الأخبار والنشاطات

بئر زمزم... معجزة الزمان الخالدة

بئر زمزم... معجزة الزمان الخالدة
تم النشر في 2022/07/08 12:53 834 مشاهدة

يروي لنا القران الكريم العديد من القصص لمعجزات الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ومن جملتها معجزة بئر زمزم الخالد ليومنا هذا.
حيث يعتبر من العناصر المهمة داخل المسجد الحرام وهو أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الروحية المتميزة وارتباطه في وجدان المسلمين عامة والمؤدين لشعائر الحج والعمرة  خاصة ...
تسمية البئر
ارتبط بئر زمزم برواية خصها الله بخليله النبي ابراهيم وزوجته السيدة هاجر (عليهما السلام) حيث ترك النبي زوجته وابنه أسماعيل وسط وادي مقفر بأمر من الله، وبعد ان غاب عنهما لوقت طويل صرخ الرضيع من الجوع والعطش وراحت امه تسعى بين الصفا والمروة ذهابا وإيابا تبحث عن قبيلة أو عابر سبيل يعطيهما من مائه وطعامه بعد أن بلغ بها وبالرضيع من الجوع والعطش مبلغه، وحينما أتمت ذهابها وإيابها سبع مرات جهدت وأتعبها البحث، أمر الله جبريل (عليه السلام) أن يفجر تحت قدمي الصغير نبع ماء يتدفق فشربت هي وطفلها حتى ارتويا وصارت تحاصر الماء بيديها وتقول: (زم...زم... زم) وتعنى فلينحصر الماء او تجمع باللغة ( السيريالية) ومن هنا جاءت تسميته ببئر زمزم ولولا قولها هذا لصار نهرا كما قال رسول الله (ص). 
بريد الأمنيات 
امست تتوق الارواح لترتشف شربة ماء من بئر زمزم حيث يُعده  البعض بريدا للأمنيات وبأنه كفيل بتحقيق أمنيات شاربه ولا يخالط قلوبهم ذرة شك وذلك بحسب نواياهم ان كانت لقضاء الحوائج او الاستشفاء شرط أن يكون مؤمنا صادق الإيمان والنية غير مكذب لخاصيته ولا يفعل ذلك كنوع من التجربة.
موقعه الجغرافي
يبعد بئر زمزم عن الكعبة الشريفة عشرين مترا وهو البئر الاطول عمرا على سطح الارض اذ يبلغ عمره  اكثر من خمسة الاف عام، ويبلغ عمقه 35 مترا وتأتى مياهه متفجرة من ثلاثة تصدعات صخرية قاعية تعود إلى العصور القديمة تمتد من تحت الكعبة المشرفة. 
وقد أفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 18.5 لتراً من الماء في الثانية، كما ان منبعه الأساسي سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزا كبيرا ربما يستحيل كشف رموزه إلى أن تقوم الساعة.
اسماء متنوعة
ولماء زمزم أسماء تزيد عن (60) اسما منها، سقيا الحاج وشراب الأبرار وطيبة وبرة وبركة وعافية وركضة جبرائيل ومظنونة وتكتمُ وشفاءُ سُقم وطعامُ طعم وغيرها الكثير، واشهرها زمزم.
عادات وتقاليد
كان المكيون منذ القدم يستقبلون ضيوفهم بماء زمزم إظهارا لتكريمهم والاحتفاء بهم فضلا عن تقديمه في شهر رمضان على موائد الإفطار
كما يحرصون على جعل ماء زمزم آخر ما يغسل به موتاهم قبل دفنهم 
اما اليوم فهو اغلى هدية يجلبها الحاج او المعتمر  لذويه ولاصدقائه حيث جرت العادة ان يقدم  في اقداح صغيرة للضيوف المهنئين بعودة الحاج وهناك من يقوم بتوزيعه بقنينة صغيره  للتبرك.
اعجاز الهي 
تشير الدراسات العلمية بأن للآبار مدة زمنية محددة حيث لا يتجاوز عمر الآبار  70 عاما في تدفق الماء، غير أن بئر زمزم  هي اعجاز الهي فلا تزال حاضرة حتى وقتنا الحالي، وحول ما يحمله من قدسية ومشروع عقائدي حدثنا الشيخ والباحث الاسلامي نزار التميمي قائلا:
لايمكن الحديث عن ماء زمزم وبئرها الإعجازي بمعزل عن أصل الهدف والمشروع العقائدي الإلهي الذي رسمه الله تبارك وتعالى للإنسانية عبر إبراهيم وآل إبراهيم المعصومين (عليهم السلام) وبالتالي هناك علاقة وإرتباط وثيقين بين أصل المشروع العقائدي الذي أنطلق به ودعا له نبي الله إبراهيم وبين مجموع الرمزيات والشعائر والمناسك المتمثلة ببناء الكعبة المباركة ومالحق بها من مناسك تُشكل بمجموعها ووجودها الحسي الجمادي على الأرض آيات وعلامات على الحج والقصد العقائدي والسير العقلي والقلبي الإنساني نحو الله تبارك وتعالى، وبالتالي في كل المناسك التي أسس لها نبي الله إبراهيم هناك دال حسي وعقلي ومعرفي وعقائدي يقف وراء رمزيتها.
وتابع:  ان من جملة هذه الرمزيات المهمة في تلك البقعة الجغرافية المباركة هو بئر زمزم وماؤها القريب من البيت الحرام وكيف أن هذا البئر إنكشف للسيدة هاجر أم إسماعيل و زوج النبي إبراهيم (عليهما السلام) بعد مسعى وجهد وعناء و إبتلاء وإمتحان شديدين ليكون لها ولولدها في تلك الغربة والوحشة المخيفة معجزة إلهية وعامل إطمئنان وثقة قلبية لأن لظهور البئر دلالة وآية واضحة على وجود الله الفاعل الخالق المؤثر المدبر من جهة، ولأن من يصبر ويؤمن ويعتقد ويصدق بوعود الأنبياء ودينهم وحكمتهم ونبوءاتهم عن المستقبل سوف يحصل على الفلاح والنجاح والمكاسب العظيمة من جهة ثانية.
 واضاف: كما ان اهم الرمزيات المستفادة ايضا هو رمزية الماء للعلم والمعرفة الذي يحصل للباحث والسائر نحو الله بمعنى أن الله تعالى يعطي بعد المشاق والمتاعب آثاراً علمية ومعرفية تشد من أزر السائر اليه وتعينه على تخطي الصعاب والعقبات حتى بلوغ الغاية والهدف المنشود .
مسك الختام
يعد ماء بئر زمزم خير ماء على الارض وانقاها وأجلها قدرًا وأحبها إلى النفوس، حيث يتوق كل حاج او معتمر الى الارتواء برشفة من تلك المياه المباركة فلا يمكن لاي مؤمن قاصدا البيت الحرام أن يتجاوز رؤية جمال ذلك البئر الذي تطورت سبل اعماره على مر العصور، حيث أمسى لوحة مكملة لاشراقة قبر النبي الاعظم (ص) والكعبة المشرفة.
موقع كربلاء الاخباري
تحقيق/ زهراء جبار الكناني