كربلاء الإخباري / اسامة الخفاجي
ترك (ابو علي) محافظته جنوب العراق واتجه نحو كربلاء عند عام 2016 بعد الكساد التجاري في محافظته الام، وازدهار التجارة في كربلاء، لم تمر الا ايام قليلة واستقر في عمله الجديد واستأجر بيتاً لعائلته وبدت اموره تتحسن تدريجياً واصبح مستقرا مادياً و وضعه المالي فوق المتوسط.

حكاية (ابو علي) الذي قصها لـ(موقع كربلاء الإخباري) تتشابه مع قصص الكثيرين من اهالي المحافظات الذين لجئوا الى كربلاء للعمل والتجارة، أبو علي من اصحاب الاملاك ولكن الكساد المالي والركود الاقتصادي دفعه لبيع ما لديه وبدأ من جديد في كربلاء وخلال عام واحد تضاعف رأس ماله في السوق والمحل الصغير اصبح محل كبير وفيما بعد اصبح محال كبير ومخزن وبدت تجارته رابحة.

لم يتأثر يوماً بالموعد السنوي لتسديد بدل الايجار، اذ اعتاد على توفيره قبل معاده وبعد مرور مدة اكثر من موسم اصبحت علاقته بـ(أبي رائد) وهو صاحب المحل والمخزن علاقة صداقة وطيدة استطاع الاثنان الاقتراب من قلوب بعضهما واكتشفا اشتركاهما بصفات عدة.

يروي لنا (ابو علي) ما مرّ عليه نهاية عام 2019 واصفاً تلك الفترة بالازمة الحقيقة فعندها بدأ الوافدين الى المراقد الدينية في كربلاء بالانقطاع بسبب الاوضاع الامنية والتظاهرات التي اجتاحت البلاد ومارافقتها من احداث امنية وساسية واصبح الوضع صعبا بعض الشي لدى اغلب التجار في كربلاء بسبب انخفاض معدلات زائري المراقد الدينية التي تساعد الوضع الاقتصادي على النهوض.

ازمة (وباء كورونا) لم تدع ابا علي في حاله شأنه، كباقي التجار وحظر التجوال وقلة الحركة والتنقل جعله في موقف أصعب، ابو علي ككثيرين من اصحاب المحال التجارية لم يتأخر لحضة في مساعدة المحتاجين والوقوف مع الفقراء خلال هذه الازمة وتجهيز الكثير من العوائل بالمواد الغذائية،وسبب الكساد الحاصل ومع اقتراب موعد تسديد ايجار الشهر الحالي لصاحب العقار الذي يشغله لم يكن مستعدا لذلك ولا يعرف كيف سيكون رده في الموعد الذي اعتاد التسديد قبله.

لم يكن يعرف ان (ابا رائد) صاحب العقار، شعر به وبغيره ممن تأثروا بما يجري في البلد،وقال لمراسل (موقع كربلاء الإخباري) "ان هذه المباردة جاءت تزامنا مع الوضع الحالي و للوقوف مع اخوتي المستأجرين قررت ان اتنازل بمبلغ الايجار لشهر الرابع والبالغ مايقارب (8.000.000)عن اكثر من 25 عقار في ناحية الحسينية قرية الطف شمال كربلاء"

هذه المبادرة وغيرها الكثير من المبادرات الانسانية، قدمها اهالي كربلاء ليكشفوا للعالم اجمع ان العراقيين متكاتفين ولن تؤثر عليهم الازمات او الحروب ومنهجهم منهج التكافل الاجتماعي الذي شرعه ديننا الحنيف.