الأخبار والنشاطات

المحفل القرآني في رمضان ..مرأة تعكس نور القلوب

المحفل القرآني في رمضان ..مرأة تعكس نور القلوب
تم النشر في 2023/04/12 06:42 1K مشاهدة

تفتتح العديد من البيوتات الكربلائية ابوابها في الشهر الفضل لإقامة المحفل القرآني الرمضاني وسط حضور مهيب لنسوة المحلة، حيث تتكلل الاجواء بطابع ايماني يفوح منها عبق الخشوع.
هذا ما شعرنا به ونحن في زيارة بيت الحاجة ام وليد التي تكفلت في احياء هذا الكرنفال المبارك، اذ شكلت النساء حلقة تتقدمها المصاحف لترتل احداهن آيات من كتاب الله الكريم تبعث السكينة والطمأنينة في القلب.
(موقع كربلاء الاخباري) كانت له هذه الزيارة لينقل لكم جانبًا من اجواء هذا المحفل القرآني

متعة الاستماع
 تصف لنا الحاجة  أم أمل مشاعرها  إزاء حضورها المحفل القرآني بان مشاركتها تشعرها بسعادة بالغة لكونها لا تجيد القراءة (أمية) حيث تحضر المحفل للاستماع بتمعن للقارئات المشاركات حيث تختتم القرآن الكريم من كل عام بهذه الطريقة الممتعة على حد قولها.

وأضافت القارئة زينب رسول: مضى اكثر من ثمانية سنوات وأنا أشارك في هذا المحفل المبارك و لأني اجيد التدبر في التلاوة لمخارج الحروف واللفظ الصحيح فضلا عن خامة الصوت اصبحت تناط الي مهمة القراءة.
ختمت حديثها: المشاعر التي ترافقك وانت تتلو كتاب الله في هذه الايام المباركة لا يمكن ان تقدر بثمن وخصوصا انك لا تقرأ لنفسك للتقرب من الخالق فقط، بل هناك من يتابعك ويختتم معك القران الكريم فبذلك تنال منزلة عظيمة يتضاعف بها الاجر عند الله عز وجل.
 
استعداد سنوي 
افنت المبلغة الدينية الحاجة ام وليد اكثر من عشرين عاما تستعد بتجهيز ما يلزمها لأحياء طقوسها المباركة في احياء المحفل القرآني الذي تقيمها في بيتها الواقع بمدينة كربلاء المقدسة (حي النصر) حيث كانت تجهز احياء هذا المحفل منذ عام (1996) بالخفاء نظرًا للظروف الأمنية آنذاك.

حدثتنا قائلة: بدأت بإقامة المحفل القرآني الخاص بي بعدما انتقلت الى بيتي هذا, فقد كنت اشارك جارتي محفلها في بيتي القديم تحت وطأة ظروف امنية مشددة فقد كان النظام السابق يرفض هكذا تجمعات حيث كنا ندعي بانه مأتم حسيني ونتلوا القران الكريم بصوت خافت حتى لا نثير الريبة .
وتابعت: بعدما انتقلت الى بيتي الجديد حزنت كثيرا لمفارقة جارتي التي كنت أتأهب معها باستعدادنا السنوي فما كان من الحاج ابو وليد (رحمه الله) الا ان يوعز إليّ ان اقيم محفل خاص بي وادعوا النسوة المؤمنات من جيراننا وذوينا للمشاركة به حيث ساهم بكل ما يلزمني لأحياء طقوسي الرمضانية المباركة هذه.

وعن عدد النسوة المشاركات قالت:
تشارك في المحفل ما يقارب ( 25 ) سيدة من عمر( 19 ) إلى ( 60) عامًا، كما هناك ثلاث سيدات لا تجيد القراءة حيث يحضرن المحفل للاستماع والتتبع واحياء الختمة القرآنية معنا، هذا وتساهم العديد من القارئات المتمكنات في احكام التلاوة بالقراءة بالتناوب فيما بينهن اثناء المحفل.
وقد اخترت وقت المحفل في الساعة الواحة ظهرا بواقع ساعتين لتفرغ المشاركات، كما يتم اختتام القران الكريم مرتين في شهر رمضان الأولى في نصفه والثانية في اخر ليلة منه.


مناسبات اخرى
التزاما بالقول المبارك (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا) لم تكتفِ الحاجة ام وليد بإحياء المحفل فحسب بل كانت تواكب المناسبات الخاصة في شهر رمضان المبارك  اذ تُحي مأتمًا خاص بوفاة ام المؤمنين السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) واحياء مولد كريم اهل البيت الامام الحسن (عليه السلام) كما تواكب ليالي الشهادة القاتمة للإمام علي (عليه السلام) حيث تتكلف بجميع ما يلزمها على نفقتها الخاصة، فضلا عن مشاركة بعض النسوة بحسب الرغبة (تبرع) او ايفاء للنذور.

وحول كيفية البرنامج الخاص بالمحفل قالت الحاجة: 
يبدأ المحفل بالأدعية المتعارفة في شهر رمضان ثم زيارة الامام الحسين (عليه السلام) بعدها نبدأ بقراءة جزئيين من القران الكريم  ليلها بعد ذلك قراءة دعاء يوم رمضان وصلاة كل ليلة والختام يكون بدعاء الفرج، كما أقيم برنامج خاص يتضمن مسابقات دينية وأسئلة عقائدية.

مسك الختام
تبلورت دموع الحاجة ام وليد حينما سألناها عن مشاعرها وهي تستعد سنويًا لإقامة هذا المحفل المبارك حيث لم  تسعفها الكلمات التزمت الصمت لثواني وكأنها تستعد لإلقاء خطبة ثم استرسلت قائلة: انا فرحة جدا فقد ترك لي الحاج ابو وليد (رحمه الله) اجمل ارث يكون لي ذخرا في اخرتي لا املك حجمًا اقدر به السعادة التي تعتريني وانا أتأهب لإحياء المحفل وحينما يسدل شهر رمضان المبارك الستائر على أيامه للمغادرة يتملكني الحزن وأنا اتأمل مكان كل واحدة من الاخوات واشعر بوحشة كبيرة.
 ثم ابدا بابتياع كل ما هو جديد وجميل من الاواني والافرشة على مدار العام اترقب العام القادم لاستخدمهن في المحفل القرآني المبارك ليظهر المجلس بأبهى صورة تليق بمحتواه وقدسية الشهر، اسأل الله ان يتقبل مني هذا العمل ورمضان كريم وكل عام وانتم بخير وعافية.

موقع كربلاء الاخبارب

تحرير/ زهراء جبار الكناني