلام المفتوح واستثمار التكنولوجية, بأن الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو الإسلام الذي قتل وأستشهد من اجله الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يشد إلى قبره الشريف الرحال وبكل هذه الأعداد المليونية الهائلة من المسلمين الشيعة.
وفي السياق ذاته، قال خطيب المنبر الحسيني الشيخ عبد الرزاق محمد علي "تعتبر واقعة الطف من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج و تفاصيل المعركة آثار سياسية و عقائدية واجتماعية حيث لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، اذ تعتبر هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين الطوائف عبر التاريخ و أصبحت معركة كربلاء و تفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة و من أهم مرتكزاتهم الثقافية".
وتابع، ان "حضور الزائرين المسلمين من مشارق الارض ومغاربها من خارج العراق وداخله يحملون على عاتقهم رسالة الحسين(عليه السلام) بكل ما تحمله من معاني سامية فمجرد ان نلقي ببصرنا على جانب من سيرته المباركة, يسطع امام انظارنا قمة سامقة في العلم و العبادة والقيادة، لذلك تكون زيارة الاربعين عاملًا مساعدًا لتثقيف الملايين من المسلمين ورمزًا لخلود الثورة الحسينية، ويمكن أن تكون هذه المناسبة الدينية منطلقا للنهوض بملايين المسلمين أينما كانوا.
فالمسير هذا يحمل خصوصية لا يمكن تفسيرها او تجاوزها ولطقوس هذه الزيارة دلالات ومعان كثيرة منها التمسك بالقضية الحسينية الخالدة، ومواصلة المسير على النهج ألقيم الذي اراده نبي الرحمة ان يعم المجتمعات الإسلامية، فضلا عن مشاهد التكافل الاجتماعي التي نألفها في ضيافة السائرين صوب مدينة كربلاء والتصرفات الخلاقة والتفكر العقلاني و المحبة والألفة التي تسود الجميع فهي رحلة غنية بالمثل العليا للإنسان السوي وكثيرا ما يحرص المؤمنون على التمسك بها والغوص بعالمها الواسع المليء بالأجر والعطاء الرباني.
موقع كربلاء الاخبلري
تحرير/ زهراء جبار الكناني