الأخبار والنشاطات

موائد الافطار في رمضان.. تتصدر منصات التواصل الاجتماعي

موائد الافطار في رمضان.. تتصدر منصات التواصل الاجتماعي
تم النشر في 2024/03/17 10:39 2K مشاهدة

اجتاحت مؤخرا ظاهرة جديدة لاقت استهجان العديد من رواد مواقع التواصل وهي تصوير موائد الافطار مع بداية الشهر المبارك والتي تحولت برأيهم الى حلبة للتسابق والتباهي بنشر أفضل وأفخر المأكولات وأرقى الموائد إذ امست تتكرر هذه الظاهرة من كل عام  في رمضان وتتضارب حولها الآراء بين من يعتبرها أمرا عاديا وبين من يمقتها. 
بهذا الصدد اجرى (موقع كربلاء الاخباري) هذا الاستطلاع...

استفزاز للمشاعر

ترى المهندسة سهير عبد العباس ان هذا السلوك بمثابة استفزاز لمشاعر الكثيرين الذين أصبحت ظروفهم المعيشية لا تسمح لهم بتوفير ما اعتادوا عليه في رمضان خصوصا في ظل موجة غلاء السلع الغذائية التي تكتسح الاسواق في كل عام مع حلول الشهر المبارك، وهي تستنكر هذه العادة التي وصفتها بالمقيتة . 

مشروع فكرة
وعلى النقيض من ذلك حدثتنا التربوية رباب علوان قائلة: انا ارحب بفكرة تصوير محتوى الموائد فانا من محبي الطهو وتحضير وجبات مختلفة حيث اجد ان هكذا صور تكون مشروع فكرة لتبادل الآراء وليس فيه ضرر اذ لا يضطر الاخرون التصفح  فهي حرية شخصية ولا يتوقف النشر فقط على موائد الافطار بل هناك من يحب توثيق المناسبات السعيدة وغيرها اذ يعد فعل تشاركي وواحد من الأسس التي تبنى عليها وسائل التواصل الاجتماعي، كما انا انشر مائدة الافطار وغيرها من الاكلات التي اعدها في جميع الاوقات على منصات التواصل وليس فقط في رمضان.
وتتابع موضحة أنها تحبذ رؤية الطاولات المرتبة والمزينة والتعرف على ما يعده أصدقاؤها لأنه يقدم لها أفكارا جديدة.

هوس نفسي 

من جانبها قالت مروة عقيل طالبة طب اسنان لـ(موقع كربلاء الاخباري) :
غالبا ما تتخطى بعض العادة المعقول فانا جهزت الركن الرمضاني وقمت بنشره على حسابي الخاص(الانستكرام) ابتهاجا بحلول الشهر الفضيل لكن البعض  اصبح الامر لهم اشبه بهوس نفسي للتباهي اكثر من اي دافع اخر من خلال نشر مائدة بكاملها للتباهي بفخامة الأواني والزينة وتنوع الأطباق المطبوخة حيث ارى ان هذا السلوك غير اخلاقي ومرفوض.
وعلى الرغم من وصولنا الى عصر الصورة الجميلة لكن هذه الافعال شوهتها فشهر رمضان ليس للأكل والشرب وتزيين الموائد بأنواع المأكولات وإنما هو شهر العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

رؤية اجتماعية

واعتبرت الباحثة الاجتماعية نور الحسناوي ان لنشر صور موائد الافطار في رمضان أبعاد سلبية على المستوى النفسي خصوصا وأن مواقع التواصل أصبحت متاحة للجميع وليست حكرا على فئة دون أخرى. 

ولفتت الباحثة إلى، أن هذا الأمر يحمل رسائل سلبية ويولد عدم الرضا لدى البعض عن محتوى موائدهم ويؤثر على المراهقين أيضا إذ يدفعهم إلى مقارنة مائدة أسرهم مع موائد الإفطار الممتلئة على مواقع التواصل مما يخلق اضطرابات على مستوى الاسرة.
واستحضرت في هذا السياق الثقافة الشعبية للعوائل العراقية بشكل عام لما تحمله العادات الرمضانية في تقاسم اطباق الاطعمة بين الجيران من جانب الثواب واخر مراعاة لمشاعرهم، اذ احيانا تتسرب الروائح الطيبة الى الجيران فطبيعة اغلب البيوت العراقية تكون متقاربة مما يتسنى معرفة نوع الطبق الذي تم تحضيره، لذا فان نشر صور موائد الإفطار في العالم الافتراضي يتنافى تماما مع هذه الثقافة. 

كما ينبغي التمييز بين من يمتهن الطبخ ويقدم أفكارا جديدة وبين من ينشرون صور موائدهم حبا في التباهي والتفاخر، اضافة الى ان النشر بوتيرة مستمرة تصل الى ثلاث صور من ذلك النوع في اليوم يعد مؤشرا بأن الشخص على حافة اضطراب نرجسي وقد يدخل في نوبات إحباط وقلق وتوتر إذا لم يتمكن من النشر وذلك وفق دراسات خاصة بعلم النفس.

ختمت الحسناوي حديثها قائلة:
يمكن أن تكون العملية مجرد فعل مسل للبعض أو للتباهي وإظهار المستوى المادي والإنفاق للبعض الآخر او تعبيرا عن الفرحة لبعض النساء بما يهيئنه من أطباق شهية، لكن القلق حينما يصبح هوسا عند سيدة البيت  حيث تقوم بإعداد الطعام فقط لتصويره ومشاركته إرضاء لعين الآخرين وليس رغبة من طرف أهل البيت، وتبقى الدوافع لنشر هكذا صور متضاربة ولابأس بها ان كانت ضمن حدود المقبول، ولا ننسى ان شهر رمضان هو للمقاصد الشرعية للتقرب من الله وتقديرا لنعمته وشكره وينبغي اغتنام فضائله واستحضار مقصد المساواة فيه بين الغني والفقير عبر الإمساك والإحساس بالاخرين.

موقع كربلاء الاخباري
تحقيق/ زهراء جبار الكناني