الأخبار والنشاطات

مدفع الإفطار.. فلكلور وذاكرة شعبية تتجدد في شهر رمضان المبارك

مدفع الإفطار.. فلكلور وذاكرة شعبية تتجدد في شهر رمضان المبارك
تم النشر في 2022/04/12 11:04 651 مشاهدة
زهراء جبار الكناني يعد مدفع الإفطار من المظاهر الرمضانية ورمز فلكلوري في الشهر المبارك وعلى الرغم من تجسيده بصورة ثلاثي الأبعاد على شاشات التلفاز إلا إنه يترك طابع خاص لنكهة رمضان لدى المتلقي وهو ينتظر موعد الإفطار وخصوصا الأطفال. فكرة المدفع تتناقل روايات مختلفة عن قصة تاريخ مدفع الإفطار حتى إن أغلب مدن الدول الإسلامية جسدت منه منحوتات تجميلة في الأماكن العامة ومن ضمنها مدينة كربلاء المقدسة إذ جسدته بمجسم من شجر خاص للزينة في أحد شوارعها الرئيسية. وعن فكرة المدفع حدثنا الباحث الاجتماعي حسنين ناصر قائلا: أن مدفع افطار رمضان هو جزء أصيل ينثر البهجة لدى الصغار قبل الكبار وهم يترقبون صوت إطلاقه على الرغم من أنه مجرد مدفع الكتروني تجسده بعض المحطات الفضائية, وأخرى تنقل صورة حية عنه وهو يدوي بطلقاته معلنا انتهاء ساعات الصيام. وأضاف: وتعود هذه الفكرة بحسب ما تتناقله الروايات إلى السلطان خشقدم الذي كان يحكم مصر آنذاك, فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت الغروب، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكره, وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك. وتابع: وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وصادف بأن الوقت كان مع أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدا جديدا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية, ثم انتشرت الفكرة بعد ذلك في مختلف بقاع الأرض في أواخر القرن التاسع عشر، ما بين دمشق وبغداد والقدس حتى انتقلت لأقطار الخليج العربي ودول شرق آسيا, كما هناك روايات مختلفة عن أصل فكرة مدفع الافطار لا يسعنا ذكرهن. مسك الختام تغير الاعلان عن موعد الافطار عبر مرور السنوات بعدما صنعت مكبرات الصوت وتزايد عدد المساجد لتعلوا أصوات المآذن جميعا في وقت الافطار والسحر لتصل إلى أطراف المدينة كما أصبح للتكنلوجيا اكتساح أكبر يتصدر القائمة مثل برنامج حقيبة المؤمن التي يمكن أي شخص أن يفعل نشاط هذا البرنامج على هاتفه الخاص للاطلاع على أوقات الأذان وغيره. وبرغم الحداثة التي نواكبها بقيت طقوس مدفع الإفطار تحتفظ بصورته الفلكلورية الجميلة والمحببة التي لم تنضب ليومنا هذا لرسوخها في الأذهان في وقت أفضل الشهور، ما بين الإفطار والإمساك فاصبح له شعبية في جميع بقاع الأرض تنبهنا بأهمية هذا التراث العريق وضرورة التمسك به عبر الأزمنة والعصور.