الأخبار والنشاطات

كربلاء: ممثل المرجعية الدينية العليا يؤكد على ضرورة الإلتزام بالنصائح الطبية لمواجهة الأمراض الوبائية

كربلاء: ممثل المرجعية الدينية العليا يؤكد على ضرورة الإلتزام بالنصائح الطبية لمواجهة الأمراض الوبائية
تم النشر في 2020/02/28 01:14 2K مشاهدة

كربلاء الإخباري/ خاص

تطرّق ممثل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، إلى أهمية نشر الوعي الصحي وتطبيق الإرشادات الطبية الهامة للفرد والمجتمع، وخصوصاً مع إنتشار وباء (فيروس كورونا) عالمياً.

وأشار الشيخ الكربلائي إلى أهمية الوعي الصحي والرعاية الصحيّة وتطبيق الإرشادات الطبية في صحة وعافية الإنسان، مبيناً أن "الصحّة والعافية.. هما ضرورتان للفرد والمجتمع.. وفعاليتهما وقدرتهما على تحقيق الوظائف والمهام الموكلة للفرد".

ومما ورد في خطبة الجمعة المباركة والتي تابعها (موقع كربلاء الإخباري):

مفهوم الصحّة والوعي الصحي وأهميتهما للفرد والمجتمع..

المفهوم الصحيح للصحة والذي ينبغي الوصول إليه.. أن تكون لديه القدرة البدنية والنفسية والعقلية على أداء المهام والوظائف التي ينبغي للإنسان على وجه الأرض.. وقدرتهما على توفير وسائل العيش المطلوبة وأسس التطور والتقدم.. هذه هي الصحّة المطلوبة.. إلى جانب خلو جسد الإنسان من الأمراض..

لدينا ركنان:

أولاً/ زيادة الوعي الصحي ويتم عبر ثلاثة أسس:

1. نشر الثقافة الصحيّة الصحيحة، المعتمدة على بيان وتوضيح المفاهيم الصحية السليمة المستندة للأسس العلمية المأخوذة من أهل الاختصاص بعيداً عن (الأساطير والأوهام والتقاليد البالية).

2. اعتبار الوعي الصحي من ضرورات الحياة ومهامها.. فالفرد السقيم لا يستطيع أن يؤدي مهامه ووظائفه في الحياة، فهو أمر ضروري وليس هامشياً.. ويجب أن نُشعر الصغار بأهمية ذلك.. والعمل على بذل المال والجهد لتحقيقه.

3. شعور الجميع بمسؤوليتهم.. فكل فرد مسؤول عن صحته وصحّة الأفراد من حوله.. فيجب التثقيف داخل البيت والمؤسسات والمدرسة والجامعات.. وتقع المسؤولية على عاتق المؤسسات الصحية، وبنفس الوقت وجود شعور لدى الفرد بزيادة الوعي الصحي.. ولابد أن تتحول هذه المفاهيم إلى قناعات وميول ورغبات.. لتغرس كمبادئ سلوكية في نفسية الإنسان.. فمن دون القناعة لا يمكن أن نحصل على النتائج الإيجابية.. وهنا يكمن دور وسائل الإعلام بتوفير هذه القناعة.

ثانياً/ كيف نصل إلى ثقافة صحية صحيحة؟

لكي نحصل على تمام النتائج لا يكفي نشر الثقافة الصحية.. وإنما تغيير نمط الحياة اليومية والسلوكيات المجتمعية، من التغذية والصحّة.. وتعتمد على:

1. تلافي السلوكيات الغذائية والصحية والبيئية الخاطئة.. فهنالك خلل في حياتنا.. في الشوارع والأماكن التي تفتقر للأجواء الصحية المطلوبة.. ويجب تغيير هذا النمط وأجواء النظافة نوفر الأسباب لخلو الفرد والمجتمع من الأوبئة.

2. هنالك تداعيات سلبية لعدم وجود وعي صحي وثقافة كافية، حيث نلاحظ أن هنالك مرضى ولكنهم يمتلكون خبرة وكفاءة عالية.. وبالتالي سيخسر المجتمع كثيراً بخسارة هذه الشخصية.. وبالتالي يجب رعاية هذا المريض.. إضافة إلى الآثار الاقتصادية والمالية.. حيث يتم استنزاف الأموال الكثيرة لمعالجة الأمراض المزمنة.. كما نلاحظ أن المؤسسات الصحية في بلدنا دون المستوى المطلوب مما يزيد الصعوبة في معالجة الأمور.

3. ما يتعلق بالوباء المنتشر (فيروس كورونا).. وضرورة التقيد بالوصايا الطبية والتعامل معه من دون الوصول إلى حالة الرعب.

ولكننا نرى أن بعض وسائل الإعلام وحتى في الدول المتقدمة كيف تتناول انتشار هذا المرض.. ومما يلزم المزيد من الحذر ورعاية الإجراءات الوقائية الفاعلة خصوصاً من الدوائر الصحية وعموم المواطنين.. ولذا ينبغي للمواطنين أخذ هذه الأمور الوقائية على محمل الجد وعدم الاستخفاف والإستهانة بها.. وعدم الإصغاء إلى ما ينشر أحياناً.. يُزعم أن لها تأثيراً بينما هي ليس لها أساساً صحياً.

ولفت الشيخ الكربلائي إلى أن "العراق لم يصل (والحمد لله) إلى ما يدفعنا للهلع والخوف"، مضيفاً، "تعاون الجميع في الأسرة والمدارس والمؤسسات المختلفة لتحقيق مجهود وطني واسع للوقاية من هذا الوباء.. ومن الضروري إتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية".

وختم حديثه، "في الوقت الذي يجب فيه رعاية الجوانب الصحية الكاملة والأخذ بالنصائح.. لابد من أن لا نغفل عن التوجّه إلى الله تعالى بالتضرع والإنابة بأن يدفع ويرفع عنّا وعن جميع البشرية هذا البلاء الذي جعله الخالق آية بينة على قدرته وسلطانه.. وإن الإنسان مهما امتلك من قدرة وإمكانات فإن أصغر المخلوقات يمكن أن يصرعه ويشلّ قدراته كلّها". انتهى

موقع كربلاء الإخباري