لعالم المشغولات اليدوية العديد من المجالات التي تبهر المتذوقين بين الخياطة و الحياكة و الرسم و النحت وغيرها من المواهب الساحرة في الافق الشاسع لهذا العالم.
نطل اليوم على نافذة جديدة ضمن مجمل تلك المشغولات وهي صناعة الريزن المتنوع بألوانه وأشكاله وتصاميمه الأخاذة التي تسر الناظرين وتبهرهم بجماله.
(موقع كربلاء الاخباري) تنقل بين ثنايا سطورها للتعرف عن كثب على الريزن وعلى كيفية تصنيعه وأنواعه مع الفنانة سارة ميري كاظم.
بين الطب والريزن
سارة ميري حاصلة على شهادة الدكتوراه تعمل تدريسية في جامعة كربلاء كلية الطب، لا يوجد اي توافق بين تخصصها الاكاديمي وهواياتها المفضلة فهي من عشاق المشغولات اليدوية والفن اختارت الريزن بعدما قامت بتجربة الحياكة والرسم وغيرها، إلا إن إنشغالها بعملها حال دون تطوير مهاراتها والمشاركة في معارض خاصة بهذا الجانب.
حدثتنا قائلة: كثيرًا ما أشتاق إلى عالمي الآخر (الفن) ومشغولاته فمنذ الصغر وأنا أتوق لهذه الأعمال الا اني اهملت هذا الجانب بسبب الدراسة والحياة الاجتماعية، ثم عدت لانطلق في هذا العالم من جديد حتى وصلت الى الريزن الذي احببت تجربته.
تركيبة الريزن
يعد الريزن مركبا خاصا وهي مادة كيماوية سائلة نقية ذات قوام سميك تدخل في تركيب الصمغ وطلاء الأظافر الفاخر، ومن أشهر أنواعه (ريزن الإيبوكسي) الذي استخدم في البدء بشكل تقليدي في الأعمال الإنشائية ، وقد استطاع المبدعون حول العالم استغلال خواصه المميزة وابتكار طرق خاصة لدمجه مع بعض المواد وصنع تأثيرات وتشكيلات مختلفة، من خلال تحويلها إلى شكل صلب بإحداث تفاعل كيماوي بين مادة (الريزن) السائلة ومادة المصلب، عبر خلطهما بنسب معينة للوصول إلى التصلب الأمثل بعد وقت معين من إضافة المادة المصلبة إليها لتأخذ شكل أي قالب تصب فيه، حيث يستخدم عادة قوالب من السيليكون لصنع قطع فنية بأشكال معينة.
مظهر زجاجي
يتميز (الريزن) بالشفافية العالية والصلابة والمقاومة لمعظم العوامل الخارجية، ويأخذ مظهراً لامعاً أشبه بالزجاج، أما من الناحية التركيبية فهو أقرب إلى البلاستيك، وبذلك يملك صلابة الزجاج ومرونة البلاستيك معاً، الأمر الذي يجعل من الصعب تعرضه للكسر.
ومن استخداماته المنتشرة أيضاً العزل وبخاصة عزل الأسطح بسبب مقاومته العالية للحرارة والعوامل الجوية، فهو يعد من اللدائن وشديد الالتصاق ومقاوم للاحتكاك والمواد الكيماوية إذ تتشكل طبقة عازلة عند جفافه.
انواع الريزن
هناك انواع كثيرة للريزن وهي تختلف بحسب الاستخدام منها ما يسمي بالبوليستر الشفاف والايبوكسي والسيليكون وغيرها، وحول النوع المستخدم في صناعة الاكسسوارات قالت سارة:
ان النوع المستخدم في صناعة اكسسوارات الريزن والذي يدخل في كثير من الحرف اليدوية هو الايبوكسي ريزن , ويوجد منه انواع مختلفة حسب الشفافية واللزوجة وسرعة التصلب والخلط بين الايبوكسي والمصلب, وكل مادة ريزن مخصصة لعمل خاص بها ولا يمكن استخدام جميع الانواع في عمل الاكسسوارات.
وفيما يخص كيفية إتقانه اضافت، لقد اطلعت على برامج خاصة بصناعته كما تابعت العديد من الحسابات الاجنبية لفنانيه وذلك لتنمية موهبتي بالتصاميم والافكار، ثم بدأت بالتجربة و بتطبيقها تدريجيا حتى أتقنتها بالصورة الصحيحة.
أدوات العمل
وعن ادوات العمل تابعت قائلة: تتنوع ادوات العمل بين الالوان والاكسسوارات ومادة الريزن السائلة التي تشبه الماء والتي من الصعب التعامل معها، وبرأيي انها اصعب الاعمال اليدوية التي مارستها لكون التعامل مع السوائل ليس بالأمر السهل اذ يحتاج الى دقة متناهية في التعامل اضافة الى الوقت وذلك ليتنسى تصلب المادة من اجل الخروج بنتيجة عمل مرضية وجميلة.
واحيانا استعين بحرفيين لصناعة القوالب التي ارغب بها حسب الطلب او ابتاعها جاهزة لاستخدامها في تشكيل القطعة المطلوبة للمجسم اذ اختار غالبا مجسمات الزينة ، لاصب بها مادة الريزن وتركها في القالب لمدة تصل من (12 ) الى (24) ساعة لتتصلب ويكتمل تصنيعها وفق النموذج الذي ابتغيه.
مجرد هواية
مارست سارة مشغولاتها اليدوية بفن الريزن كهواية لا غير اذ كانت تكتفي بصناعة مجسمات للزينة لنفسها ولذويها والاصدقاء وذلك بسبب انشغالها مما جعلها تبتعد عن الميدان الفني حيث لم يتسنى لها المشاركة في معارض او بازارات تحتضن هذا الفن على الرغم من تقديم عروض لها بهذا الجانب.
تعاون مشترك
وعن تقديم يد المساعدة للموهوبين استرسلت قائلة:
دائما ما كنت احاول مساعدة المبتدئين في هذا الفن لإتقانهم حيث اشاركهم تجربي لأبدأ معهم من نقطة الصفر وذلك عن طريق المجاميع في مواقع التواصل الاجتماعي على مختلف التطبيقات، حيث ساهمت في مساعدة العديد من الزميلات عن طريق المراسلة الكتابية و الصوتية.
مسك الختام
ختمت سارة حديثها قائلة: اتمنى لجميع المبدعين و الذين يشعرون بحبهم للأعمال اليدوية او اي هواية اخرى ان يمارسوها بكل حب لكونها تفصلهم عن العالم الخارجي وانتاج طاقة ايجابية متاحة للخروج بأفضل قطع من الاكسسوارات تجعلهم يشعرون بجمال ما تخفيه اناملهم.
موقع كربلاء الاخباري
تحقيق/ زهراء جبار الكناني