الأخبار والنشاطات

القيصريات، تسميتها وسبب نشأتها وأهم القيصريات في مركز مدينة كربلاء المقدسة

القيصريات، تسميتها وسبب نشأتها وأهم القيصريات في مركز مدينة كربلاء المقدسة
تم النشر في 2020/11/08 09:35 2K مشاهدة
القيصريات او القيسريات جاءت هذه التسمية من كلمة قيسارية مفردة وقيساريات من الرومان الذين كانوا يحكمون شمال أفريقيا ؛ إذ كان يوجد في كل مدينة تقريباً سوق كبير أطلق عليه اسم قيسارية { تحريف قيصرية } نسبةً إلى قيصر ؛ والقيسارية هي عبارة عن مبنى ذي حوانيت يقع في مراكز المدن استعمله الرومان لبيع السلع التي كانوا يتقاضونها من التجار كضرائب ؛ وتذكر بعض المصادر التاريخية أن الملوك والقياصرة الروس شيدوا أماكن تجارية على شكل مجمعات في بلادهم سويت بالقيصريات ؛ ولقوة الروابط التجارية والتبادل السلعي بين العراق وهذه البلدان ظهرت مثل هذه المجمعات فيه وقد حرفت في العراق إلى قيساريات. ماهي القيصرية :- والقيصرية هي عبارة عن مبانٍ تراثية شبيهة بالخانات من ناحية التخطيط المعماري ولكنها تختلف عنها في وظائفها ؛ وتعتبر القيـسريات من المباني المهمة في المدينة العراقيـة بشكل عام وكربلاء بشكل خاص ؛ وإن أحد مستازماتها الضرورية؛ هي من الروافد المساهمة في تطور المدينة من الناحية الاقتصادية إذ تزّود المحلات التجاريـة ببعض البضائع المحلية والمستوردة والقيساريات في مدينة كربلاء كانت في المدينة القديمة ( الولاية ) وهي عبارة عن مباني مستطيلة أو مربعة الشكل وتشغل عادةً الأماكن الواجهة في الاسواق و المحلات التجارية في الأسواق التراثية الرئيسية ؛ وتتألف في أكثر الأحيان من طابقين الطابق الأرضي يحتوي على ساحة داخلية واسعة يعلوها سقف يغطي الطابق الأول وتحيط بها الحوانيت المحلات التجارية التي هي عـبارة عن مجموعة من الأسواق المتخصصة حسب المهن والبضائع التجارية المعروضة ؛ ومفتوحة على الساحة الداخلية ؛ وأحياناً تعلو واجهات الحوانيت عقود أقواس مدببة أو دائرية الشكل مبنية من الطابوق الفرشي والجص أما الطابق الأول فيحتوي على غرف هي عبارة عن مكاتب تجارية ومخازن ؛ وغيرها ويتقدم هذه الغرف ممر يطل على السـاحة الداخلية في الطابق الأرضي ؛ وهناك قسم من القيسريات التي كانت في كربلاء يتألف من طابق أرضي فقط ويعود إلى شخص واحد وتحتوي أجنحته على بضائع متنوعة أما مداخل القيساريات فتفتح مباشرة على الأسواق تتقدمها أبواب خشبية متينة وتغلق أثناء الليل واستعملت في بنائها مواد البناء المحلية كالطابوق الفرشي الكربلائي والجص وتعلوها السقوف الآجرية المعقودة بطريقة الأقبية وقسم منها مسقوف بواسطة جسور خشبية تغطيها صفائح معدنية ؛ ويتم توفير الإضاءة والتهوية داخل هذه القيسريات بواسطة فتحات تحيط بجوانب السقف وكذلك من مداخلها الرئيسية . ماعمل القيصريات واهم ما يباع بها :- 1- قيصرية لبيع المواد الغذائية والــ(العطارة) 2-قيصر لبيع الأعشاب بكافة انواعها 3-قيصرية للخياطة 4- قيصرية لتجليد الكتب 5-قيصرية لصنع الحلوى 6-قيصرية لصناعة الأحذية ( البستايجية والقندرچية ) 7-قيصرية لبيع المواد المزاية 8-قيصرية لبيع ادوات ومستلزمات الفلاحين واصحاب البساتين وهذه القيصريات تكون لبيع الجملة والمفرد ؛ واحياناً تكون كالمخازن وبالاخص في الطابق العلوي أهم القيصريات وأماكنها :- 1-أكثر القيصريات كانت في سوق الحسين 2-قيصريات سوق باب السلالمة 3-قيصريات في سوق المخيم 4-قيصريات في سوق باب الخان 5-قيصريات في سوق الصفارين 6- قيصريات في عگد الشير فضة وغيرها من القيصريات الكثيرة الموزعة في اسواق كربلا وفي داخل بعض الأسواق الرئيسية . بعض من أبرز أصحاب القيصريات :- 1-قيصرية سوق الحسين لبيع موتد الغذائية والعطارة 2-قيصرية المرحوم حجي جواد قربزة للبهارات ومواد للعطارة 3- قيصرية بيت معملچي مختصة لبيع البهارات مقابيل حجي عبد الزراق ابو معاش وبجانبه قيصرية حجي جواد قربزة لبيع الاكياس الورقية واكياس اللايلون ومواد العطارة وكانت طابقين حيث كان فوق هذه القيصرية مجسر وكان كالسلم مصنوع من القوق من الخشب يمتد وكان يبلغ طوله حوالي 25 متر مربوط على الحائط بسلسلة حيث يصعد الوحاش ( الحارس الليلي ) ليتجول بين القيصريات على اسطح القيصريات للحراسة ويستطيع يصل لشارع صاحب الزمان ويعود على المجسر على جهة يمتد من رأس سوق الحسين من من الشمال الى اليمين وفي وفي شارع ابو دية كانت 4-قيصرية الحجي عبود الحسون طابوراغاسي لبيع لمواد الغذائية وكان رحمه الله كان كل عام قبل شهر رمضان بأيام يوزع المواد الغذائية على شكل اكياس على العوائل الفقيرة وكانت سعر كيس السكر 9 دنانير 5 - قيصرية حجي المرحوم من التبعية رسول ترك لبيع لمواد العطارة 6- ومقابيلها قيصرية حجي رضا الصحاف لبيع لمواد العطارة وكانت ذو الطابقين حيث يحتوي الطابق الاول لمواد الغذائية والطابق الثاني لصياغة الذهب والمجوهرات من بيت البازي 7-قيصرية المرحوم حجي باقر البكال الذي كان من التبعية وسُفر لبيع النبصرة والعطارية ذو الطابقين وكان الطابق الثاني مخازن كالغرف لتخزين مواد المحلات القريبة عليهم 8- مقابيلها قيصرية حجي علي اغا الشكرچي وتعد من اكبر القيصربات للعطارة في سوق الحسين حيث يوجد في داخل القيصرية معمل لصنع الشربت البرتقال ومعمل حلويات الفرات ولصناعة الماء الورد الطبيعي وصناعة النبات والملبس والحلقوم والچكليت وكان يعمل في هذه القيصرية في سنة -1969 المرحوم الحاج اموري باقر تتنچي وحسن حينوه والمرحوم سيد حسين وكانت اجرتهم يوميتهم 300 فلس ؛ وحالياً فندق جار الحسين 9-ومقابيلها قيصرية حجي حسن معاش لبيع مواد العطارة حيث كان يختص بصابون الرقي وسيم الاواني وحالياً فندق الشارقة 10- ومقابيلها قيصرية المرحوم حجي علي أكبر ( أبو أحمد ) لبيع الذي سفر في السبعينات لبيع البهارات والحمص والمواد الجافة وكان يرتدي كشيدة . 11- قيصرية المرحوم محمد عبد العزيز في سوق التجار 12- قيصرية سوق العرب وهناك قسم يختص بخياطة الملابس الحديثة (السترة والبنطرون) والقسم الآخر يختص بخياطة الملابس القديمة (الزبون والجبه والصاية والدشداشة والسروال) 13- قيصرية الأخبارية 14 قيصرية الحاج علي الوكيل 15- قيصرية الحاج كاظم 16- قيصرية الحاج مهدي العطار 17-قيصرية حسن نصر الله 18-قيصرية الحاج حسون طابور غاسي 19-قيصرية شيخ الشريعة 20-قيصرية حسان شعيب 21-قيصرية شريف العلوچي 22- قيصرية الشهيد شهيد الانتفاضة الشعبانية المرحوم عباس شريف للمواد الغذائية والعطارة في سوق الحسين وفي نهاية التسعينات أزيل الكثير من القيساريات نتيجة عدم صيانتها وترميمها والهدم الذي طال مركز المدينة في عهد النظام السابق ؛ حتى بقى القليل منها و بعدها ازيلت بالكامل ولم يبقى منها سوى الذكرى العالقة بأذهاننا وذكريات تلك القيصريات الجميلة التي تعتبرها اهالي كربلاء كالتراث لها على ما تحمله من جمال وفلكلور وانت تدخل القيصرية تتجول لتجد انواع المستلزمات والأكياس ( الگواني الجنفاص ) المسطفة على قارعة الطريق وطول القيصرية المملؤة بالطرشانة وحب الشمس والبذور والگوجة والفاصوليا والحمص وانت تشمُ رائحة تلك العطور الطيبة من البخور والهيل والسماك والحرمل والبهارات ذهبت تلك الايام الجميلة وبقت الذكرى وحدها نستذكرها كي ولتقرأ هذه الاجيال كم كانت كربلاء واهلها وتجارها.