الأخبار والنشاطات

بغدادُ الحب والجمال حاضرة في كربلاء بـ "نصب الحرية" الشامخ

بغدادُ الحب والجمال حاضرة في كربلاء بـ
تم النشر في 2020/01/14 11:49 2K مشاهدة
قريباً سيكون لرمز ساحة التحرير في العاصمة بغداد (نصب الحريّة) حاضراً في ساحات التظاهر بمدينة كربلاء المقدّسة، في خطوة شجّع عليها متظاهرو المدينة المطالبون بحقوقهم المشروعة، وجرى تنفيذها عبر الكوادر الفنية التابعة للعتبة العباسية المطهّرة. أما قصّة الفكرة "التي أصبحت واقعاً" كما يقول (حيدر شعيب)، مصمّم العمل والمشرف على تنفيذه، فقد شحذت في الذهن قبل شهر ونصف، في السعي لفعل شيء يعزّز ويزيد من زخم التواجد في ساحة التربية (المخصصة للتظاهرات السلمية). ويبيّن شعيب، "خلال تواجدنا يومياً في ساحة التظاهر، فكرنا بخلق عمل مميز، وكانت فكرة صديقي (وجدي فرحان) صنع أو وضع (نصب الحريّة) في الساحة، وهو ما تفاعلت معه وحييته على الفكرة". ويمضي شعيب في حديثه، "استشرت صديقي المصور الفنان محمد الصواف في كيفية الحصول على أفضل صورة بدقة عالية جداً لنصب التحرير، لانني عندما فكرت بالذهاب الى هناك وتصويره كنت حتماً سأقع في مشكلة وجود الخيام والعوائق الكثيرة التي ستظهر في الصورة بالاضافة لصعوبة الوصول الى مكان مرتفع مقابل النصب تماماً لتصويره وسط زخم التظاهرات". ويضيف، "كان الانترنت في وقتها مقطوعاً عن العراق كله، والرجل (الصواف) سعى لذلك وزودني بصورة رائعة عن طريق احد الاخوة المصورين بدقة مذهلة لكن الصورة كانت لساحة التحرير باكملها وحين اقتطعت النصب منها بدت دقته لاتسمح بطبعه بقياس كبير، فعدتُ للبحث من جديد واستعنت بصديق اخر زودني بصورة للنصب فقط لكن تظهر فيها الكثير من (أسلاك الكهرباء)، لكن كان لابدّ من الاستفادة منها فقمت بمعالجتها لساعات طويلة وإزالة كل مامن شأنه التأثير على جمال النصب في الصورة". وبعد إنجاز العمل الأول (والحديث لشعيب)، "تمّ التنسيق مع العتبة العباسية المقدسة لطباعة وتجسيد الفكرة، وفعلاً وافقت ودعمت إدارة العتبة المقدسة ذلك، وبعد أسبوعين من بداية البحث عن الصورة، وصل فريق العمل لساحة التربية للمباشرة بالتنفيذ، إلا أنه قد تمّ الاعتراض عليها من قبل الجهات الحكومية، وجرى أخذ الموافقات الكاملة منهم لنصب العمل". ولم تكن الظروف فعلاً قد تهيأت فعلاً بعد أخذ الموافقات، كما يبين شعيب، "فقد وقعنا هذه المرة في مشكلة مكان التنفيذ الذي كان في البداية مقرراً ان يكون في مقدمة الجزرة الوسطية من جهة قيادة العمليات، لكن هناك من سبقنا ووضع لوحة هناك، فحاولت بتغيير مكان لوحته قليلاً (متر إلى الأسفل) لنتمكّن من وضع النصب الذي صار قياسه (٣ م x ١٥ م) ولكن باءت محاولاتي لإقناعه بالفشل، أما باقي الجزرات من جهة التربية ومدخل الولاية فكان قياسها أصغر من المطلوب". وتابع بالقول، "كان الرأي هو الجزرة الوسطية من الجهة المقابلة لمدخل المدينة، فباشر الفريق بنصب الأعمدة الأساسية الستة أول يوم، وفيما بعد اعترضت بلدية كربلاء على الكون كوننا لم نبلغ به، فتوقف العمل أكثر من عشرة أيام، لحين أخذ الموافقات الكاملة، وتمّ تثبيت (فلكس الصورة) على الأعمدة". ويبدي شعيب سعادة كبيرة خلال حديثه، لافتاً إلى أن "هذه المرة الاولى ربما يستعار رمز فني وحضاري بحجم نصب التحرير للعملاق الفنان المبدع الراحل جواد سليم ليتم وضعه في محافظة يرقد فيها أبو الاحرار الإمام الحسين (عليه السلام) وتتبنّاه إدارة العتبة العباسية، ويوضع في ساحة يؤمّها مريدو الحرية الذين يجاهدون منذ ١٠٠ يوم ليصنعوا تاريخاً جديداً للعراق الشامخ". من/ علي حسين موقع كربلاء الإخباري