الأخبار والنشاطات

لعبة الذكاء والفراسة .."المحيبس "اللعبة الأكثر شعبية على مدار السنة

لعبة الذكاء والفراسة ..
تم النشر في 2024/03/26 09:07 2K مشاهدة

يخيم الصمت بدايتها وتنتهي بالصراخ والحماسة ومابينهما تشتد حدة المنافسة وسط تجمهر كبير يعتمد على فراسة وذكاء قائد الفريق وفطنة وسرعة بديهة اعضائه ، تلك هي لعبة المحيبس .

"المحيبس " لعبة شعبية  مميزة تحظى باهتمام كبير من قبل الكثيرون في  كربلاء ، حيث  تعد من اهم الالعاب الشعبية التي انتشرت انتشار واسع ، ادى الى تحولها من  لعبة شعبية  بسيطة الى بطولات منظمة على المستوى الوطني، تبدأ مع حلول شهر رمضان و تختتم  بنهايته  يتنافس خلالها عدة فرق من  داخل المحافظة وخارجها . 

موقع كربلاء الاخباري تحرى لمعرفة اخر التطورات التي شهدتها هذه اللعبة الشعبية والتعرف  بشكل ادق على ما تشكله من اهمية لدى روادها  ومحبيها  واخر ما وصلت اليه خلال السنوات الاخيرة.


 نشأة اللعبة 
البداية  كانت مع احد رواد اللعبة في كربلاء سيد جعفر والملقب ، سيد جعفر دبابه ، الذي حدثنا  قائلاً ،" ان المحيبس من أقدم الألعاب الشعبية، في ارض بلاد الرافدين والتي مورست في زمن الدولةً العثمانية "لافتاً الى "السبب الاول الذي جعل من نشأتها وهو اكتئاب الحاكم آنذاك مما دفع الخادم الاول لاكتشافها وسيلة للترفيه  الحاكم وللقضاء على ضجره واكتئابه فاعتمدت بعد هذا الحدث هذه اللعبة من خلال جمع الخادم الحاشية وممارستها بشكل يومي حيث سميت في ذلك الوقت بـ" سيدي جد الخاتم " 
ويضيف " هي من اقدم الالعاب الشعبية ، فهي واسعة الانتشار في كافة مناطق المحافظة ولعلها اكثر في الشعبية مما عليه في المناطق الحضرية. “

البعد الحقيقي للعبة 
ويؤكد جعفر ، "ان البعد الحقيقي لهذه اللعبه  ، ضمن المحافظة ليس الظفر بالفوز لأنه لا توجد جوائز قيمة او مالية بقدر ما تخلقه من اوقات فرح وأنس و تقويه للأواصر الاجتماعية بين افراد المحافظة من خلال وجود الألفة و المحبة بين الفريقين"
 ويضيف ، "ان المحيبس تركز على تشكيل فريقين بعدد متساوٍ من اللاعبين، وقد يصل العدد في بعض الحالات إلى مائة شخص لكل فريق" مبينناً "انطلاقتها الاولى والتي تبدأ بعملية إخفاء الخاتم وبالمقابل يشرع الفريق الخصم في رحلة طويلة للكشف عنه وانتزاعه من الفريق الآخر".
طقوس اللعبة 
اما عن طقوس اللعبة فيؤكد، انه هناك طقوس ثابته لا تتغير منذ سنوات اولها الاعتماد على وجود مكان واسع وصالح للجلوس يتميز بأضائه جيدة فضلاً عن وجود حكم عادل يتم اختياره من قبل الفريقين"
ويتابع " يتم بعد انتهاء كل مباراة توزع الحلوى وبعض المأكولات على الفريقين والجمهور كصورة من صور توطيد العلاقة بينهما ولوجوب الضيافة للفريق القادم ، مؤكداً على "ان اساس وجود هذه الحلويات فيما ما مضى هو جانب من جوانب التفكير بحال الفقير ليتسنى له فرصة التذوق من هذه الحلوى ".

 
الفراسة والفطنة 
ويوضح جعفر ان اللعبة بالأساس تعتمد على الفراسة وقراءة العيون وإدخال هاجس الخوف لدى حامل الخاتم وصولًا الى انتزاعه ,لكن هناك طرق تمويه للفريق حامل للخاتم تتمثل بأن يُظهر آخرون مشاعر الخوف لإيهام الفريق الخصم أنهم يحملون الخاتم".

اما عن  المصطلحات الخاصة  بهذه اللعبة ,فيشير الى   اهمها قائلاً ، "ان هناك بعض المصطلحات الخاصة باللعبة يتداولها المختصون بها اهمها ،الطاكوك ، المبيتچي ، الطيار ، الدافوع او المدافع المچفرچي" مبيناً "ان لكل مصطلح من هذه المصطلحات معنى خاص ينسب لعضو من اعضاء الفريق وينعرف به بشكل فردي  دون الاخر".

 اشهر لاعبيها في كربلاء
 ويوضح احد رواد اللعبة اهم الاسماء التي باتت ملازمة ومرافقة لهذه اللعبة منذ سنوات ومازالت خالده رغم رحيلها وهم ، الاستاذ التربوي زكي صبار ، الحاج عبود الحميري كشيده ، الحاج علي چكري ورعد چيال". 

اما عن اوتاد اللعبة وروادها في الوقت الحالي فيذكر هناك مجموعة من الاسماء برزت خلال هذه السنوات اهمها  ( السيد صاحب ماميثه ، الحاج سالم النقاش ،الحاج علي الحمال،الحاج هاشم عوفي و الحاج عباس جميل ) فضلاً عن اسماء الجيل الجديد والتي منها (حمزه و كريم ، مهند القصاب ، اكرم دبابه و القائمة تطول".

 البطولات المنظمة
 ويجد احد منظمي المنافسات  في كربلاء ، سيد حازم المعموي ، ان اجواء لعبة المحيبس هي اجواء رمضانية كانت تمارس بشكلها القديم على شكل تصفيات وديه بسيطة بين افراد الحي الواحد او المحلة الواحدة توزع من خلالها الحلوى وينتهي الامر الى هذا الحد فقط "

ويضيف ، لكن   اليوم  اصبح الامر مختلف حيث بدأت تلعب على مستوى بطولات ويرتقي الفريق الفائز شيئا فشيئا حتى يتم الوصول الى المركز الاول  ومن ثم الحصول على كأس البطولة التي تكون منظمة تنظيم دقيق حالها كحال البطولات المنظمة على مستوى الالعاب الاخرى".

ويشاطره الرأي سيد جعفر ، ذاكراً اهم البطولات المنظمة في الوقت الحالي والتي تنوعت بين "اولها بطولة القاعة المغلقة والتي ينظمها كل من  (سالم النقاش والسيد علي الموسوي )وهم من اقدم اللاعبين فهذا المجال واهم رواده ".

ويشير الى ثانيها وهي "بطولة مركز المدينة والمنظمة من قبل (السيد غزوان و الكابتن سيف السندباد )و هي بطوله بارزة و مهمه ايضاً في عالم المحيبس وهناك الكثير من البطولات لكن ما تم ذكره تعد الأبرز على مستوى كربلاء ".


حزام كربلاء
 ويجد احد منظمي المنافسات في كربلاء ، ان المحيبس اليوم اصبحت اكثر شهرة حيث بدأت تمارس في كافة أشهر السنة  ، ونظم على اثرها بطولات محلية داخل كربلاء واخرى خارجيه على مستوى المحافظات 

ويشير المعموري ،"اولى البطولات المنظمة " بطولة الاولمبية في بغداد " والتي نظمت على يد اللاعب جاسم الاسود" لافتاً الى" فريق حزام كربلاء فريقه الخاص والذي تم  تأهلهه  للدوري ١٦ بقيادة سالم النقاش ".

ويؤكد ، "انه كان يمارس اللعبة بعمر مبكر  حيث بدأ اول مرة عام ١٩٩٤  عندما كان يبلغ الخامسة عشر  عاماً  ومازال حتى التحق بفريق حزام كربلاء ومن ثم  منتخب كربلاء في المحيبس ".
واخيراً ، هناك متعة خاصة واجواء مميزة مرافقة للألعاب الشعبية في كربلاء تجعل منها المركز الاول في المحافظة بالرغم من دخول الالعاب الالكترونية و تطور التكنلوجيا فيها ، لارتباطها بذكريات وتاريخ المحافظة التي لايمكن ان ينسى او يندثر . 

موقع كربلاء الاخباري
 تقرير / مها الشمري