الأخبار والنشاطات

العبايچي :موروث إجتماعي وتاريخ حافل بالأصالة

العبايچي :موروث إجتماعي وتاريخ حافل بالأصالة
تم النشر في 2024/04/07 11:32 3K مشاهدة

مع التقدم والتطور والانفتاح على العالم الذي يعيشه العراق حاليا نجد أن العديد من الحرف اليدوية القديمة التي توارثها الابناء والأباء من أجدادهم والتي تحمل بين طياتها تراثاً وحضارة قديمة نجد الكثير منها بطريقه الى النسيان بالإضافة الى الاستيراد ودخول كافة البضائع الى العراق الذي اثر تأثيرا واضحاً وملحوظا  على هذه المهن،  واليوم سوف نتطرق إلى مهنة تحاكي التراث، وتحافظ على عبق الماضي الأصيل، (مهنة العبايچية) العراقية التي نحن بصددها عبر هذا (التقرير) تمثل بتنويعات مختلفة أكدت الترابط المتين بجذور مدن العراق والتي أرّخت ولسنين عديدة مفاهيم الإبداع والموروث الشعبي.

خياطة العباءة الرجالية 

ابوعلي يحيي من سكنة كربلاء المقدسة يتحدث إلى "موقع كربلاء الاخباري، حول مهنة حياكة العباءة الرجالية قائلا: إنني ورثت هذه المهنة من والدي واجدادي منذ أن كانوا في سوق الساعجية القديم مابين الحرمين حيث كان هناك عدد معدود ممن يزاولون هذه المهنة، موضحاً أن والدي كان يقوم بخياطة وفصال وتطريز  العباءة يدوياً خصوصا (العباءة المغزل)  لما تملكه من جودة عالية بالشغل اليدوي بعيداً عن الماكنة ، مضيفاً وجود الماكنة لكن استخدامها  مختصر فقط على  الحوزة  لما يتميز به اللبس الحوزوي  وتطغي علية صفة التواضع  ،وتطورت هذه المهنة  إلى تنوع العديد من الألوان الصيفي والشتوي المسمى ب(البوشهري ) والاسعار مناسبة أيضا اذ يفوح من جنباتها عبق الموروث الشعبي والتراثي والإنساني  استطعت من خلال التواجد مع والدي أن اكتسب الخبرة الكافية بكل مميزاتها الأصيلة.

رغبة وإبداع 

أنني اكتسبت المهنة عن طريق مساعدة والدي فكنت انتبه له وتمكنت من تعلمها بحرفة عالية  وتعلمت على خياطة كل الانواع الهربد ،والنبيه السوري ابو الغزال والوبر ، وتحولت من رغبة ثم إبداع  يجري في  دمائي لما أحمله من حب وعشق لهذه الحرفة
وأكد ابوعلي أنه مازال إلى الآن على الرغم من الحداثه والتطور هناك أصحاب ذوق يقطعون مسافات بعيدة لأجل الخياطة باعتبارها أحد الازياء العربية الأصيلة
و أنه من خلال التعامل مع العديد من الزبائن استطعنا التعرف على العديد من الشخصيات الأصيلة من شيوخ عشائر وشيوخ حوزة وناس لهم ثقلهم في المجتمع مما أدى إلى اقبال الكثير من ناس مثقفة وحتى مسؤولين

 


تراث متجدد

يقول أبو علي  أن هذه المهنة  هي تراث متجدد سيرثها اولادي حيث أنهم يحبون هذه الحرفة وهم دائما يساعدوني بالتسوق والاحتياجات المهمه خصوص وان المصدر الرئيسي لهذه المهنة هو محافظة النجف الاشرف ممكن أن أقول التطور الحالي فتح المجال للتسوق  عن طريق إيران وسوريا والإمارات وتركيا لكن تبقى النجف هي افضل من يقدم لنا كل الاحتياجات بأصولها وخصوصا عباية المغزل هناك العديد من الزبائن على الرغم من الحداثة يتواصلون معنا بحجز مسبق وحسب المواصفات دليلا على أن الإقبال عليها مستمر  نعم هناك ماطغى على القديم  ولكن يبقى الذوق العام هو الذي يحكم على هذه المهنة التراثية العريقة وهي من المهن الحرة اللطيفة ونحن من الستينات بهذه المهنة حيث يشهد لنا العديد منذ كنا نجلب الغزل ثم نعطيه (للحايچ) الذي يقوم بحياكة العبايات الرجالية والشوارع الكربلائية القديمة تشهد لهذا التراث والعاملين به ومنها شارع السدرة وأشهر الحياچ حجي يوسف والكثير ممن تركوا بصمة في أغلب البيوتات العراقية .

متعة التواصل 

إن غزو المنتجات الأجنبية بكل أنواعها وأشكالها واستخداماتها ،هذا ماقاله ابوعلي ويضيف أن اختلاف حركة السوق وفق مبدأ العرض والطلب، وزحف الدخلاء على الأسواق الشعبية والتراثية من المهن الأخرى، واتجاه الحرفيين الى مهن أخرى جديدة، لم تفقد متعة التواصل بالعمل بهذه المهنة ولا متعة الحصول على الزبائن مما أثار حفيظتي أن تكون تراثاً يحافظ عليه اولادي من بعدي
لما يتميز به الزي العربي الذي  يضيف الأصالة والرزانة لمن يرتديهاو الفاهم بقيمة هذا الملبوس .


مواطنون وارائهم

ابوحسين من محافظة كربلاء يتحدث قائلا إن هذه المهنة من الرموز الأصيلة العشائرية التي نعتز بها حيث نرتديها دائما بالمجالس والفواتح والمناسبات مما يعطي إطلالة وهيبة لمن يرتديها ونحن إلى الآن تقبل على أصحاب هذه الحرف من الاصلاء لأنهم يفهمون جيدا مانريد منهم.

أما الحاج ابوزيد قال إننا نعتز بهذا اللبس وخصوصاً العباءة والعقال بأنواعهم حيث كل عشيرة لها ملبوسها الخاص من هذا التراث وأننا نأمل أن تبقى هذه المهن التي تربينا على أصالتها مضيفاً كنت أذهب مع والدي إلى أحد الحياچ  وأتذكر أنه كان يجلس أمام المحل عديد من الرجال كبار السن تعلمت منهم العديد من الدروس والمفاهيم الأصيلة اي انها ليست فقط حرفة وانما تربية واخلاق ايضا.
موقع كربلاء الإخباري 
عفاف الغزالي