الأخبار والنشاطات

المرأة وتجسيد دورها الديني والأدبي والخدمي في نهضة الثورة الحسينية

المرأة وتجسيد دورها الديني والأدبي والخدمي في نهضة الثورة الحسينية
تم النشر في 2022/08/13 01:05 3K مشاهدة

بالبكاء والعويل تجدد، أم حسين الأسدي، عهدها وولائها لأهل البيت الأطهار ومواساتها لمصاب السيدة زينب (ع)، حيث حرصت هذه المرأة الستينية منذ طفولتها في المشاركة بموكب عزاء تابع لقبيلتها، ذلك العزاء المهيب الذي نسب إلى بني أسد تيمنا بالذكرى التاريخية ليوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام، والذي تحدث عن قيام نساء قبيلة بني أسد بالاتجاه نحو شهداء واقعة الطف لدفن الجثث الطاهرة مع رجال القبيلة.
الأسدي تروي دورها في إحياء الشعائر الحسينية، ونصرة القضية قائلة، "حرصت منذ طفولتي على الخروج بموكب عزاء بني أسد إلى جانب نساء أخريات من ضمن القبيلة وغيرها لنستذكر هذا اليوم العصيب بالبكاء والصراخ على ذكر أبا عبد الله الحسين (ع)"، مضيفه، أن "موكب العزاء هذا لا يقتصر على عام دون آخر، فنساء القبيلة بالإضافة إلى مشاركة الألف من النساء المعزيات في أقضية ونواحي مدينة كربلاء يحرصن في كل عام على التجمع لحضوره". 
يبدو أن هناك الكثير ممن خطن على خطى الأسدي حيث استطاعت المرأة  اليوم أن تكون امتدادا الحس الزينبي من خلال ظهور ملامح هذا الامتداد واضحاً، في دورها الكبير في إحياء الشعائر الحسينية ونصرة قضية الإمام وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بأشكال شتى وصور متعددة تجدها حاضره كل عام.

توظيف القدرات المادية والمعنوية 

ويجد السيد باسم حمود الحسيني، "أن المرأة اليوم نجحت في توظيف قدراتها المادية والمعنوية في شتى المجالات (العمل والإعلام والحوزة العلمية) نصرة للقضية الحسينية، من خلال استمدادها لقوه السيدة زينب عليها السلام وعزيمتها في مقارعة الطغيان وبث روح العزيمة والجهاد والصبر في نفوس الرجال".
ويضيف الحسيني، "أن المرأة الكربلائية اليوم إلى جانب نظيراتها في مدن الوسط والجنوب، سجلن مواقف خالدة كتلك التي سجلتها بطلة كربلاء ومن معها من النساء الخالدات، من خلال تلبيه نداء الواجب في الدعم المادي والمعنوي لأ خوتهن في الحشد الشعبي على سواتر الجهاد وتضميد جراح المجاهدين".
ويختتم ،"بالتأكيد على أن المرأة اليوم لم تنصر القضية الحسينية فقط لا بل أنها عاشت أحداثها وذاقت مرارتها لحضه بلحضه، وهي تزف فلذات أكبادها وأزواجها وأخوتها  أسوة بالحوراء زينب عليها السلام وبأم وهب وغيرهن من نساء الطف".

نقل صورة أدبية دينية نزيهة 

لعل دور المرأة في إحياء الشعائر الحسينية لا يقتصر على البكاء والعويل فقط، لا بل هو بحاجة حقيقية لدور قيادي ينقل تفاصيله بشكل أدبي أنيق ومثقف، وهذا ما حدثتنا عنه الكاتبة رجاء البيطار، التي وفقت بأن تخط بقلمها ما استُمدّ من العطاء الحسيني، من خلال محاولاتها لنقل صورة أدبية دينية نزيهة عن الرواية التاريخية الحسينية، بعيونٍ تؤاخي بين الماضي والحاضر, حيث تجد البيطار، "إن أهمية الكتابة الحسينية تكمن في نقل الصورة الصادقة التي تتطلب وعياً لها، مع إتقان للوازم العمل الأدبي الفني "،مشيرة إلى" هدفها الأساسي والذي هو كشف اللثام عن الحقائق المخفية، وإبراز الصورة الحقيقية للشخصيات العلوية".
أما عن ما قدمته البيطار، في مجال نقل الحقائق الحسينية فتمثل برصدها للشخصيات النسوية التي لم يعطها التأريخ حقها ولم يتعامل معها الكتّاب سابقًا بما يتناسب وعظمتها، من خلال مافسرت  داخل سطور روايتها  (يوميات طفلة من كربلاء) و (سألتك عن الحسين) (قاب قوسين أو أدنى من الحسين).

نقل حقائق الرسالة الإلهية 

أما الكاتبة والقاصة، رحاب البهادلي، فهي اعتمدت خلال عملها الأدبي بنقل حقائق الرسالة الإلهية وتبليغ أسرارها للمجتمع المثقف
البهادلي نجحت بان تحجز لها مقعد من مقاعد شرف مشاركتها بنقل قضية كربلاء ومعطياتها من خلال كتاباتها الدينية والثقافية، حيث كتبت المقال والقصص القصيرة للطفل، فضلا عن مشاركاتها بكتابة البحث الحسيني الزينبي الذي استطاعت من خلاله إيصال دور السيدة زينب عليها السلام في واقعه كربلاء وعطائها اللامتناهي. 

تجسيد الدور الديني والخدمي والتربوي

وترى الباحثة ضحى العوادي (مركز الإرشاد الأسري في العتبة الحسينية) "أن للمرأة دور فعال ومهم في النهضة الحسينية، متخذه من السيدة زينب (عليها السلام) الشجاعة والقوة والصبر"، مشيرة "إلى تجسيد هذا الدور دينياً (إحياء الشعائر الدينية)، وخدميا (الاهتمام بالزوار وتقديم الطعام وكافة احتياجاتهم ), فضلا عن دورها التربوي والمتضمن تحدثها مع ابنائها عن هذه الواقعة الأليمة ومشاركتهم في إقامه بعض المجالس الحسينية ".
أما عن دور مركز الارشاد الأسري في العتبة الحسينية فتقول العوادي،"ان مركزنا له دور فعال في التركيز على نواة المجتمع الا وهي الاسرة وبالاخص المرأة التي لطالما كانت العنصر الاكثر تأثيرا في المجتمع ، حيث يتم تهيأتها لتكون قيادية قادره على تربية جيل قوي مؤمن بالقضية الحسينية وناصراً لها".
وتضيف ، "لايقتصر الأمر على هذا فحسب بل كان لنا الدور الكبير في استغلال تواجد زوار الامام الحسين عليه السلام في الزيارة الاربعينية في كربلاء المقدسة والحالة الروحانية التي تعتريهم فتكون قلوبهم صافية ومستعدة لتلقي الكلمات والنصائح التي تخرج من خدام الحسين اليهم فتكون كما يصفونها (رسائل من الامام)".
واختتمت حديثهابإننا ،"لن نتوقف عند هذا الحد بل نستمر في كل عام بأفكار جديدة واصفة شعورها بالفخر كونها تابعه لأحدى المراكز التابعه لخدمة الحسين (ع) ولن تتردد ولو للحظة عن رد الجميل له".
موقع كربلاء الاخباري
تحقيق / مها الشمري