الأخبار والنشاطات

عگد اليهودي تراث يحاكي معالم المدينة القديمة

عگد اليهودي تراث يحاكي معالم المدينة القديمة
تم النشر في 2022/05/19 11:12 864 مشاهدة

زهير الزيادي 
ينتابك الفضول عندما تدخل الى المدينة القديمة في كربلاء المقدسة فبالرغم من التطور العمراني الكبير والتوسعة التي شهدتها تجد اماكن مختلفة وبناء قديم لحقبة سابقة من الزمن بالاضافة الى التسميات الكثيرة التي تطلق على المناطق مثل (باب الخان وباب الطاق وشارع السدرة) وغيرها من التسميات التي رسمت خريطة المحافظة في تللك الحقبة  كانت ولازالت حاضرة في اذهان العديد من الكربلائيين ومتداولة حتى الساعة.
 موقع كربلاء الاخباري كانت له جولة قصيرة في هذه المنطقة المجاورة لسوق العلاوي حيث تساءلنا عن اصل تسميتها بعكد اليهود ولكن دون جدوى لان اغلب العاملين في هذه المنطقة هم ليسوا من الساكنين الاصليين لها حتى جلسنا في مقهى صغير وحدثنا صاحب المقهى ابو احمد الذي كان مفتاحا لموضوعنا بعد ان ارشدنا الى شيخ كبير طاعن في السن  هو الحاج عباس المسعودي والبالغ من العمر 90 عاما فبدأنا التحاور مع ذلك الموسوعة التراثية العظيمة، فقال ان "كربلاء كانت صغيرة فيها عدد من الاسواق و(العكود) أي الممرات الضيقة اما هذا المكان فتسميته خاطئة لان اسمه الاساسي (عكد اليهودي) وليس (عكد اليهود) والحمام يسمى(حمام اليهودي) ايضا نسبة الى اليهودي وهو عراقي اسمه (دانيال) يبيع الاقمشة على الناس وله محل صغير في بداية العكد وهذا العكد لايوجد فيه سوى خان واحد ومجموعة قليلة من البيوت اذكر منها بيت جواد باقر وبيت مال الله وهذا العكد من بدايته اي من الحمام الى نهايته جدار لخان الحاج سلمان اما هذه المحال التي لاصقت الجدار من الخارج غير تابعة للخان واصبحت من ضمن عكد اليهودي وهو يرتبط بسوق العلاوي وعكد العباس الان يسمى شارع العباس (ع) وهناك عكد اخر يذهب الى (السراي) او دار الحكومة في ذلك الوقت وهذا العكد كان قريبا جدا من ساحة الميدان وهناك خانات لبيع وشراء الحنطة مثل خان مهدي حيدر وحتى الشلب كان يباع هناك وكانت كلها عراقية فاجود انواع الحنطة تأتي من الموصل ، اما اليهودي فهو شخص عراقي ديانته يهودية رجل كبير السن يبيع اقمشة البازة وله الكثير من المتبضعين من داخل وخارج كربلاء المقدسة فكنا نسمي الذين يأتون له من خارج كربلاء بالعرب او البراوية وكانت معاملته للناس جيدة وامين وساكنا وحده ليس لديه عائلة ومن ثم تم تسفيره خارج البلد ، وذكر الحاج عباس متحسرا ان تلك الايام لا تشابه هذه الايام فهناك فطرة كبيرة عند الجميع والكل متحابين بينهم ليس هناك تمييز بين شخص واخر اسود او ابيض او من اي قومية او مذهب بالاضافة الى القناعة فالكل مقتنع بالرزق الذي يحصل عليه ولا يوجد اي جشع مثل ما هو موجود حاليا فالشخص كان يعيش يومه وانا لم انقطع عن هذه المنطقة ابدا لان فيها ذكريات جميله عشتها في هذا العكد لذلك يساعدني في الوصول اليها احفادي بين فترة واخرى وشكر الاعلام لاهتمامه بهذه الاماكن التاريخية القديمة مبديا استعداده للمساعدة في كشف التفاصيل عن تلك المناطق التاريخية . 
من جانبه، قال علي الاسدي من الساكنين في هذه المنطقة انني كنت صغيرا في السن في حقبة الستينات وكنت اتجول مع ابي في هذه المناطق وكانت كربلاء المقدسة تحيطها البساتين من كل جانب وهناك مناطق كثيرة بجانب الحرمين او قريبة جدا منها وكان اهالي المناطق معروفين من منطقة باب السلالمة او منطقة باب الخان او مناطق اخرى كثيرة اما هذا العكد فالتسمية قديمة جدا وانطلقت عليه نسبة الى اليهودي الذي كان محله في بداية العكد هو والحمام ولا وجود اي محل اخر هنا في المنطقة وبما ان رأس العكد يرتبط بشارع العباس او عكد العباس كما كان يسمى سابقا لذلك كسب الشهرة لانه يقع على الشارع الرئيسي لحركة الزائرين وفي فترة التسعينات اندثرت العديد من هذه المناطق ولكن تسمياتها بقت حاضرة في الاذهان ومنها تطور الى مناطق تجارية بعد ارتقاء السياحة الدينية مثل شارع العلاوي وشارع الامام علي (ع) اما الخانات التي عرفت بذلك الوقت فبقى القليل منها محافظا على بنائه التأريخي والذي يرسم اطواق وقبب قديمة للفن المعماري القديم وهي قليلة جدا لا تظهر معالمها شامخة كما هو الحال قديما وعليه فان هناك اناس كبار في السن لديهم معلومات كبيرة جدا ووافرة حول هذه المناطق الاثرية .

موقع كربلاء الاخباري