الأخبار والنشاطات

مجسم كربلاء... عالم يفيض بالجمال والقداسة

مجسم كربلاء... عالم يفيض بالجمال والقداسة
تم النشر في 2024/08/11 10:04 540 مشاهدة

ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك فإني لأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك وأستكبر توبيخك ) بهذا الخطاب وجهت زينب بنت علي (عليهما السلام) صفعة قوية ليزيد الطاغية الأحمق الذي ظن بأنه يخاطب امرأة عادية ثكلى مسبية أذلها الأسر وفجأة أحس كأن صاعقة نزلت على رأسه من وقع هذه الكلمات، لقد كانت زينب (عليها السلام) لسان الثورة الحسينية ووسيلة اعلامها التي لم يخفت صداها فكان لخطابها وكلماتها أثر عميق ودلالات واضحة في كربلاء الطف اذ بقيت ليومنا هذا تقبع في وجدان الموالين ولعظم تأثر الكثير بهذه القضية وأبعادها تم التعاطي معها على امتداد الحقب والسنوات بصور مختلفة، كما كان للفنون نصيب في هذا التناول الذي لا يخرج عن أطره الفكرية والعاطفية من خلال لوحات جسدت الشخوص والواقعة من ثم المباني العمرانية التي تمثلت بالقباب المقدسة وتطويرها مع مرور الزمان وصولا الى فن المجسمات المصغرة ليقدم لنا اليوم المهندس المعماري رضا محمد مجسما مصغرا يحمل تفاصيل دقيقة لصرحي الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) تحت مسمى (ميني كربلاء) موضحا بذلك عظمة هذه البقعة المباركة وما تحمله من عبق الماضي.
(موقع كربلاء الاخباري) يأخذنا بسياحة فنية للتعرف على ميني كربلاء...

جدتي وأنا
لطالما اولت جدتي اهتماما خاصا برعايتي، هذا ما استهل به رضا حديثه ليواصل قائلا: كانت جدتي حريصة على ابتياع الالعاب ليّ منذ صغري وما ان كبرت تغيرت الالعاب الى  حاجيات تناسب عمري كان من بينها مجسم مصغر لضريح الامام علي (عليه السلام)  اذ ترك ذلك الشكل التشبيهي اثرا كبيرا داخلي  فلطالما أسرني تصميمه ودقة تفاصيله الامر الذي ألهمني لأنشاء مجسم مشابه له، لكن القدر شاء ان يتحول الى مجسم مصغر لضريح الامام الحسين( عليه السلام).
ويؤكد رضا، بانه منذ نعومة اظفاره كانت هوايته فن المجسمات المصغرة اذ صنع اول مجسم بعمر التسع سنوات من (مادة الميكانو) لتتطور هوايته  بمرور الزمن وتصل الى ما عليه الان.
 
دعم عائلي
كانت عائلة رضا الداعم الاول له في تطوير مشروعه الخاص في صناعة المجسمات وبشكل خاص والدته وزادها الامر امتنانا لكون مشروعه كان خالصا للمراقد المقدسة اذ شدت على ساعده لتزيده ايمانا وثقة بموهبته وبهذا كانت النتيجة هي مجسم مصغر لضريح الامام الحسين (عليه السلام) ولكن الامر لم يتوقف على هذا فحسب بل اخذ يتسع اكثر ليكمل ما بدأه في استكمال مراحل المدينة المقدسة المحاطة بالضريحين الطاهرين ليخرج لنا تحفة فنية بطابع حسيني حيث جسد المجسم مراسم احياء شعائر عاشوراء مثل استبدال الراية وايقاد الاضواء الحمراء وتفاصيل اخرى توحي بإيذان شهر محرم الحرام.
 
ميني كربلاء
رفض رضا الحديث عن الامور المادية لما انفقه في تقديم مشروع مجسم ميني كربلاء فكان جل همه هو ايصال البعد الفكري لهذا العمل بهذا الجانب قال: كان هدفي هو نقل وإيصال قضيه الامام الحسين (عليه السلام) للعالم أجمع بجوانب جميلة  وبفكرة مختلفة من خلال فن مصغر،  وهذا ما قدمته خلال عملي في المجسم اذ كان وما زال العمل به مستمرًا لكونه بمرحلة تطور دائم واضافات جديدة في كل عام.
كما اكد ، ان العمل من فكرته وتنفيذه مع  تلقيه مساعدة من بعض الاشخاص لإنجازه  وان سبب تسميته (ميني كربلاء) لكونه اسم غير مألوف ويسير اللفظ ويعني المجسم الصغير.


خدمة مختلفة
كم جميل ان يكون المرء من خدام الامام الحسين (عليه السلام)  فكانت خدمة رضا لإمامه من نوع اخر  وذلك ضمن سيل الخدمات المختلفة التي تبنتها القضية الحسينية بصور شتى، فكان ميني كربلاء ضمن ذلك السيل الذي لاقى اعجاب الفنانين  من ذوي الاختصاص والمتذوقين ايضا، ويأمل رضا ان يشارك ميني كربلاء بمعرض خاص في مراسيم الزيارات خلال شهري محرم وصفر ليتيح للزائرين رؤيته ، كما كانت له اعمال اخرى قد شاركت في بازارات ومعارض مثل مجسم القدس وغيرها، هذا وقد لاقى عروضا عديدة لإنجاز اعمال مصغره على نفس الشاكلة ازاء اجور مالية. 

خطوات العمل
وحول خطوات العمل والمواد المستخدمة تطرق قائلا:
واجهت صعوبات كثيرة لإنجاز ميني كربلاء حيث كنت التقط صورا عديدة لكل زوايا الاماكن المحيطة ما بين الضريحين الطاهرين اضافة الى زخارف الحرم الحسيني ثم التخطيط والتصميم وطباعتها على مادة الفذر (الفلين ) المستخدم لصناعه المجسمات وهي اكثر مادة استهلكها في العمل، فضلا عن ادوات اخرى من الإكسسوار وغيرها، اضافة الى الدقة في تنفيذ الاشخاص والاجزاء وتركيبها ولم اكن احدد الوقت الزمني للعمل اذ يستغرق مني احيانا ساعات او اياما في إنجاز تفصيل صغير.
وفي مسك الختام كانت كلمة رضا الاخيرة هي التمني لجميع  السائرين بطريق الحسين (عليه السلام ) أن يرسموا طريقه بأجمل ما لديهم من الخدمات سوى بالألوان او الافعال.

موقع كربلاء الاخباري

تحرير/ زهراء الكناني