الأخبار والنشاطات

ماء جنوب كربلاء .. مشروع استثنائي سيسهم في حل مشكلة شح المياه وتحقيق الأمن المائي في المحافظة

ماء جنوب كربلاء .. مشروع استثنائي سيسهم في حل مشكلة شح المياه وتحقيق الأمن المائي في المحافظة
تم النشر في 2024/04/20 10:12 1K مشاهدة

في ظل التوسعة العمرانية والصناعية التي تمرها المحافظة ضمن مفردات التصاميم القطاعية من انشاء وحدات سكنية و مشاريع صناعية مختلفة ضمن المناطق الصناعية ، تحاول كربلاء جاهده وضع خطة مدروسة لتغطية الاحتياج الفعلي للمحافظة من الماء وبالتالي وضع حد لأزمة شح المياه التي قد تواجهها في السنوات المقبلة .
الحد الذي وضعته كربلاء والذي صادق عليه رأس الهرم الاداري في المحافظة المهندس نصيف جاسم الخطابي مقرونناً بموافقة رئيس الوزراء ومتابعة مديرية ماء كربلاء تمثل بالشروع بتنفيذ مشروع استثنائي بطاقة قدرت ب (١٦ الف م3/ساعة) قادر على تغطية الاحتياج الفعلي من الماء لعدد من مناطق المحافظة.

 (موقع كربلاء الاخباري) تقصى بصورة اعمق عن هذا المشروع للتعرف عليه عن قرب ومعرفة اهم المناطق التي سيغطيها بشكل اوسع وتتبع اهم خطواته وماوصل اليه حتى هذه اللحظة من خلال هذا التقرير.


 التخلص من شح المياه
 البداية مع مدير ماء كربلاء المهندس محمد فاضل النصراوي الذي حدثنا عن الخطوات الاولى للمشروع واصفاً اياه على "انه من اهم المشاريع الرئيسية المقترحة من قبل مديرية ماء كربلاء وتكمن اهميته بكونه سيلبي في حال تنفيذه على ارض الواقع الاحتياج اليومي من المياه الصالحة للشرب وتأمنيها بشكل تام لأهالي المدينة وزائريها اثناء الزيارات المليونية وبالتالي سيعمل على تخليص المحافظة من شح المياه التي كانت تعانيها خلال السنوات الماضية".
ويضيف ، "ان الحاجة للمشروع جاءت على خلفية ضعف الطاقة الانتاجية الحالية لمشاريع محطة ماء كربلاء كونها غير قادرة على توفير المياه الصالحة للشرب بما يتناسب مع سكان المحافظة وزائريها خصوصا وان اعداد الزائرين في تزايد هائل خلال السنوات الاخيرة حيث من المتوقع وصول خلال الزيارة الاربعينية الى ٥٠ مليون زائر سنوياً".
ويؤكد النصراوي ، "ان المشروع سيعمل على تأمين المياه الصافية الى المجمعات الاستثمارية الجديدة في المحافظة "، مبيناً "عددها والذي وصل الى ما يقارب ( ١٤،٥٥٤) وحدة سكنية وكذلك سيأمن الخدمة الى منطقة التوسعة السكانية التي حصلت مؤخراً في المحافظة بمساحة ( ٤٠٠٠) دونم والتي تضم (١٦٠٠٠) وحدة سكنية فضلاً عن ماسيحققة من تأمين  المشاريع الصناعية وتغذية محوري (كربلاء - النجف ، 
كربلاء- بابل)".
ويتابع ، "ان المشروع سيسهم كذلك بالقضاء على العجز الموجود في كميات المياه الواصلة للمواطنين في قضاء الحر وأريافها".


 دور حكومي واضح
 ويؤكد النصراوي ، على "ان المشروع مضي بهذا التقدم من خلال الجهود الواضحة الذي بذلتها الحكومة المحلية في كربلاء وعلى راسها محافظها المهندس نصيف جاسم الخطابي الذي تابع وبشكل مستمر مجريات العمل ضمن المشروع الى حين الوصول الى موافقة ومصادقة رئيس الوزراء على تنفيذه وتطبيق توصيات اللجنة المعنية بالنظر في طلبات الاستثناء من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية وتنفيذه وفق إسلوب( تسليم  مفتاح) ".
ويوضح "بفضل خطوة الموافقة الاولية وجهود الحكومة المحلية تم اكتمال الموافقات كافة الخاصة بتحديد الحصة المائية وتخصيص الارض والموافقات البيئية والكهربائية ".

مصادر التغذية
 بينما يبين لنا المعاون الفني لمدير ماء كربلاء ،المهندس محمد صاحب ابو شمطو ، طبيعة مصادر التغذية التي اكد على "وجود رؤية لتغيرها من نهر الحسينية الى نهر الفرات مباشرة قرب منطقتي (السجله والفيادة ) ، حيث ان طبيعة مصادر التغذية للمشاريع المركزية في المحافظة تتغذى من نهر الفرات وحصرياً من نهر الحسينية والذي بدورة سبب مشكلة كبيرة في مشكلة شحة المياه التي تمر بها المحافظة ضمن هذه الفترة ".
ويوضح ، "هناك تنسيق بين حكومة كربلاء المحلية ووزارة الاعمار على تهيئة خطوط ناقلة بنظام الرنكات تحيط بأغلب الاحياء السكنية والمناطق الاستثمارية في المحافظة وهذه الموافقة جاءت بعد عمل متواصل من المديرية منذ العام ٢٠١٣".
المعوقات 
ويوضح ابو شمطو "لعل اهم المعوقات التي واجهت المشروع وادت الى تأخر تنفيذه  حتى هذه اللحظة كانت من قبل وزارة التخطيط التي امتنعت من اعطاء موافقة آنية بسبب كون المحافظة مستوفية اي ليست بحاجة الى مشاريع جديدة وهذا يعود الى انها محسوبة على المليون وربع نسمة".
ويؤكد على دور محافظ كربلاء في هذا الجانب وذلك "بتدخله بشكل مباشر بالتنسيق مع وزير التخطيط والاعمار ومن ثم استحصال الموافقة الرسمية بعد معناة استمرت لسنوات".

 نظام تسليم مفتاح 
ويتابع المعاون الفني ، "ان المشروع سينفذ وفق أسلوب( تسليم مفتاح ) بعد حصول موافقة رئيس الوزراء على توصيات اللجنة المعنية بالنظر في طلبات الاستثناء من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية "، لافتاً الى "ان هذا الاستثناء حدث بحسب الاحتياج الخاص وهو قرار حصري لمحافظة كربلاء فقط حظيت به لأهميتها وخصوصيتها بالزيارات المليونية فضلاً عن ما شهدته من توسعات عمرانية وصناعية ".
ويبين ابو شمطوا ، "ان تسليم مفتاح خاصية استثنى بها المحافظة السير بسياقات عمل وزارة الاعمار اي ان تنفيد المشروع بهذه الخاصية يعد اختزال للوقت بما (يقارب السنتين ) دون المرور بالخطوات المعتمدة من قبل وزارة الاعمار والاكتفاء فقط تصميم وتدقيق وتنفيذ مباشرة ".


الخطوات الاخيرة 
ويوضح المعاون الفني لمدير ماء كربلاء ، "الخطوات الاخيرة التي وصل اليها المشروع ، والمتمثلة بارسال مرتسم جريان من قبل المديرية تم من خلاله تحديد بشكل مبدئي اقطار الانابيب ، مواقع المحطات ، المناطق التي سيغديها المشروع ".
اما عن الشركة المنفذة للمشروع فيؤكد ابو شمطو على "ان المشاريع التي تفوق طاقتها الإنتاجية اربعة الاف متر مكعب تنفذ من قبل وزارة الاعمار ضمن صلاحيات الحكومة المحلية و برنامج تنمية الاقاليم "،لافتاً الى "انه سيتم اعداد قائمة تتضمن عشر شركات متخصصة ذات كفاءة مالية و امكانية فنية عالية تقدم عروضها التجارية والفنية لهذا الغرض وسيتم بعد فتره التقديم اختيار ٣ شركات ستتنافس على اخذ المشروع لتحظى واحدة بشكل نهائي على تسليم المشروع ومن ثم تنفيذة ".

الهدف من انشاء المشروع
 ويحدثنا مسؤول شعبة التخطيط والمتابعة ،المهندس احمد ياسين اليساري ،قائلاً "ان الهدف من مشروع ماء جنوب كربلاء الذي يعد من المشاريع الرئيسية المركزية عند العمود ٧٥٧ في محور كربلاء -نجف هو ايصال خدمة المياه الى مركز المحافظة واريافها وقراها ، فهو يحتوي على ٧ محاطات رئيسية ابتداء من نهر الفرات وصولا الى رابط الزبيلية ومن ثم كربلاء - بابل اضافه الى منطقة الحزام الاخضر الجديد بعد التوسعة".
ويضيف "ان المشروع سيأمن ايصال الماء لكافة قرى المركز ( قرية الشبانات ، ام البنين وقرية شكر ) فضلاً عن احياء المركز والتي اهمها ( الشهادة ، حي النصر ، حي الامام علي ، حي القدير ، حي التعاون، حي الصمود ، حي الاطباء ، حي القضاة ) ".
ويوضح "ان الاهمية لا تقتصر على ايصال الماء لمركز كربلاء بحسب بل انها ستشمل كذلك احياء وقرى قضاء الحر والتي اهمها ( حي العسكري بكافة قطاعاته ( ١١-١٩) حي القادسية ، حي الامن الداخلي حي النضال والقرى المتمثلة( الكمالية ،مصيليخ ،عرب صالح ، الحر الصغير ، الشريعية ) فضلاً عن ايصال الخدمة الى طريق النجف ، طريق بابل / كربلاء ، جامعة كربلاء ، المشيدات التابعة للعتبة المقدسة ، المجمعات الاستثمارية كافة فكرة التوسعة".
ويؤكد اليساري ، "ان المشروع اساساً كان بطاقة ١٠ الاف م3/ساعة مخصص فقط لمركز المدينة والاحياء المفروزة حديثاً والفرص الاستثمارية بعد الحزام الاخضر ( اي منطقة الدرة ومابعدها ) الا ان تم توسعته بتوجيه من قبل محافظ كربلاء المهندس نصيف الخطابي من سعته الاصلية والتي كانت بطاقة ١٠ الاف م3/ساعة الى ١٦ الف م3/ساعة) بهدف تغطية الاحتياج الفعلي للماء لعدد اكبر من مناطق المحافظة ".
ويتابع " ان الست الاف الاضافية سيؤخذ منها ما يقارب اربعة الاف متر مكعب / ساعة لتغطية الاحتياج في محور النجف من (سيطرة خان النص الى منطقة سيف سعد ) لغرض تغطية المواكب الحسينية خلال الزيارات اضافة الى تغطية الوحدات السكنية الموجودة في الوقت الحالي اما عن الالف والنصف المتبقية فهي لتغطية احتياج (طريق ياحسين ) بواسطة محطة خان النص ونفذت بخط ناقل بحدود  40 كيلو  الضخ ".

وصف المشروع
 ويبين لنا "ان المشروع يتكون من ثلاث محطات ( محطة تصفية ، محطة سحب (L.L) ومحطات التقوية BS6,BS7,BS8 والخطوط الناقلة".
ويتابع "ان محطة السحب هي عبارة عن محطة بمواصفات خاصة تقع على نهر الفرات وتشتمل على بناية خدمية ومضخات لسحب المياه من نهر الفرات مع أنبوب ماء سحب قطر (١٠٠٠) ملم وانبوب رفع (٨٠٠) ملم عدد ٢".
ويؤكد على "ان الماء الذي تم سحبه من نهر الفرات ستتم عملية تصفيته من خلال محطة التصفية والتي تحتوي على احواض ترسيب عدد ١٥ و وبفلاتر عدد ٣٠ واحواض كلور توضع فيها مادة الكلور مع مضخات تقوم بدفع الماء الى محطة التقوية التي بدورها تحتوي على بناية خدمية وتضم مضخات تقوم بدفع الماء الى مركز المدينة بانبوب يبلغ قطره (٨٠٠) ملم اما توصيل الماء الى المنشئات الحيوية ( المطار) بانبوب يبلغ قطره (٢٠٠) ملم السحب هي عبارة عن محطة بمواصفات خاصة تقع على نهر الفرات وتشتمل على بناية خدمية ومضخات لسحب المياة من نهر الفرات مع أنبوب ماء سحب قطر (١٠٠٠) ملم وانبوب رفع (٨٠٠) ملم عدد ٢".

 عدم تنفيذ المشروع
 ويختتم اليساري "ان عدم تنفيذ المشروع سيولد عدد من الاضرار التي ستؤثر بشكل كبير على حياة المواطن الكربلائي والتي اهمها بقاء عدد كبير من سكان المركز بدون ماء مضمون الصلاحية وصالح للشرب حيث سيضطر المواطن الساكن في هذه المناطق بالاعتماد على السيارات الحوضية الربحية الخاصة وعلى الابار التي قد تسبب بعض الامراض على المدى القريب ".
موقع كربلاء الاخباري 
تقرير / مها الشمري