الأخبار والنشاطات

التنجيم... عالم غائر بالتسلية والمعتقدات

التنجيم... عالم غائر بالتسلية والمعتقدات
تم النشر في 2023/11/03 10:18 632 مشاهدة

لا تنفك غدير عن متابعتها الدؤوبة لقراءة الابراج دون ملل فهي ترسم خطوات يومها بحسب ما يقوله الطالع بثقة لا مناص منها، الى ان اصبح الامر عادة مرعبة بالنسبة لامها لتعترف لها بان تاريخ ميلادها قد تأخر يومين فقد ولدت بظروف عصيبة وكان والدها على سفر لهذا تأخر اصدار بيان ولادتها وهي من مواليد برج آخر!

منذ الأزل والإنسان مهووس لما سيأتي، ماذا سيحدث، وما القادم، لدرجة تجعله احيانا مستعدا لدفع أغلى الأثمان في سبيل معرفة ما سيحدث له في الزمن القادم، فالسعي وراء كشف الغيب وما تخبئه الاقدار عادة لا تفارق كثيرا من الناس وخصوصا النساء وغالبا ما يتحول البحث عما ينطوي عليه المستقبل من هاجس الى هوس يدفع الكثيرين الى متابعة ما تقوله الابراج في صفحات الصحف او المجلات او على مواقع التواصل بيقين كامل فيشكل لدى البعض محاولة للتوافق مع خريطة طريق مفترضة وهو استعداد مسبق لما قد سيحدث.

(موقع كربلاء الاخباري) يأخذنا بجولة استطلاعية للتقصي حول حيثيات عالم الابراج


اعترافات نسوية
تعترف ام مؤمل، بانها تعشق قراءة الطالع وغالبا ما تجده يوافق تطلعاتها او مجريات احداث حياتها وعلى الرغم من ذلك هي لا تؤمن بأن ما يضمره سيحصل فالمستقبل هو من الاسرار الالهية.
ختمت حديثها مؤكدة، بانها تتابع  قراءة الابراج  للتسلية لا غير.

وتشاطرها الرأي فاطمة الموسوي طالبة جامعية قائلة: لا يخفى على أحد أن قراءة الأبراج والتوقعات من الأشياء التي تمارسها أغلب النساء في معظم الأيام, وأنا منهن أحب القراءة للتسلية والمرح لا أكثر.
واشارت الى انه قد تحصل مشكلة إذ اعتمدت المرأة عليها وصدقتها فإنها ستتخذ القرارات المصيرية بناء على توقع ذلك اليوم مما يسبب لها سوء الاختيار انعداما للشخصية, إذ أنها لا تعتمد قلبها او عقلها في اختيار القرار.
وتابعت: وبرأيي الشخصي لا صحة لما تقوله الأبراج إذ لا يمكن أن تحصل أحداث مشابهة وقوانين تنطبق على مواليد برج معين وإضافة لهذا أنه لا أحد يعلم الغيب إلا الله.

وللرجال نصيب
من جانب آخر قال المهندس ليث حيدر : ان الله عز وجل اراد ان يبقي علم الغيب حجابا لا ينكشف منه الا ما تكتبه المشيئة الإلهية، و ذلك حتى يهتم الإنسان ويركز في لحظته الراهنة ويعيشها كما هي، مع الاستفادة من لحظات الماضي والتفكير بتحسين المستقبل و إعطاء الأهمية العظمى للحظة الحاضر الآنية.
واضاف: لدي العديد من الاصدقاء لديهم شغف كبير في قراءة الابراج وعلم التنجيم ارى ان هذا ليس اكثر من انسياق وراء ترهات تقترب من المحرمات ان وصلت حد الايمان بها.

فيما قال مرتضى خضير الكرعاوي: لفترة ليست ببعيدة كنت صارما في الحكم على الأبراج بعدم الصحة والشعوذة لكن مع اعادة التفكير وتحت مبدأ الإنسان عدو ما يجهل, وربما في علم الكواكب والنجوم وسعة هذا العالم وجهلنا بما يربطنا به وأنه لا بأس بألقاء نظرة ولو عن بعد على الموضوع، ولكن هذا لم يغير وجهة نظري كثيرا اذ وجدت انها مجرد تكهنات ربما تصيب او تخيب, وبأنها كلمات ربما يقرأها احدنا من باب الفضول فيستلطفها بدون ان تؤثر عليه، لكن أنا حقا اشفق على من يذهب بالأمر بعيدا ويربط كل خطواته وتحركاته بما يقوله علماء الأبراج, وما أكثرهم وأكثر قنواتهم ومواقعهم. 
ختم حديثه: على الإنسان ان يحكم عقله ويثق بنفسه وبعد التوكل على الله يمضي إلى ما يريد ان يكون او يرتضي بخطى واثقة.


رؤية نفسية
وقالت الاستشارية النفسية نور مكي الحسناوي لـ (موقع كربلاء الاخباري) ان علماء النفس يحاولون تبديد الاوهام التي يطرحها علماء الفلك لمدى تعلق بعض النساء والرجال بهذا الجانب, اذ يعد ارتباطهم به هوسا نفسيا او فضول, فكل شخص يتمنى ان يتعرف على ما يضمره مستقبله او حتى يومه وهو على يقين بان هذا الشيء مستحيل فنجده يبحث عن اي وسيلة تملي رغبته الجامحة تلك, فتعلق حواء بقراءة طالعها انما هو فضول حاله كحال قراءة وصفات التجميل , واعلانات الازياء.
واضافت: قد تناقلت اعتقادات الاقدمين  بالفلك والتنجيم عن تفسير الظواهر لعدم وجود وسائل القياس والرصد التي تمكنه من تقريب الحالة, اما الان في علم الفلك فتستخدم هذه الابراج كعلامات جغرافية ومساحية للدلالة والتأشير على مواقع النجوم والمجرات.
وتابعت الحسناوي: يتوجب على كل شخص لديه المام بعلم الفلك ان يطور موقفه الشخصي المستقل تجاه التنجيم, اذ يبدو واضحا  الان اننا لا يمكننا احترامه كعلم او كدين, ولكنه خرافة مؤذية كامنة, ان كوننا ملاذ كبير وانيق وطاقته اكبر من كل القوى تلك التي يوهمنا التنجيم في تفسيرها، ربما يمكننا ان ننظر اليه كتعبير عميق وقديم لاحتياجاتنا الانسانية لتصديق ان حياتنا لها معنى خارج احداثها اليومية. 

رؤية اجتماعية
وتشير الباحثة الاجتماعية ثورة الاموي الى  ان الفلك هو علم بحد ذاته ويتعلق بطبيعة الانسان وحياته بشكل عام ومميزاته فهو ليس دجلا، اما تعلق النساء بهذا العلم فلا ينطبق على كل النساء فاغلب النساء العاملات  ليس لديهن وقت ليتمتعن في هذا المجال، كما هناك رجال تحب قراءة الابراج للتسلية.
 

رؤية شرعية
فيما بينّ الشيخ نزار التميمي الرؤية الشرعية بهذا الجانب قائلا:
ان الاسلام قديما وحديثا موقفه واضح من الاعتقاد بمثل هذه المسائل والايمان بها سواء من خلال القران الكريم او احاديث النبي واهل البيت (عليهم السلام) وهو الموقف الرافض والمندد لكل هذه السفاسف والترهات التي استولت للأسف الشديد على عقول وافكار الكثير حيث صار يعتقدون ويؤمنون بتأثير هذه المعتقدات اكثر من ايمانهن بالله سبحانه.
واضاف التميمي: ان كل هذه المفاهيم والتصورات هي من صنع المنجمين والكهان في التاريخ ووجدت في فترات كانت خالية من وجود الانبياء او الكتب السماوية حيث صار الناس يلجؤون ويتشبثون بها لطبيعة الفراغ الفكري والديني وخلو القلب من الايمان بالله سبحانه, الذي هو الخالق والمؤثر  والفاعل والمقدر الحقيقي لكل حياة الناس وحيثيات وجودهم مما يخص حاضرهم ومستقبلهم وارتباطاتهم، وبالتالي فأي اعتقاد او ايمان يكون خارج المنظومة الالهية ودعوات الانبياء يعتبر من الدعة والضلالة والانحراف الفكري والعقائدي المرفوض جملة وتفصيلا.

موقع كربلاء الاخبار
تحقيق/ زهراء جبار الكناني