الأخبار والنشاطات

( محلة العباسية ) محط شروق الشمس وغروبها .. وتعدد المقاهي والأسواق فيها أهم مميزاتها

( محلة العباسية ) محط شروق الشمس وغروبها .. وتعدد المقاهي والأسواق فيها أهم مميزاتها
تم النشر في 2020/05/12 04:29 7K مشاهدة

 

فراس الأسدي

تعد محلة العباسية من أكبر المحال والمناطق والأطراف مساحة قياساً ببقية المناطق الأخرى في مدينة كربلاء المقدسة حيث طيبة أهلها وساكنيها وكثرة مثقفيها من أهم العوامل التي خلدت هذه المنطقة وتعتبر العباسية من المناطق المهمة في المحافظة والتي أنشات عام 1800م تقريباً.

في بادئ الأمر كانت تسمى العباسية بـــ (الجديدة) وبعد مدة من الزمن انقسمت إلى قسمين  وسبب إنقسامها يعود إلى الجيش العثماني ابان دخوله مدينة كربلاء فمر بمنطقة العباسية وشقها إلى نصفين من أجل السيطرة على المقاومين أنذاك فاصبحت العباسية شرقية وغربية أما عن سبب تسميتهما بالشرقية والغربية فأن شروق الشمس وغربها هو من حدد تسميتهما فمن جهة الشرقية تشرق الشمس فسميت بها ومن جهة الغربية تغرب الشمس فسميت بها ايضاً.

إما عن سبب تسمية العباسية بهذا الأسم فيقول الحاج علي يوسف النجار يعود تسميتها نسبة إلى مرقد قمر العشيرة العباس بن علي (عليه السلام) الذي سمي شارع العباس وهو جزء من محلة العباسية نسبة له ولها ايضاً واضاف النجار إن المحلة تقع إلى الجهة الجنوبية من مرقد سيد الشهداء الأمام الحسين (عليه السلام) بمسافة 400 متر تقريباً.

الحاج مهدي هادي (شاصي) مواليد 1943م : يقول المحلة تحتوي على ستة شوارع رئيسية أولها شارع مدرسة الحسين أو شارع البريد ويمتد من العباسية الشرقية إلى المخيم وشارع حمام النمرة وجاءت تسميته نسبة إلى حمام النمرة الموجود فيه اما الشارع الثالث الذي يمتد من الشرقية أيضا ويصل إلى منطقة (صدر الشاخة) في المخيم وشارع جامع الترك الذي يمر في منطقة الحداديين ويصل الى منطقة (صدر الشاخة )أيضاً أما الشارع الآخر فيسمى (عكد أبو دباغ) وجاءت تسميته نسبة إلى سكن الدباغين فيه والشارع الأخير هو شارع المصرف العقاري والذي يصل إلى المركزية الطبية .

ويضيف (شاصي) هناك (عكود) وشوارع فرعية بالإضافة إلى الشوارع الرئيسية وهي عكد (الدبو) و الدخانية في العباسية الشرقية ..

أما عن أهم المدارس القديمة في المحلة فيقول الحاج عباس جرجوك أن المدارس هي المدرسة الفصلية ويقع مكانها في مدرسة المنار ثم تم تغيير اسمها الى مدرسة العزة والمدرسة النظامية أما عن المدارس الدينية فيضيف جرجوك هن المدرسة اليزدية  ومكانها جامع ابوذرحالياً حيث أعاد غعمارها الحاج حسن القصاب 

إن من أهم الشواهد والظواهر والمعالم المهمة التي حصلت في المحلة هو وجود المدرسة الإيرانية للبنات بالاضافة إلى القنصلية الأيرانية والحسينية الأصفهانية التي أسسها الأصفهانيون أنذاك أما المعلم الآخر فهو جامع الترك وسبب تسميته جاءت نسبة إلى وجود الأتراك فيه والذين كانوا يتلقون الدروس الحوزوية على يد السيد الشهيد حسن الشيرازي أما الظاهرة الأخرى فهو وجود المستوصف الباكستاني في سوق النجاريين والذي كان يوزع الادوية مجاناً على المواطنين .

كفيل عزاء طرف العباسية الحاج المرحوم كريم العبيس مواليد 1957م : يقول إن من أهم البيوتات الكربلائية في محلة العباسية هي بيت الوزني وبيت الوكيل وبيت الكشميري وبيت الكليدار وبيت البلوشي وبيت الطريحي إما عن أهم العشائر التي سكنت محلة العباسية يضيف (العبيس) إن العشائر كثر وهم عشيرة الوزون وعشيرة النصاروة وخفاجة والبو كلب والحميري وال مسافر وبني حسن منوهاً إن من الشخصيات التي ولدت في المنطقة وترعرعت فيها هم كل من كاظم وميري العبيّس وسعد عمر وفاضل عمر وعلي حسين حمادي ودندح حمادي والحاج أموري الأنباري وسيد هاشم الحداد وفاضل قيصر وعبس جصاص وغيرهم الكثير..

المحلة حالها حال الكثير من المناطق في كربلاء المقدسة تحتوي على الخانات ومن أهم هذه الخانات هي (خان العجزة) والذي يقع في العباسية الشرقية خلف دائرة الأوقاف وخان ميران والذي يقع في عكد اليزيدية وخان مسافر والذي يقع في العباسية الغربية وخان البغدادي وخان الكراد وخان شفاثة ..

إن من أهم المقاهي التي تشهدها منطقة العباسية حصرها الحاج مهدي شاصي قائلاً :مقهى الطرف ويقع مقابل عكد (كده علي)ومقهى الحاج جواد النجفي ومقهى السيد علي الهندي ومقهى الحاج عطيوي والمقهى كان يجتمع فيه (العمالة) ويقع مقابل فلكة البلوش ومقهى 14 تموز والذي يقع مقابل شارع الأمام علي (عليه السلام) ومقهى سيد مجيد الكهوجي ويعتبر من المقاهي المهمة في المنطقة ويجتمع فيه صنف (السواق) ومقهى الحاج هادي أبو كلب في العباسية الشرقية ومقهى شاكر عربنجي ومقهى حجي علي الذي كان يجمع المعلمين والمثقفين أنذاك وأخيراً مقهى أبو عامر

واضاف الحاج عباس جرجوك أن من ابرز المقاهي مقهى قاسم بهية وهي قرب جامع الشيخ علي المقدسي أما عن ابرز الأشقياء في محلة العباسية فهم كل من المرحوم حسين الموسوي الملقب بالأعور..

في منطقة العباسية هناك الكثير من العطاريين التي بقيت محلاتهم بهم خالدة ومنهم سيد جعفر العطار وأبو الفضل العطار وحجي أكبر الأعمى وسيد باقر العطار وتقي العطار وحجي ابو فليس العطار ..

يقول المرحوم الحاج كريم العبيس إن لمنطقة العباسية ورجالها دور كبير في الوقوف أمام الدولة المستبدة والطاغية أبان الأنتفاضة الشعبانية فقد قارعوا الأجهزة الامنية ورجال البعث المقبور ومن أهم هؤلاء الذين وقفوا  أنذاك كل من أولاد ميري العبيّس محمود ومهدي وأولاد سيد هادي الخباز وأخوة باسم عوفي وأولاد الحاج جاسم عبد محمد (محمد وعلي وحسين  وحسن)وأولاد جابر سعودي وأولاد حجي حسين الحداد وحسين قلونيا وصاحب رجب وقلي أبو الكوك والذي يعد من أبطال الانتفاضة الشعبانية  

أما عن ابرز الحمامات الواقعة في الطرف هي كل من حمام المشروطة للنساء والرجال.

تمتاز العباسية (الشرقية والغربية بعزاءها الحسيني الثوري الذي تغلب عليه صفة الردات الثورية السياسية والتي تنفرد عن العزاءات الأخرى بعدد الجوقات وسمة المستهلات التي يكتبها الشعراء الذين تعاقبوا على كتابة هذه المستهلات منذ تأسيس هذا العزاء إذ ينتظر الجمهور الحسيني ردات عزاء العباسية بلهفة وشوق لما ينفرد به العزاء من مستهلات سياسية واجتماعية وأنه صوت الحق والمظلوميين