الأخبار والنشاطات

مشاية الأربعين وطريق كربلاء

مشاية الأربعين وطريق كربلاء
تم النشر في 2023/09/01 12:31 773 مشاهدة

واحدة من أهم علامات زيارة أربعينية الامام الحسين هي قوافل الناس التي تأتي الى مدينة كزيلاء مشيا على الاقدام. افواج أفواج تقطع المسافات التي لا تبدا بمسافة ولا تنتهي بمسافة ، بل أن (المشي الحسيني) كما يصطلح عليه.. لم يعد من زوار الداخل العراقي التي تبدأ من ابعد نقطة في العراق عن كرتلاء وهي (رأس البيشة) بل تعدى الامر الى خارج العراق من ايران والكويت وسوريا وغيرها من الدول حتى أضحت ظاهرة المسي الحسيني واحدة من أهم فعاليات وطقوس الزيارة الاربعينية. فمن أين انطلقت ه1ه المشيرة و الشعيرة الحسينية؟
يقول الباحث في الشأن الكربلائي حسين أحمد الخضير، إن هناك أكثر من رأي في موضوعة تاريخ الزيارة لان المشتهر بين الناس أن منشأ استحباب زيارة الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين هو أن قافلة السبايا قد رجعت من الشام إلى كربلاء في يوم الأربعين. واضاف إن هناك مجموعة من العلماء والمؤرخين كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي والعلامة الحلي والكفعمي وغيرهم من أعلام الشيعة  أفادوا بأن خروج القافلة من الشام كان يوم الأربعين قاصدة المدينة ولكن ليس في العشرين من شهر صفر ويرجح أن مدة بقاء القافلة في الشام استمرت عشرين يوماً على أقل تقدير. ويورد الخضير آراء أخرى على  لسان العلماء منه السيد إبن طاووس ذكر أن مدة أسرهم فيما أفاد القاضي النعماني، بأن مدة أسرهم استمرت شهراً ونصف.. ويذكر أن المسير من الشام إلى كربلاء يستغرق من 23 - 25  يوماً على أقل تقدير، بسبب طول المسافة بين الشام والكوفة التي تساوي  850 كم وهو طريق العودة ، في حين أن المسافة من الكوفة إلى الشام تبلغ 1400 كم هو طريق الذهاب إلى الشام، الذي يسمى الطريق السلطاني المحاذي إلى نهر دجلة، ما يعني أن القافلة تحتاج وقت أطول للوصول إلى الشام من العودة منها .
وعلى هذا الأساس، يقول الباحث ان بعض المصادر تذكر أن القافلة غادرت الكوفة في اليوم الثالث عشر من شهر محرم على أقل تقدير، تحت رعاية خمسة آلاف مقاتل يسايرون الركب من أجل حمايته والحفاظ عليه ، فيما يذكر فاضل القزويني من أن عدد أفراد الجيش الذي كان تحت إمرة الشمر بن ذي الجوشن قائد القافلة المصاحب للقافلة يضم عشرة آلاف مقاتل ، وإن الرجال الحاملين للرؤوس كانوا يسيرون على أقدامهم ، وهو ما يعني زيادة في الزمن الذي تستغرقه القافلة للوصول إلى الشام .هذا لا يعني أن القافلة لم ترجع إلى كربلاء بعد الخروج من الشام ولكن الإشكال في تاريخ وصولهم إليها .الموالطريق
تظاهرة للفت أنظار العالم لمعرفة مظلومية الإمام الحسين(ع) سواء كان لها اصل او لم يكن الى محمد باقر آبادي ذكر في كتابه (كتاب مدينة الحسين) أن القافلة انطلقت من الكوفة في اليوم الثالث عشر من المحرم في اتجاه شمال العراق مروراً بمدينة القادسية وتكريت ومنها إلى منازل الأعمى ودير العزوة وحليباس ووادي النخيلة وأرمينيا وكميل وجهينة ثم الوصول إلى نينوى،  وساروا نحو تلعفر وجبال سنجار ثم نصيبين وعين الوردة ومنها إلى دعوات قريب، ثم قنسرين حتى وصلت القافلة إلى معرة النعمان ثم سيرز حتى قلعة كفر طاب وسيبور واستمرت القافلة في المسير حتى وصلت مدينة حمص وكنيسة قيس وبعلبك وصومعة الراهب والاتجاه جنوب غرب صوب طرابلس ثم عسقلان حتى عاودت مسيرها نحو الشرق لتصل إلى دمشق (الشام) وهذا يعني كما يقول الباحث ان القافلة تحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى الشام فقد تطلب توفير مياه وطعام للقافلة والحرس،
المشي ومعنى الزيارة 
مرد الراس

لكن الناس أخذت من الأربعينية موعدا لزيارة يطلق عليها البعض (مَردْ الراس) الذي اختلفت فيه الروايات عن مكانه ومدفنه...ويقول الباحث مرتضى الأوسي أنه في كل عام إعتاد الزائرون من مختلف مدن العراق بالمسير اعتباراً من العاشر من صفر وحسب بعد المدينة التي ينطلقون منها وكانوا في السابق قلة وليست كما هي الآن وكان أغلب الزائرين يأتون بواسطة الحافلات، إضافة إلى الزائرين الأجانب من بلدان الكويت والبحرين والسعودية وايران والهند والباكستان، هذا التقليد يعكس اعتقادهم بوجوب مواساة أهل البيت من خلال المشاركة في الطقوس .
لكن الباحث يقول، أن ظاهرة المسير على الأقدام (المشاية ) تقليد حديث العهد بدأ في أواخر الستينات فقد كانت بضعة مجاميع تتوجه إلى مدينة كربلاء قادمة من النجف سائرة على الأقدام من أجل تأدية زيارة أربعينية الإمام الحسين.(ع) واستمرت حتى عام 1975م وهو تاريخ منع المسير من قبل السلطة الحاكمة. ويمضي بقوله أنه قيل إن هذه الزيارة فيها ا منهم من يشارك على شكل موكب مكون من جوكات يرددون فيها ردّات حسينية يصاحبها اللّطم على الصدر، وأخرى زنجيل وغيرها من  الممارسات.. وأكثرها وضوحا هي مواكب الاطعام التي تنتشر على طول الطريق وداخل مدينة كربلاء حيث يتبين الكرم العراقي الحسيني.
موقع كربلاء الاخباري
تحقيق/علي لفتة سعيد