ليلة تحيا بالشموع... بعدما اسدل الليل الاسود ستاره وتطرزت السماء بمصابيح نجومها اللامعة احتشد المؤمنون بمحاذاة وداخل حضرة مقام صاحب العصر والزمان الامام محمد المهدي (عليه السلام) ليحتفوا بليلة مولده الخالدة يحملون الشموع مع امنياتهم مرتقبين بزوغ الفجر ليشرق بنوره البهي على ارجاء المعمورة.
(موقع كربلاء الاخباري) ينقل جانبا من تنظيم العوائل الكربلائية للاحتفال بذكرى هذه الولادة الميمونة..
ظهورك المرتقب
في كل زاوية من بيتي الصغير وضعت شمعة لأحيي ليلة مولدك العظيمة سيدي.. لم ترغمني الظروف على نسيانها أو التقاعس عنها إذ أنا أرتقبها من عام لعام بشوق العاشق لمعشوقه لأنال شرف الالتحاق بركبك وأكون من أنصارك وأشهد يوم ظهورك المرتقب.
هكذا جهزت الحاجة ام ياس طقوس احتفائها في ليلة ذكرى ولادة الامام المهدي(عج).
من جانبه قال محمد المسعودي طالب جامعي: اعتادت العوائل الكربلائية على احياء الشعائر الدينية كافة اذ نقيم مآتم عزاء ونحي ليالي الافراح ومن جملتها ليلة مولد الامام محمد المهدي (عج) فهناك من يشارك بهذه المراسيم في حضرة الامام الحسين او اخيه العباس (عليها السلام) وهناك من ينهي الزيارة ليتوجه صوب المقام المبارك للمشاركة به حيث تتولى العتبات المقدسة تنظيمًا خاصًا لإحياء ذكرى هذه الليلة المباركة، كما هناك عوائل وبالتحديد النساء يصعب عليهم الحضور فيقيموا حفلا بسيطا داخل بيوتهم مع ذويهم بإيقاد الشموع على السطوح أو عند عتبات أبواب بيوتهم أو تزيين طاولة بسيطة.
وفي السياق ذاته حدثنا الحاج ابراهيم الياسري قائلا : سنوات مضت وما زلت أعد العدة لهذه الليلة المبجلة حيث كنت وما زلت أقيم فعاليات خاصة بهذه المناسبة بقرب مقام صاحب الذكرى الامام الحجة(عج) وأساهم في نشر البالونات ونشرات الانارة الملونة والزهور مع المتبرعين في تزيين الشوارع والطرقات من أصحاب المحال وأهل المدينة.
وأضاف: كما كنت أشارك في مهرجان الشموع بإيقاد بعضهن والتي يتم تزيينها باسمه الطاهر بعدد سنين عمره بالقرب من مقامه الشريف إذ تشرف العتبات المقدسة على تولي هذا الجانب الجميل في تجهيزها لإحياء ذكرى ليلة الميلاد او ليلة (المحيا) كما تسميها امهاتنا.
علاقة فكرية
ويتطرق الشيخ حيدر الساعدي الى مضامين احياء هذه المناسبة قائلا:
لم يرد الله لنا أن تكون علاقتنا بالنبي (ص) أو بأئمة أهل البيت (ع) مجرد علاقة حب ومودة بقدر ما هي علاقة فكرية وعقيدية وعملية تتصل بما جعله الله لهم من موقع مقدس في الإسلام والعقيدة لهذا فإن الارتباط بالإمام الحجة المهدي (عج) ليس مجرد ارتباط بفكرة عقيدية غيبية بل بإنسان كامل حي جسدا وروحا يعيش بيننا يرانا ولا نراه يعرفنا ولا نعرفه يسددنا ويوجهنا إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمة، و لو تأملنا قليلا فحوى الأشياء والهدف من إقامة واحياء بعض المناسبات أو المهرجانات السنوية حول العالم ومنها ما هو مقدس من حيث المراسيم والشعائر والحرص على أدائها لوجدنا الإجابة متجلية وهي أن الغرض منها استذكار شيء مهم بتأريخ معين وجذب أنظار العالم له والإشارة لما له من الأمر والشأن، وكذلك الحال بالنسبة للمناسبات الخاصة بالمجتمعات والأديان بما في ذلك مناسباتنا والتي منها الزيارة الشعبانية، أذ أن احياءها والمشاركة بها بالأسلوب والكيفية الملائمة توصل رسالة وهدف وهو التعريف والإشارة لعظمة صاحب الذكرى، من هو والى أين ينتهي نسبه وامتداده وما هو الدور الذي لعبوه في تغيير وإصلاح مجتمعاتهم ، وبالتالي معرفة ما هو الدور الذي سيؤديه بعد حين، فضلًا عن معرفة الدور الذي يقع على عاتقنا كمنتمين إليه.
وحول موروث ايقاد الشموع في اللية الميمونة تابع الساعدي:
للشمعة دلالات مرتبطة ببعض المناسبات لذا يستعملها اغلب الناس في أعياد الميلاد الخاصة بهم والمناسبات السعيدة، ولكون ولادة الحجة هي ولادة الأمل في نفوس المستضعفين فكانت العادة ايقاد الشموع التي ترمز الى فرحهم وانتظارهم لظهوره المرتقب الذي سيكون نورا إلهياً يهدينا ويصلح به امة جده محمد (ص).
موقع كربلاء الاخباري
تحرير/ زهراء جبار الكناني