الأخبار والنشاطات

العيد فرحة بغفران الذنوب ودعاء لتحقيق الاماني

العيد فرحة بغفران الذنوب ودعاء لتحقيق الاماني
تم النشر في 2022/04/27 05:50 710 مشاهدة

في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وبالتحديد بعد الانتهاء من أحياء ليلة القدر المباركة يبدأ الصائمون استعدادهم لاستقبال عيد الفطر المبارك وهم فرحين مستبشرين . فتنشط حركة الاسواق وتعج المحال التجارية بالبضائع التى تتناسب مع حجم المناسبة السعيدة وفي ذات الوقت يقوم أصحاب المقاهي والمطاعم بتهيئة محالهم التي كانت مغلقة طوال ثلاثين يوما وجعلها في حلة جديدة استعدادا ليوم العيد . والشيء الجميل انك تستطيع أن تستشعر بقدوم العيد قبل عدة أيام وذلك من خلال ابتسامة الأطفال وفرحتهم بشراء الهدايا والملابس الجديدة كما يمكن شم رائحة العيد من خلال رائحة شواء المعجنات العراقية الشهيرة ( الكليجة) التي تصنع غالبا داخل البيوت . إذا فإن كل الأجواء من حولنا تشير وتؤكد بان العيد قادم وهو على الأبواب حاملا معه بشائر قبول الطاعات وتحقيق الاماني .وهنا يتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول السبب الحقيقي الذي يجعل الناس يهتمون بهذه المناسبة وما هي الخصوصية الدينية لها وهل تغيرت عادات الناس وتقاليدهم في الاحتفاء بيوم العيد . وللاجابة عن هذه التساؤلات قمنا بجولة بين المواطنين لاستطلاع آراءهم والاستماع إلى وجهات نظرهم لاسيما ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك .
* الشيخ محمد فاهم قال : دعني أوضح لكم معنى كلمة العيد فهي تعني في اللغة العربية العود ( الرجوع ) واستخدمت هذه الكلمة قبل الإسلام وقد وردت في سورة المائدة بقوله تعالى ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا وأية منك وارزقنا وانت خير الرازقين ) والمسلمون اليوم يفرحون بقدوم  عيد الفطرلعدة اسباب أهمها انتهاء الواجب المكلفين به من قبل الله تعالى بصورة صحيحة وهو صيام شهر رمضان وكذلك حصولهم على جوائز الرابحين في صيام هذا الشهر الفضيل ومنها غفران الذنوب العظام . ولعيد الفطر خصوصية دينية لدى المسلمين كافة كونه يأتي بعد شهر كامل من الامتناع عن المباحات ففي رمضان يصوم المسلم عن المحللات  فضلا عن المحرمات كما أنهم أي المسلمين قد قاموا بإحياء ليلة القدر المباركة التي أنزل الله فيها القرآن وجعلها خير من ألف شهر ومن هنا برزت أهمية يوم العيد وما يحمله من أعمال مباركة مع ليلته التي يستحب احياؤها حتى الصباح باعتباره اول الاعياد ولقد اعتبر المسلمون يوم العيد فرصة جميلة للتزاور ورفع الشحناء والبغضاء والغل الذي تراكم عدة شهور مضت قبل حلول هذا اليوم العظيم .
* السيد حسين النعيمي يعتقد بأن عيد الفطر يعني جمع الأرباح وهو يوم الحصاد للأجر والثواب الذي يجنيه الصائم من خلال الطاعة في شهر رمضان المبارك ويعتقد أيضا بأنه يوم لايمكن التمييز فيه بين الفرح والحزن لأن المسلم يفرح لإتمام الطاعة في فريضة الصيام وبنفس الوقت يشعر بحزن لوداع شهر رمضان الذي كانت له نكهة مميزة وطعم يختلف عن بقية الشهور . 
أما العلوية أم أحمد فترى أن قدوم العيد فرحة كبيرة لاتوصف لاكنها لاتكتمل بالنسبة لها إلا بعد تحقيق الفرح والسعادة لأبنائها الاربعة الأيتام وقالت انا أسعى  لبذل كل الجهود من أجل إدخال البهجة والسرور إلى قلوب أولادي وتعويضهم حنان الأب الذي فقدوه منذ طفولتهم لذلك أقوم بشراء الملابس الجديدة لهم واعطائهم العيدية في مصباح العيد وارافقهم لزيارة الأقارب لزيارة الأقارب والجيران وكذلك المراقد المقدسة ولااخفي عليكم فإن أمنيتي الوحيدة بهذه المناسبة المباركة هي أن يمكنني الله من رعاية أبنائي وتربيتهم تربية سليمة تجعلهم قادرين على تحمل أعباء الحياة .
*وشاركتنا الحديث أم حيدر وكان لها وجهة نظر مختلفة فهي ترى أن أيام العراقيين متشابهة ولا يستطيعون التمييز بين أيام العيد والأيام العادية وتعتقد بأن الفرحة الحقيقية والعيد الحقيقي هو تحقيق الأمن والأمان للعراقيين وتوفير أفضل الخدمات لهم وكذلك القضاء على البطالة ومشاكلها وهذا لن يحصل من وجهة نظري إلا بتكاتف وتعاون القادة السياسيين ونبذ خلافتهم .
* المواطن حسن عبد زيد  قال : ورد على لسان العلماء الاعلام أن كل يوم لاترتكب فيه المعصية فهو عيد للمسلمين اما فرحة الصائم بعيد الفطر فإنها تأتي بعد رحلة طويلة مع الصوم قوامها ثلاثين يوما قضاها الصائم في ضيافة الرحمن (عز وجل) ففي هذا الشهر يغفر الله الذنوب وفي الحديث الشريف أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفران الله له ماتقدم من ذنبه وما تاخر . وفي الخبر عن أهل البيت (ع) أن الصائم يخرج من شهر رمضان كيوم ولدته أمه .وعن الكيفية التي يستقبل بها العيد قال : نحن نقوم باستقبال العيد باتباع سنن النبي محمد (ص) وكذلك العادات والتقاليد الاجتماعية المتبعة في هذه المناسبة فنبدا باستخراج زكاة الفطرة والغسل وأداء صلاة العيد وإعطاء العيدية للأطفال بعدها نرتدي الملابس الجديدة وزيارة الأقارب والجيران  للتهنئة بالعيد كما نقوم بزيارة الأماكن المقدسة إضافة الى زيارة أهل القبور وهنا لابد أن أشير إلى أن العادات والتقاليد الاجتماعية المتبعة في استقبال العيد على الرغم من أنها ثابتة إجمالا إلا أنها تختلف من حيث الآليات فعلى سبيل المثال هيئة الفرح والسرور هي ثابتة لكن  كيفية التعبير عنها تختلف حسب متغيرات الحياة الاجتماعية مثل طريقة التهنئة تعددت وسائلها وأصبح الموبايل والانترنيت بديلا عن التزاور كما أن طريقة تقديم الهدايا ونوعها قد اختلفت هي الاخرى كما أن بعض الناس يسافرون إلى خارج العراق لقضاء أيام العيد أما للترفيه أو لزيارة الأماكن المقدسة أو لقضاء شهر العسل .
* فيما حدثنا المواطن رزاق عبد الامير وعمره ٧٢ عاما عن أجواء العيد في خمسينات وستينات القرن الماضي وقال :أن الحياة في تلك الفترة بسيطة جدا وكانت ليلة العيد تسمى (أم الحلس) حيث يستعد الناس ليوم العيد بالذهاب لحمام  السوق وإلى ألحلاق الذي يسمى آنذاك ( المزين ) وتقوم والدتي في تلك الليلة بوضع الحناء على أيدينا وتلفها بقطعة قماش وفي الصباح نسلم انا واخوتي على أهلنا ونهنئهم بالعيد ونستلم منهم العيدية وبعد ذلك نتناول طعام الفطور الذي هو عبارة عن الشاي والكليجة وبعض البيض ان وجد ثم نلبس الدشاديش الجديدة المقلمة ونخرج للسلام على الجيران ونأخذ منهم العيدية قبل أن نتوجه  إلى المراجيح القريبة من دارنا حيث يوجد دولاب الهوى والعربة التي يجرها الحصان حاملة الأطفال لتجوب بهم شوارع المدينة وهم فرحين يهزجون أهاليهم الشعبية الجميلة . وأتذكر كانت هناك دبكة شعبية (الجوبي) تقام قرب مكان المراجيح يشارك فيها الرجال من مختلف المناطق وهكذا تنتهي أيام العيد بالنسبة إلينا  ك اطفال بدون مشاكل وسط تمنياتنا بأن يأتي العيد القادم مسرعا لكي تعود الأفراح وتعود المراجيح والعيدية .
* الموطن لؤي صالح لم يتحدث عن المراجيح لكنه لفت الانتباه إلى بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض الشباب وخصوصا المراهقين في أيام العيد وهي قيادة الدراجات النارية والتجول بها بسرعة جنونية في الشوارع والازقة مما يؤدي إلى إرباك حركة المرور وازعاج المواطنين فضلا عن تسببهم في حدوث الحوادث المرورية المروعة وتعكير صفو المناسبة السعيدة .كما انتقد استخدام الأطفال للألعاب النارية والتي تؤدي إلى حوادث مؤسفة ومشاكل كبيرة وتمنى أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات رادعة بحق الذين يستوردون مثل هذه البضائع .واختتم حديثه بالدعاء الى الله بأن يحفظ العراق والعراقيين وان يعيد عليهم المناسبة المباركة بالخير والبركة.

موقع كربلاء الاخباري

تحرير/ محمد عبد زيد