الأخبار والنشاطات

التربية الحديثة... تحدي عصري لأبناء اليوم

التربية الحديثة...  تحدي عصري لأبناء اليوم
تم النشر في 2024/06/30 10:45 66 مشاهدة

في ظل التطور الحضاري الذي يغزو الثقافات المجتمعية نجد ان طرق التربية هي الاخرى اخذت منعطفا اخر يواكب طوفان التطور وفق اساليب تربوية حديثة حيث يدخل الابوين تحدي في نجاح تقويم سلوكيات اطفالهم وفق ما يناسب تطلعاتهم وافكارهم،  اذ تمتاز الطرق التربوية المعاصرة بالانفتاح والتجدد وفن الحوار مع الأبناء على نحو يعزز ثقتهم بأنفسهم...
(موقع كربلاء الاخباري) التقى باباء وأمهات ليتحدثوا عن تجاربهم في اساليب التربية الحديثة مع أولادهم...

تجارب متنوعة
تروي لنا التدريسية ايناس المسعودي تجربتها في تطبيق اساليب التربية الحديثة وهي ام لثلاثة اطفال قائلة: عشت في حيرة بين ما اكتسبته من تربيتي لوالديه ومن ما اعاصره اليوم في اساليب التربية الحديثة وخصوصا بعد متابعتي لأخصائيين عبر محطات مواقع التواصل فقد باتت علاقتي بأطفالي متوترة، لذلك قررت الاعتماد على إحساسي بما يرغبون لتحسين علاقتي بهم وإيجاد لغة حوار حتى لا اشعر بالضياع والتشتت.
وسعت ايناس بان تكون أما متفهمة تعرف متى تكون حازمة ومتى تكون متعاطفة وفق ما يناسب تصرفات ابنائها. 

ويعد احمد كاظم (موظف) من الاباء الذين اعتمدوا طرق التربية الحديثة باتباع أسلوب الإقناع والحوار مع ابنه خصوصا فيما يتعلق بمستقبله كاختيار المدرسة التي يرتادها وغيرها من الامور الاخرى لان فرض الراي او الاجبار دائما ما يأتي بنتائج عكسية.

 

حدثنا قائلا: بلغ عمر ابني تسع سنوات وهو متفهم كليا لكل الطرق التي اكتسبها في التربية وصار صاحب شخصية مستقلة، هادئة متفهمة على قدر كبير من الثقة وبعيدة عن (التمرد) وفيها كثير من التوازن، ارى ان الاسلوب الذي اعتمدته كان مجديا بتوجيه ابني في تقويم سلوكه مجتمعيا داخل الاسرة وخارجها.

اهمال الطفل
وشاركتنا الرأي المهندسة سهير عبد العباس برايها قائلة: ان اغلب من يعتمد اساليب التربية الحديثة يبالغ في تطبيقها من خلال توفير مساحة الحرية للأولاد ليصل الامر حد الاهمال الامر الذي يقود الى ضياعه لذا انصح الأهل بأن يقدموا الحب لأولادهم، وأن يكونوا القدوة الحسنة لهم وأن يعتمدوا أسلوب اللطف والحزم وليس العقاب والعنف والضرب وغير ذلك من الوسائل التي تؤثر سلبا في شخصية الطفل ونفسيته.
كما يجب أن يكون للآباء تأثير إيجابي على الأبناء حتى لو أخطؤوا، فمن المفروض مساعدتهم لمعرفة الخطأ من دون إحداث أثر سلبي على نفسيتهم. 

وفي السياق نفسه  تعترف لمياء كريم (ربة بيت) بانها تشعر بالذنب تجاه ابنها نتيجة الإهمال الذي تعرض له من قبل الطرفين، بين انشغال الأب الدائم خارج المنزل وعدم اكتراثه لتربية ابنه واحتياجاته وعدم تخصيص الوقت الكافي له، وكذلك قلة الاهتمام به لانشغالها  برعاية اخوته الصغار وانشغالها بنفسها وتجاهلت وجود ابنها، للحد الذي جعله عدوانيا و انطوائيا لا يحب التحدث مع الآخرين إلا بلغة الازدراء والسخرية.
وكان حديثها هذا من خلال ترددها على مركز الارشاد الاسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة محاولة منها في معالجة الحالة التي وصل لها ابنها وذلك من خلال تطبيق اساليب تربوية حديثة لتوجيهه.

الاجهزة الذكية 
فيما قال ميثم جبار ( اب لثلاثة اطفال) ان للأجهزة الذكية دور في اتباع التربية الحديثة ولكن حينما تستخدم بالشكل الصحيح والمفيد وذلك من خلال متابعة الاولاد للبرامج الهادفة التي تقوم سلوكياتهم مثل كيفية تعليم ثقافة الاعتذار او برامج النطق للمفردات الانكليزية اذ يمكن للأبوين ان يستثمرون  استخدام الايباد والهواتف بهذا الجانب وليس العكس بعدم المتابعة ليشاهد الاولاد ما يرغبون به دون الاكتراث الى المحتوى ان كان سينفعهم او يضرهم.

مضامين التربية الحديثة
من جانبها ترى استشارية علم النفس نور مكي الحسناوي،  أن التربية السليمة ليست سهلة ومن الضروري وجود توعية لتصحيح طريقة التربية، ومن أهم قواعدها اتباع أسلوب الحوار والمناقشة مع الاولاد بشكل حضاري اذ يأثر ذلك بشخصية الاولاد وبتصرفاته داخل الأسرة وفي المجتمع.
وقد اثبتت الدراسات الحديثة ان اسلوب الحوار وتبادل الرأي هو الأقوى والأكثر توازنا، فهو لا يعتمد الشدة المفرطة ولا التساهل الكبير بل يمسك الأمور من وسطها كما يتيح الفرصة بإثبات الشخصية والتعبير عن الراي والافكار والمواجهة دون تردد او خوف. 
وتضيف، كما يرتكز أسلوب التربية الحديثة على الإصلاح وهو إتاحة فرصة ثانية لهم لإصلاح أخطائهم بأنفسهم ليتفادوا هذا الخطأ مجددا، فمثلا لا تتكلم الأم مع ابنها فترة من النهار لتشعره بالذنب تجاه ما قام به، أو تجلس كل الأسرة في غرفة والطفل يجلس في زاوية الغرفة دقيقتين لا أكثر ليشعر أنه معاقب.
وتوضح الحسناوي، ان اسلوب التعامل مع المراهقين يختلف تماما عن الاطفال وذلك لما لهم من خصوصية في هذه المرحلة العمرية لذلك يجب ان يحرص الابوين على مبدأ التفاهم بما يناسب عاداتهم وتوجهاتهم وفهمهم والتأكيد بعدم تجاوزها مثلا كخروج الابن وعودته للبيت بوقت معين وعدم تأخره خصوصا في المساء او ذهابه الى المقهى او عدم ركوبه الدراجة النارية وما شابه فلكل تصرفاته يجب ان توضع لها حدود معينة يتبعها ولكن بأسلوب التفاهم والاقناع لما لتلك الامور من سلبيات او مخاطر. 

اهمال الطفل وتبعاته

وحول اهمال الطفل وما له من تبعات ضمن اساليب التربية الحديثة قالت:
يدخل اهمال الطفل ضمن نطاق التربية الحديثة ولكن بمفهوم خاطئ اذ يترك الابوين الاولاد دون توجيه بحجة ليكتسبوا المعرفة  من اخطائهم وفق مبدأ من جهلهم يخطؤون ومن اخطائهم يتعلمون حتى يصل الامر بهم الى حد الاهمال وبالتالي يفقدون السيطرة على اعادتهم الى جادة الصواب.
فغالبا ما يكون للإهمال تبعات سلبية واخرى ايجابية حيث يمكن ان يكون للإهمال رد عكسي لإثبات المقابل انه الافضل ولكن غالبا ما يتفوق الرد السلبي لأن الطفل شديد التأثر اذ تقوده مشاعره اكثر من عقله وذلك لعدم نضجه الفكري للحد الذي يجعله يقرر بكيفية تحويل الفشل الى نجاح او العمل على كسب ود  ابويه ان كانا قد اهملاه.

موقع كربلاء الاخباري
تحرير /زهراء الكناني