الأخبار والنشاطات

في العراق.. العطاء والتراحم الإنساني سلاحٌ ناجح ضد (كورونا)

في العراق.. العطاء والتراحم الإنساني سلاحٌ ناجح ضد (كورونا)
تم النشر في 2020/03/23 07:07 2K مشاهدة

كربلاء الإخباري/ رواد علي

التراحمُ الإنسانيّ الذي ظهر في أروع صوره بين العراقيين وسط إنتشار فيروس (كورونا) القاتل، أصبح على مدى أيام حديثاً متداولاً بين الناس والمدونين ووسائل الإعلام، ففي الوقت الذي تشتد فيها الأزمات ويضطر كثير من الناس لترك عملهم خصوصاً العوائل المتعففة والفقيرة ووسط حظر إجباري للتجوال، فلم تغب مثل هذه الصور الإنسانية في تقديم المساعدة للآخرين ولو بالنزر القليل.

وفيما أفتتْ المرجعية الدينية العليا بجواز صرف المؤمنين نصف سهم الإمام في علاج المرضى ووقاية الناس من كورونا وتقديم المساعدات لهم، شرعت العتبات المقدّسة والمؤسسات الخيرية وأصحاب الخير، بمدّ يد العون للعوائل المتعفّفة والفقيرة، والتي أصبحت بأمس الحاجة إلى هذه اليد الرحيمة، لمؤازرتها على الخروج من هذه الأزمة بكرامة وإيثار رائع، وشهدت الأيام الماضية، مبادرة العتبتين الحسينية والعباسية المقدّستين، بتوزيع المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية لمزارعها على الفقراء والميسورين في المحافظة، فيما بادر لواء علي الأكبر (عليه السلام)، أحد ألوية الحشد الشعبي، بتشغيل أفرانه الخاصة والبالغ عددها عشرة مخابز لتوزيع مادة الخبز (مجاناً) على المواطنين، وبواقع 50 ألف رغيف يومياً.

وقد دعت المرجعية الدينية العليا، أهل الخير المتمكّنين مالياً، بأن يساهموا بما يتيسّر لهم في هذا المجال، ويمكنهم احتساب ما يدفعونه من الحقوق الشرعية، كما دعت التجار ممن تتوفر لديهم المواد الغذائية ونحوها، بأن يعرضوها للبيع ولا يرفعوا من أسعارها بل ينبغي أن تكون مدعومة، فضلاً عن مجاميع الشباب الغيارى ودعوتهم للتطوّع للتعرف على العوائل المتعففة وإيصال المواد المخصصة لها.

وما أنْ تتصفّحَ مواقع التواصل الإجتماعي والوكالات الإخبارية، حتّى تخرج عليك صور في غاية الإنسانية، عن تقديم الأطعمة والسلات الغذائية والعلاجات للمتعفّفين والفقراء، والتي كانت تصلُ إلى بيوتِهم بكل حبِّ وسعادة.

ولم تتوقفْ مثل هذه المبادرات الإنسانية عند هذا الحدّ، فقد قدّمت مطاعم ومحلات تجارية وجبات طعام للكوادر الصحية وفرق الدفاع المدني التي تواصل الليل بالنهار في عمليات التعقيم والتعفير ضدّ الفيروس القاتل، عرفاناً من أصحابها لهذه الجهود الكبيرة المبذولة في حماية الناس ووقايتهم من المرض.

ويقول المواطن (مسلم جميل ـ 22 عاماً) لـ (موقع كربلاء الإخباري): أن "هذا التراحم بين الناس كفيل بأن ينظر الله تعالى لنا بعين الرحمة، ويبعد عنّا شر هذا المرض".

ويضيف، أن "الكثير من الفرق التطوعية وكوادر العتبتين المقدستين زاروا المدن الفقيرة وقدّموا لسكّانها المساعدات من الأدوية والسلال الغذائية التي تعينهم لتجاوز هذه الأزمة التي يعيشها العراق، وخصوصاً مع اضطرار الكثير لترك عملهم والجلوس في البيت بسبب حظر التجوال المفروض لأغراض الوقاية".

فيما يسوق لنا الحاج (جفّات الحجامي ـ 70 عاماً)، قصّة بني إسرائيل وكيف تآزروا فيما بينهم بأن صنعوا فتحات بين بيت وآخر من أجل إيصال الشراب والطعام للأهالي، والتي بسببها رفع الله عنهم البلاء. ويقول لموقعنا الإلكتروني: "الإنسانيون موجودون في كل زمان ومكان، وتظهر مثل هذه الصور خلال الأزمات والكوارث"، مضيفاً، "نحن كعراقيين ومسلمين يجب علينا التراحم فيما بيننا حتّى نستطيع الخروج من هذه الأزمة".

وكتبَ الشاعر العراقيّ عادل الصويري على صفحته الشخصية في الفيس بوك، معلّقاً على هذه الصور الإنسانية: "العراقُ خبزُ التكافلِ وعافيةُ التسامح".

فيما كتبَ المهندس مسار رياض: "مما يفرح القلب ويثلج الصدر أن ترى في الأزمات هذا النوع من التراحم والتكافل.. أن تعرف أنّ الأرض لا تخلو من النبلاء وأصحاب المواقف الذين تعرفهم الحياة بالفعل لا بالكلمة الباردة.. أن يعرف الفقير ان هناك من يفكر به كما يفكر بنفسه، بقدر ما نفرح لهذا الفعل كذلك لا نستغربه لأنه أحد أهم علامات العراق".

وأعلن محافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف الخطابي، اليوم الاثنين، عن تشكيل خلية للدعم الغذائي والمستلزمات الاساسية لأهالي كربلاء بعد فرض قرار حظر التجوال وستكون ادارة الخلية من غرفة تجارة كربلاء وسيتم من خلالها ايصال المواد الغذائية لكل العوائل.

وأكد الخطابي، خلال مؤتمر صحفي حضره مراسل موقع كربلاء الإخباري، ان (خلية الدعم اللوجستي) "ستعمل لإكمال ما بدأت به خلية الازمة في المحافظة من الجانب الامني وعمل الكوادر الطبية من الجانب الصحي لتتمكن كربلاء من العبور الى بر الامان".

وأوضح الخطابي، ان "توزيع المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية سيصل الى جميع المنازل في احياء واقضية ونواحي المدينة كافة"، مشيراً الى "تهيئة خطة طويلة الامد في حال تمديد الحظر فترة اطول لسد حاجة المواطن الكربلائي ومساندة اهالي المحافظة". انتهى

موقع كربلاء الإخباري