الأخبار والنشاطات

شعائر حسينية وتقاليد عشائرية تحيي ذكرى دفن الأجساد الطاهرة

شعائر حسينية وتقاليد عشائرية تحيي ذكرى دفن الأجساد الطاهرة
تم النشر في 2023/08/01 11:07 805 مشاهدة

تخرج العديد من العشائر العراقية في كربلاء المقدسة في يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام من كل عام في مواكب  مع ذكرى يوم دفن الأجساد الطاهرة وتتوحد هذه المواكب تحت لواء واحد وموكب كبير وموحد يسمى (موكب عزاء بني اسد) وتصطف هذه القبائل على شكل مجاميع تمثل كل مجموعة قبيلة معينة ويتقدم كل مجموعة حملة الرايات وشيوخ ووجهاء العشيرة او القبيلة، ويشارك في هذه المراسيم الالاف من أبناء هذه العشائر من رجال ونساء وذلك أحياء وتخليدا لهذه الذكرى الأليمة على قلوب المسلمين.
وتتضمن هذه الشعيرة الحسينية العديد من الفعاليات والتقاليد والتي بدورها تعد مزيجا من الطقوس والشعائر الحسينية ومن العادات والتقاليد العشائرية العربية، فأخرجت لنا مسرحا حسينيا عظيما استخدمت فيه أنواع فنون الترميز والتشبيه والمحاكاة وذلك من خلال استخدام المعاول والفؤوس وأدوات الدفن والزنابيل اومن خلال الرايات والاهازيج والعراضات العشائرية والقصائد الحسينية، فجعلتنا نعيش واقعة دفن الأجساد الطاهرة بكل تفاصيلها وحيثياتها الأليمة مستلهمين منها الدروس والعبر.

البعد التاريخي للموكب

وفي حديث مع الباحث الشيخ عزيز الطرفي عضو جمعية المؤرخين العراقيين قال، انه "وبعد قيام الدولة العراقية سنة 1921 شهدت كربلاء المقدسة نزول اول موكب في يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام باسم موكب عزاء بني اسد تخليدا لواقعة دفن الأجساد الطاهرة، واخذ هذا الموكب يتوسع في ثلاثينيات القرن العشرين في أيام العلامة السيد محمد بن السيد عبود بن السيد جودة قدس سره الشريف والذي كان مشاركا ومهتما بهذا الموكب.
وأضاف الطرفي، انه "في السنين اللاحقة ازدادت وتوسعت المشاركة في هذا الموكب حيث شملت العشائر المجاورة الأخرى أمثال بني طرف والدعوم والسادة العرد وبني حسن والمسعود والعكابات وغيرهم من العشائر واستمرت بالتوسع كل سنة عن سابقتها الامر الذي دعا السلطة الإدارية في كربلاء آنذاك لتنظيمها على شكل تسلل للعشائر المشاركة وتسجيلها بالإضافة الى كفيل يوقع على تعهد في مديرية الشرطة في ذلك الوقت بحيث يكون الكفيل مسؤول عن موكب عشيرته وفعلا تعهد رؤساء العشائر للمشاركة في الموكب.

اول شعيرة حسينية تمنع

وقال الطرفي حصلنا على وثيقة مؤرخة عام 1974م والمصادف عام 1394 هجرية ان النزول كان ل18 موكبا عزائيا حيث شمل الموكب اطراف كربلاء والعشائر المحيطة بها ومنها موكب بني اسد وموكب عزاء السادة العرد وموكب الدعوم وموكب عزاء كريط وموكب ال جميل وموكب بني حسن وموكب الجراح وموكب الجباس وموكب الكوام وموكب العكابات وموكب عزاء عمال الطابوق وموكب كنانة بني طرف وموكب بني سالة وموكب البو حويمد وموكب الكراكشة وموكب بني طرف بالإضافة الى موكب عزاء السدة الهندية وموكب السادة المحانية.
وفي عام 1979 منعت هذه الشعيرة وبذلك تكون اول الشعائر الحسينية التي تمنع في زمن نظام البعث البائد.

أكثر من 100 موكب يشارك في المراسيم

واوضح، انه "في عام 2003 وبعد سقوط النظام عادت هذه الشعيرة وبمشاركة أوسع وتنظيم اعلى حيث أصبح عدد المواكب المشاركة قرابة 50 موكبا، واما في الوقت الحالي أصبح عدد المواكب أكثر من 100 موكب وكل ذلك بفضل الله عز وجل وببركة سيد الشهداء الامام الحسين (ع).
وقال ان نقطة تجمع المواكب تكون في منطقة بالقرب من مرقد العلامة السيد جودة قدس سره ومنها ينطلق باتجاه مرقد الامام الحسين عليه السلام ومن ثم الى مرقد الامام العباس عليه السلام قاطعين مسافة 3كم تقريبا كما جرت العادة في كل عام.


استعدادات واستقبال مهيب

وللتعرف أكثر عن ماهية هذه المراسيم كان لنا لقاء مع الشيخ حسن ال نجد أحد مشايخ قبيلة بني اسد قائلا تبدأ الاستعدادات قبل يوم من انطلاق موكب عزاء بني اسد من خلال نصب الخيم وتجهيز الطعام والماء وتنظيم المواكب والرايات وفي يوم 13 من محرم ينطلق الموكب بعد اذان الظهر بجموع حاشدة ويقوم محافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف جاسم الخطابي باستقبال جموع المعزين بحفاوة وكما تقوم الإدارة المحلية بتوفير جميع متطلبات نجاح هذه الشعيرة من إجراءات امنية وتهيئة الطريق وتوفير سيارات الإسعاف وغيرها من الخدمات.
وأضاف الاسدي ان للمرأة الزينبية الدور البارز في احياء هذه الشعيرة الحسينية من خلال مشاركتها بكثافة وبأعداد كبيرة تجسيدا للحدث التاريخي الذي يتمثل بدور نساء قبيلة بني اسد في حث الرجال على الذهاب لدفن الأجساد الطاهرة،
 وجرت العادة ان تستبغ النساء بالطين دلالة على هول المصاب وتتوشح بالسواد ويحملن سلالا مصنوعة من سعف النخيل تدعى الزنابيل ، ويتوسط الموكب نعش من جريد النخيل يمثل نعش الامام الحسين (ع) وتشارك النساء في  هذا الموكب والمسيرة موأساة للسيدة زينب عليها السلام.
موقع كربلاء الاخباري
تحرير/ حيدر الحسيني