الأخبار والنشاطات

بوصفها موروث شعبي..فوانيس رمضان تنير ليالي الصائمين

بوصفها موروث شعبي..فوانيس رمضان تنير ليالي الصائمين
تم النشر في 2023/03/31 10:30 993 مشاهدة

تحتل الموروثات الشعبية مكانة عريقة في احياء الطقوس الرمضانية  وهي ترتبط بطبيعة كل بلد حيث بدت في السنوات الاخيرة تواكب الحداثة بشكل عصري ومن جملة هذه الموروثات الفانوس الرمضاني الذي اخذ اشكال متنوعة في العراق منها فانوس بشكل القلب واخر على هيئة الهلال ونماذج اخرى تسر الناظرين وهي تنقل نفس المعنى لطقوس الفرح ابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل.
بهذا الجانب كان لـموقع كربلاء الاخباري الاستطلاع التالي:-

فلكلور رمضان
أعربت سهير عبد العباس (موظفة) عن سعادتها بقدوم الشهر المبارك، وبأنها تعتبر الفانوس الرمضاني فلكلور له جمال خاص فهو لا يصلح أن يزين أي مكان سوى ليالي الشهر الكريم لهذا اعتمدت بتزيين أركان البيت وطاولة الطعام في حجرة المعيشة بفوانيس رمضان الملونة التي تبعث إلى النفس السرور والطمأنينة لما يحمله الشهر من بركة في أيامه التي يحل بها زائر كريم.

ذكريات مع الأمهات 
حدثتنا أم حسين (ربة بيت) قائلة: لرمضان أثر كبير في نفسي لأن أمي (رحمها الله) كانت تستعد له بطقوسها الخاصة حيث تبدأ بالتسوق وتجهيز كل ما يلزم من الاحتياجات ومن جملتها شراء الفانوس الرمضاني لتزين به أحد أركان البيت كتعبير للفرح بقدوم الشهر المبارك، اليوم تغيرت هذه الطقوس فقد حل مكان الفوانيس الزيتية المصابيح الكهربائية إلا أن العادات مازالت بجذورها تستمد الحداثة لما نواكب من تطور صناعي.
وأشارت إلى انها ابتاعت عددا من الفوانيس ومجسمات لهلال رمضان لتفردها على طاولة الطعام بمناسبة حلول الشهر المبارك واستذكارا لعادات والدتها (رحمها الله).

اطلالة البركة
يطل علينا شهر رمضان ببركاته الوفيرة يحمل معه مختلف العادات المتوارثة التي يحتفي بها المسلمين في كل الديار العربية وذلك بحسب ما يستوحونه من بيئتهم، ففي العراق  كانوا  يستقبلون الشهر بالفوانيس الزيتية وانارة الجوامع مع احياء طقوس الماجينة وغيرها، وعن أصل الفانوس الرمضاني حدثنا الباحث الاجتماعي حسنين ناصر : بحسب ما تذكره كتب التاريخ ان أصل كلمة فانوس تعود إلى اللغة الإغريقية التي تعني أحد وسائل الإضاءة، كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم (فيناس) ويذكر أحد المؤلفين في كتاب القاموس المحيط إلى أن أصل معنى كلمة فانوس هو (النمام) لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام.

وأضاف: ويعتبر فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية في العديد من البلدان العربية وأول من استخدمه بحسب ما ذكره المؤرخين هي بلاد مصر وهو أحد  الفنون الفلكلورية التي نالت اهتمام الفنانين والدارسين حتى أن البعض قام بدراسة أكاديمية لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصوم ثم تم تحويله إلى قطعة جميلة من الديكور في الكثير من البيوت العربية.

وتابع قائلا: كما تنوعت القصص حول ظهور الفانوس حيث تنقل الروايات أن أحد الخلفاء كان يخرج ليلا إلى الشارع ليستطلع شهر رمضان الكريم فيخرج معه رفاقه يحملون فوانيس للتمكن من الرؤية كما يرافقهم أطفال صغار ينشدون بأهازيج تعبر باستقبال الشهر المبارك من جملتها (ماجينا يا ماجينا) فضلا عن حملها للذهاب إلى المساجد وتبادل الزيارة عشية الليالي الرمضانية.

وعن صناعتها قال: ليست صناعة الفوانيس صناعة موسمية ولكنها مستمرة طوال العام حيث يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة، كما هناك أنواع مختلفة بتصنيعها حسب الزخارف والنقوش الاسلامية منها تصنع من الفضة وآخر من النحاس وغيرها.


تطور ملحوظ

استمرت صناعة الفوانيس الرمضانية  بتطور ملحوظ عبر الأزمان وصولا  بظهور الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية، ولم يقف التطور عند هذا الحد بل غزت الصناعة الصينية دول العالم الإسلامي بصناعة الفوانيس المضيئة والناطقة والمتحركة، كما تنوعت تصاميمها بأشكال هندسية مختلفة وعلى الرغم من عالم الحداثة إلا إن فانوس رمضان ما زال يحمل نكهته المعتادة بجماله الأخاذ ليُنير ليالي الصائمين.
موقع كربلاء الاخباري
تحقيق/ زهراء جبار الكناني