(لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ).. ما أجملها من حروف نُسجت لمناجاة الله في يوم ميزه الله من سائر الايام ليكونوا بمحاذاة بيته مرتدين ثياب الطهر والنقاء كأنهم لؤلؤ مكنون ليقيموا طقوس الحج بأتم وجه  وأجل عقيدة حتى ينالوا شرف ارتقاء جبل عرفه ليدقوا عليه  ناقوس الاعتراف والتوبة،
(موقع كربلاء الاخباري) يأخذنا بجولة استطلاعية حول أحياء طقوس هذا اليوم المبارك (يوم عرفه).

فرصة أخرى
ترى منال عبد اللطيف موظفة في عقدها الاربعين، ان القيام باعمال يوم عرفه لايتوقف فقط في الارض المقدسة بين حجاج بيت الله فقد جعل الله فرصة أخرى لمن يرغب بذلك في حرم  الامام الحسين (عليه السلام) حيث اجتمعت الروايات على استحباب زيارة سيد الشهداء في يوم عرفه والغسل والتضرع إلى الله بالدعاء قربانا إليه لمن لم يستطع السبيل إلى بيته الحرام. 
وتابعت قائلة: لم ارزق بالحج الى الان الا اني واضبت على القيام باعمل ليلة عرفة ويومها وذلك لما لها من  فضل عظيم، اسأل الله ان يكتب لي الوقف على جبل عرفة يوما ما في القريب العاجل.

بينما يستذكر الحاج ابو ازهر يوم احيائه للركن الاعظم يوم عرفات قائلا: لا يوجد مشهد في السنة كلها تتجلى فيه عظمة الله تعالى كما هو يوم عرفة، حيث كنت قبل عامين احضر ذلك المشهد المهيب اذ يجتمع الحجاج محتشدون في مقام ومكان واحد.
هذا الكم الكبير العظيم الذي يسد الأفق جاءوا جميعا بين خاضع وخاشع وداعي وجاثيا على ركبتيه ليستغفر ويتوب ويسأل الله حاجاته، ويلبي ربه الكريم بنشيد واحد وبأذكار موحدة.
واضاف: لا استطيع وصف تلك الرؤية  غير انها كانت لحظات يتجلى العبد فيها بضعفه وحاجته وفقر لله تعالى، ليتفرد الله بها  بالعظمة والوحدانية فلا نملك سوى  ذرف الدموع خشية منه والاستشعار بقدرته والحاجة إليه، ان هذه كلمات لا يشعر بها إلا من وقف هذا الموقف العظيم أمام الله عز وجل.

أصل التسمية
عرفة هو جبل في المملكة العربية السعودية يقع على طريق بين مكة والطائف ويبعد عن مكة المكرمة بحوالي( 2 ) كيلو متر وعلى بعد( 10 ) كيلو متر من منى و( 6 ) كيلو متر من مزدلفة تقام عنده اهم مناسك الحج والتي تسمى بوقفة عرفة وذلك يوم التاسع من شهر ذي الحجة.
يصل طول جبل عرفة الى( 300 ) متر وبوسط قمته شاخص طوله (7) امتار ليميزه عن بقية الجبال.
كما سمي بهذا الاسم بحسب ما تذكره الروايات من قبل المؤرخين نسبة للقاء النبي أدم (عليه السلام ) بزوجته حواء بعد هبوطهم من الجنة وعرفته وعرفها، كما أن الناس يعترفون على جبل عرفات بذنوبهم ليطلبوا الرحمة والمغفرة.
و يطلق على الجبل الكثير من الأسماء، وأكثر هذه الأسماء لا أصل لها منها  جبل إلال وهذا اسمٌ موجود في كثير من الكتب التاريخية وجبل الرحمة وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى يُنزل رحمته على الحُجاج في هذا الموقف العظيم.
وجبل التوبة لأنّ الحُجاج يتوجهون إلى الله بالتوبة الصادقة والدعاء الخالص، وجبل القُرين حيث قيل إنَّه سُمِّي بذلك بسبب الشاخص الذي أُحدث في أعلاه والذي يشبه القرن.

مشعر عرفات
وكان مسك ختامنا مع الشيخ حيدر الساعدي حدثنا قائلا : يعد مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة التي يؤدي فيها المسلمون مناسك الحج، اذ يعد الوقوف على صعيد عرفة ركن أساسي حيث لا يكتمل أداء فريضة الحج بدونه، لذلك نرى ضيوف الرحمن يقفون على صعيد عرفات الطاهر منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة حتى غروب شمسه يقضونه نهارهم بين دعاء واستغفار يبتهلون الى الله بكل خشوع ليغدو مشعر عرفات يدا واحدة نحو السماء.
واضاف: ان الحديث عن يوم عرفة حديث ذو شجون تغشانا فيه القشعريرة فهو خير يوم طلعت فيه الشمس وصيامه لغير الحاج يكفر الذنوب السنة الماضية والقادمة كما قال النبي (ص) وهذا ما جعله يوما مختلفا يغتنم فيه الحاج وغير الحاج هذه الفرصة الثمينة ويبين الله سبحانه وتعالى لنا فيه مدى كرمه وفضله بأن يعطي فيه الخير للجميع، لذا كل لحظة فيه يمكن أن تعود علينا باستثمار للخير والبركة والعطاء طوال العام.
ولمن لم ينل شرف الوقوف في جبل عرفه نسأل الله أن يكون ضمن قوافل حجيجه يوماً، قبل أن يغادر هذه الحياة.
موقع كربلاء الاخباري
تحرير/ زهراء جبار الكناني