تعد مدينة كربلاء المقدسة قبلة للثقافة والحضارة فمنذ ان تطهرت بالدماء العلوية واقترن اسمها بمدينة الحسين (ع) امست محطة مهمة تستقطب ملايين الزائرين من مختلف بقاع الارض، فكان لابد من نتاج يوثق مختلف الوقائع التي حدثت في حياة الرسول  الاعظم ( ص) حيث تم انشاء صرح ثقافي في مركز المدينة حمل اسم متحف ذاكرة الاسلام والذي تجسد  بتماثيل صامتة ومشاهد ساكنة رسمت لوحات معبرة لتلك الحقب 
(موقع كربلاء الاخباري) كانت له هذه الجولة لينقل لكم جانبا من جمال ذلك المكان.
مشاهد من المتحف
في كل زاوية من المتحف كانت هناك قصة ترويها لنا تلك التماثيل عبر مشاهد سيرة رسول الله (ص) ومن جملتها كان مشهد انفاق اموال السيدة خديجة (ع) من اجل الاسلام، ومشهد اخر لعم الرسول الاعظم حمل عنوان، وانذر عشيرتك الاقربين وهو عن اقتران الرسالة بالإمامة ومشهد عن عقد المؤاخاة وبشارة انبياء اولي العزم ببعثة خاتم الانبياء والمرسلين ومشهد هجرة الفواطم، واحداث البعثة النبوية ومعاجز الانبياء ومشهد حول الدعوة العلنية للإسلام واذية النبي لنشره  وهناك مشهد يسرد الهجرة النبوية اضافة الى احداث المدينة المنورة ودخول الناس للإسلام بشكل مجاميع وفتح مكة وقضية بيعة الغدير  واستشهاد النبي (ص) وماذا جرى بعد استشهاده وهناك المزيد من المشاهد تترجم وقائع اخرى، فضلا عن مشروع واقعة الطف الاليمة.
رموز ثقافية
حدثتنا ام آيات (35) سنة وهي احدى السائحات من مدينة البصرة والمتذوقات بزيارتها هكذا اماكن تحمل عبق الماضي قائلة:  يعد هذا العمل رمزا  من رموز الثقافة الحضارية لما يحمله من سمات تجسدها تماثيل صامتة الا انها تمثل وقائع تحاكي المشاهد لما لها من تفاصل دقيقة في طرح المحتوى.
و اعربت عن مدى سعادتها لرؤيتها جمال هذا المكان ووصفت كربلاء بانها جنة بما حملت ارضها من مراقد مقدسة وعمرانية متطورة وثقافية هادفة.
اما خالد الفتلاوي استاذ جامعي اثنى على الجهود المبذولة بتأسيس هذا الصرح الصامت الناطق على حد قوله وهو ينقله عبر التاريخ مسافرا به الى اعظم حقبة تخطاها الزمن للتعرف على اهم ما مقدموه وبذلوه آل البيت (عليهم السلام) لأجل رفع كلمة الحق ودحر الباطل.
مضيفًا، ان هذه الزيارة الثانية له لتواجده بهذا المكان المتلألئ بالجمال النابض بفلسفة العقائد الاسلامية.
ظاهرة فنية توثيقية
وفي السياق ذاته، قالت الاعلامية مآثر طالب، يعد متحف ذاكرة الاسلام عبارة عن ظاهرة فنية توثيقية مهمة جدا لتاريخ العصر الاسلامي باعتباره أحد الوسائل التقريبية لما قدمه أهل البيت (عليهم السلام) والرسول الأعظم (ص)  ضمن جملة التضحيات التي قدموها.
مضيفة، انه "يمثل محطات متسلسلة لتقريب الصورة إلى الأذهان للأجيال الجديد من مختلف الفئات العمرية كمحاولة الى استيعاب ما حصل في مراحل متعددة من بداية الدعوة الاسلامية حتى مرحلة الكفاح  التي واكبها النبي الاكرم (ص) خلال نشر الدعوة وهجرته ومرحلة الخلافة انتهاءً الى  ملحمة كربلاء ومعركة الطف الاليمة". 
وتابعت الى، ان " تم اختيار  تشيد المتحف في مركز مدينة كربلاء المقدسة نظرا الى الوافدين اليها من مختلف انحاء العالم لأنه يحمل دلالات كبيرة للتعرف بالهوية الاسلامية و القضية الحسينية، كما تميز من ناحية الديكور بصالات العرض  للمجسمات والازياء والاضاءة.
ختمت حديثها قائلة :أرى أن متحف ذاكرة الإسلام عبارة عن لوحة فنية متكاملة.
محطات تاريخية
وكانت لنا هذه الوقفة مع الشيخ حسن الذاكري مدير المتحف حدثنا بقوله، ان "متحف ذاكرة الإسلام يسرد سيرة حياة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وسلم) بشكل قصص متعاقبة للروايات الشريفة في القران الكريم وذلك لبيان و تسليط الضوء على المحطات التاريخية لحياة نبيه الأكرم والإمام الحسين (ع).
واضاف، ان "افتتح متحف ذاكرة الاسلام في يوم( 27 رجب 1435 هـ) ضم ما يقارب (120) مجسم من التماثيل حيث تبنت لجنة إحياء الشعائر الإسلامية الأشراف عليه  وتم تحديد افتتاحه ساعتين في كل يوم قبل اذان المغرب الى ساعتين بعد اذان المغرب". 
وحول الزيارات الخارجية قال، انه " اذا كانت هناك زيارات خاصة للمدارس او الكليات او لفود من خارج او داخل العراق نفتتح المتحف خارج ضوابط الدوام، كما تم زيارة المتحف وفد من منظمة اليونيسكو. 
وعن مشاركاتهم الخارجية وصناعة التماثيل حدثنا قائلا، "لدينا مشاركات ميدانية وورش متعددة بهذا الجانب، وبالنسبة للتماثيل التي داخل المتحف فهي مصنوعة من مادة (الفايبر كلاس) التي تمتاز بالمقاومة للرطوبة والحرارة".
ودعا الذاكري جميع المؤمنين و المؤمنات بزيارة المتحف ليطلعوا على السيرة النبوية والحسينية بشكل دقيق، ليطلعوا على الكثير من المعلومات المهمة التي لم يتطرق اليها أحد من قبل".
موقع كربلاء الاخباري
زهراء جبار الكناني