الأخبار والنشاطات

شخصيات كربلاء وبيوتاتها القديمة .. دار السيد نور الياسري الذي خرجت منه وثيقة ثورة العشرين

شخصيات كربلاء وبيوتاتها القديمة .. دار السيد نور الياسري الذي خرجت منه وثيقة ثورة العشرين
تم النشر في 2020/05/28 02:49 5K مشاهدة

احد بيوتات كربلاء القديمة والذي مضى على تشييده  اكثر من 100 عام ولازال عامراً بتراثه وفلكلوره الثر وهو دار الزعيم السيد نور السيد عزيز الياسري التي خرجت منه وثيقة الثورة العراقية الكبرى ((ثورة العشرين )) في 15 شعبان 1338 هـ لا زال الدار موجوداً ومشيداً ويقصده القاصي والداني متبركين به تارة لمواقف صاحب الدار الخالدة وزيارته والتقاط الصور عنده تارة اخرى 
أما صاحب الدار فهو السيد نور الياسري آل السيّد نور من فروع شجرة علوية زيدية النسب ياسرية الحسب، يرتقي تسلسل حلقاتها إلى السيّد الحسين ذو الدمعة بن زيد بن الإمام علي زين العابدين عليه السّلام .
والتسمية نسبة إلى جدهم السيّد نور بن السيّد عزيز بن السيّد محمد بن السيّد عزيز الاول بن السيّد علي بن السيّد ياسر الصغير .جد السادة آل ياسر والتي توزعت مساكنهم بين المشخاب وكربلاء ومناطق الفرات .
والسيّد نور من كبار الشخصيات العراقية التي برزت في بداية القرن الماضي، وزعيم السادة آل ياسر. ولد في ارياف قرى مدينة الديوانية سنة 1834م في بيت السادة الياسريين الذين توارثوا المكانة المقدسة في عيون أهل القرى. وقد ظهرت أمارات الرهافة والمواقف الصادقة على وجهه منذ اكتمال شبابه، فصار موضع تقدير لدى شيوخ الفرات، وكان كثير التهجد والعبادة ومارس التجوال في مرابع العشائر الفراتية يقرأ لهم ادعية الائمة وينفخ في قلوب المهظومة  قلوبهم، ولم يتقبل هدية على قراءاته، فهو غني المال والحسب والنسب متوارث ذلك من اجداده، وزّع بعض أملاكه على المساكين والمحتاجين من فقراء الريف. وكان شغوفاً بالذرية ويتشوق لكثرتها في بيوته فتزوج من ثلاثين امرأة بعضهن من السادة وبعضهن من العوام، فولدن له خمسة وعشرين ولداً، وكل ولد صار شجرة له ذراري، وكلهم يفتخرون بانتمائهم إلى الذرية الشريفة، وكلهم سيّد محترم في مكانه .
وتروي وثائقه أنه ( أضحى بيته اشبه بمقام يأتيه الناس افواجاً لينفّسوا عن جراحاتهم )، ويوم سمع بنبأ الجهاد الذي اعلنه السيّد محمد سعيد الحبّوبي عام 1914 هرع مرتدياً زي السادة وبيده سيف الجهاد، فشجّع الاف الفلاحين على قتال الانكليز ونثر ليرات الذهب مساعدة للثوار.

وفي ثورة العشرين كان المجاهد الاول مع رفيقه السيّد علوان الياسري والشيخ عبدالواحد حاج سكر والشيخ خوّام عبدالعباس وشعلان أبو الجون وغثيث الحرجان والسيّد أبو طبيخ وغيرهم، إلا أن السيّد نور الياسري كان اكثر المؤثرين بين طبقات الفلاحين والفقراء، إذ انفق المال الكثير على بناء الجوامع والمدارس والمؤسسات الخيرية، ولم يبخل ولم يتردد في الدفاع عن المظلومين والمعذبين في الارياف.

كان أحد اعضاء الوفد المفاوض مع الحسين بن علي شريف مكة وقد رافق مجيء الملك فيصل الاول من الحجاز إلى العراق ليكون ملك العراق وكانت تكاليف سفر الوفود عشرة آلاف ليرة ذهبية دفعها السيّد نور الياسري،

 يعد من الشخصيات الفريدة التي عارضت المناصب التي أُعطيت له فضلاً عن معارضته الغرور الاجتماعي . ...

 

تصوير / ذياب الخزاعي