الأخبار والنشاطات

باعتماد نظام معلومات جغرافي جديد.. كربلاء تستعد لإنجاز إحصاء عام للسكان في 2024

باعتماد نظام معلومات جغرافي جديد.. كربلاء تستعد لإنجاز إحصاء عام للسكان في 2024
تم النشر في 2024/09/16 09:28 13K مشاهدة

تستعد مديرية إحصاء كربلاء لإطلاق برنامج " تعداد المحافظة ٢٠٢٤ " والذي يعد التعداد الحقيقي بعد فشل جميع المحاولات السابقة والتي كان اخرها عام ١٩٩٧ ، حيث اعلنت حكومة كربلاء المحلية عن اكمال كافة الاستعدادات الفنية والامنية لإجراء هذا التعداد بدء من التجريبي الذي انطلق في قضاء الحر بشكل تدريجي في اواخر شهر إيار من هذا العام وحتى يوم الاجراء العام والذي سيُنفذ في موعده المحدد في العشرين من شهر تشرين الثاني للعام الجاري.

 في هذا التقرير، نسلط الضوء على أهم خطوات التعداد السكاني في كربلاء المقدسة للعام 2024 وما سيقدمه من رؤى قيمة حول كل من المشاهد الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية للمحافظة . 

عمل منظم
 في ضل كافة التحضيرات لنجاح عملية التعداد السكاني هذا العام كان من المفترض وضع خطوط اساسية يجري على اساسها عمل محكم ومنظم بصورة صحيحة وهذا ما اكد عليه ,وزير التخطيط محمد علي تميم ,الذي صرح في وقت سابق على “سير برنامج العد بكل يسر دون وجود أي عقبات “.
ويضيف ، أن "التعداد العام للسكان والمساكن سيجري في جميع محافظات العراق يومي 20 و 21 تشرين الثاني المقبل، وسيكون هناك حظر للتجوال"، مبيناً تنفيذه " إلكترونيا على ان يكون آخر تعداد يشهده العراق، كون الوزارة ستكون أمام قاعدة بيانات ضخمة تغطي جميع مفاصل الحياة وخصائص السكان، الاجتماعية والاقتصادية". 
ويؤكد وزير التخطيط :" على الجهود الكبير ه التي تبذلها الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة، والمحافظات ودورها في دعم إجراء التعداد العام للسكان".
ويتابع : "أعددنا خطة خاصة لإجراء التعداد السكاني في المناطق الصعبة والنائية، مثمناً دور وجهود وزارة التربية في تهيئة الكوادر التي تقوم بإجراء عمليات الترقيم والحصر والتعداد السكاني". 

التعداد التجريبي 
بداية اجراء التعداد السكاني في كربلاء سيحدثنا عنه بشكل من التفصيل مدير احصاء كربلاء ، عباس طامي المسعودي قائلاً "ان آلية التعداد والتي نفذت من قبل المديرية تم تنفيذها على هيئة صورتين الاولى كانت بشكل تجريبي والثانية هي مرحلة التعداد العام والتي ستتم في العشرين من شهر تشرين الثاني لهذا العام”.
ويضيف ، “ان التعداد التجريبي الذي استمر لمده ١٤ يوماً جاء في إطار التحضير لتنفيذ أعمال التعداد العام للسكان والمساكن 2024 والذي تم اجراءه بتاريخ ٣٠ من شهر إيار للعام الجاري  في مركز وقضاء الحر وغطى عدد من الاحياء ضمنها لعل اهمها (حي اليرموك، وحي المهندسين) و قرية الكاظي". 
ويبين ، “ان هذا الاجراء جاء بغية اختبار استمارة التعداد، وتجريب أدوات العمل التي سوف تستخدمها في التعداد العام؛ مثل العد الذاتي وتعبئة نموذج الاستبانة إلكترونيًّا وكل ما يتعلق بالنموذج التشغيلي الخاص بها”.
ويتابع ، “ تضمن  هذا النوع من التعداد مجموعة من الخطوات كحزم المحال و(البلوكات) التي تعد أصغر تقسيم يعمل عليه الباحث، علاوة على تقسيم المحال على مجموعة من البلوكات التي تضم كل منها بين 100 و120 أسرة ليكون كل باحث مسؤولاً عن تدوين بياناتها وترقيم الشوارع والمباني وحصرها".

الأجهزة اللوحية 
ويوضح المسعودي “ان آلية ظهور نتائج التعداد العام للسكان والمساكن ستظهر خلال ساعات قليلة من عملية التعداد بدقة وموثوقية عاليتين، نتيجة استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة في إجراء التعداد، لافتاً الى “استخدام الأجهزة اللوحية ( تابلت) لجمع البيانات ميدانيًّا، مستغنية عن النماذج الورقيَّة، من أجل الحصول على نتائج دقيقة وآنيَّة”.
ويؤكد “تم توفير (120) ألف جهاز لوحي (تابلت) من مناشىء عالمية رصينة، وبمواصفات عالية، ستتم الاستفادة منها من قبل مؤسسات الدولة بعد انتهاء التعداد". 
ويتابع “ان التجربة الالكترونية باستخدام الأجهزة اللوحية تعد تجربة جديدة في تاريخ المحافظة حيث نفذت اول تجربة في قضاء الحسينية وكذلك تجارب عديدة في بغداد ودهوك كمشاركة فعلية من قبل كوادرنا وتم نجاحها واثبتت جدارة هكذا تجربة في عملية العد".
دعم مديرية تربية كربلاء 
وفيما يخص دعم الوزرات فيبين المسعودي “ان هناك دعم كبير قدم من كل من وزاتي التربية والتعليم العالي للعملية الاحصائية "لافتاً الى "الجهود التي بذلتها الكوادر التعليمية والتدريسية في مديرية تربية كربلاء من خلال خضوع هذه الكوادر لدورات تدريبية مكثفة لتعلم كيفية ملء الاستمارة واستخدام الأجهزة اللوحية وغيرها من التفاصيل المهمة المتعلقة بآلية التعداد العام ".
ويضيف "لايقتصر الامر هنا بل ان المديرية اقدمت على تهيئة القاعات الدراسية لغرض تدريب هذه الكوادر بالشكل الذي يضمن نجاح هذه العملية وسيرها بشكلها الصحيح وفق القوانين الموضوعة لذلك".

 مواجهة التحديات التنموية 
ويجد مدير احصاء كربلاء ، "ان خطوة التعداد السكاني هذا العام تعد خطوه صحيحة باتجاه مواجهة التحديات التنموية التي طرأت على المحافظة بعد العام ٢٠١٠ "لافتاً الى "ان التعداد طيلة السنوات الماضية كان يعتمد على الارقام الاحصائية التقريبية الصادرة عن مؤسسات ومراكز ابحاث غير رسمية الامر الذي اثر على التخصيصات المالية الاتحادية الممنوحة للمحافظة ".
ويضيف ، "ان كربلاء وفق التقديرات السكانية المعتمدة بناءً على الحصر والترقيم لسنة 2010قدر بحدود مليون واربعمئة لكن واقع الحال عبر الرقم تقريباً وقفز الى ثلاث ملاين بسبب الهجرة التي شهدتها المحافظة من خلال توافد الكثير من سكان المحافظات الاخرى بعد العام 2010 “.
ويؤكد “المسعودي على اهمية هذا التعداد كونه يمثل مشروعاً تنموياً مهماً لما سيوفره من قاعدة بيانات شاملة وكاملة عن المشهد في كربلاء لافتاً الى "اهميته في اعاده رسم خارطة الحقوق على مستوى المحافظة واقضيتها ونواحيها “.
ويوضح "ان هذا التعداد سيحسم اشكالية المظلومية في استحصال المستحقات المالية المرتبطة بعدد السكان لمحافظة ما عن غيرها ".

شريحة البدو 
اما بالنسبة لشريحة البدو فيؤكد  المسعودي  ،  على "ان الخطة التي وضعت لإجراء التعداد العام للسكان أخذت في الاعتبار عدد من الشرائح لعل اهمها شريحة البدو الرحل اللذين تم  شمولهم بالتعداد السكاني وفق خطط خاصة".
 ويوضح مدير احصاء كربلاء  ، "ان للصور الفضائية دور في تحديد الوحدات الإدارية والمناطق في عموم المحافظة، وبموجب هذه الصور الفضائية ستحدد أماكن البدو الرحل في المناطق التي يتواجدون ضمنها ".
ويشير  ،الى  "اتباع خطة خاصة لإجراء التعداد لهذه الشريحة على ان يتم تعدادهم بشكل خاص يسبق تنفيذة التعداد العام للسكان "لافتاً الى "اهمية هذا الاجراء في الحصول على نتائج سريعة تتزامن مع حصول نتائج التعداد العام الذي سيتم اجراءه في يوم عشرين من شهر تشرين الثاني ".

ابرز التحديات 
ويؤكد المسعودي  ، على "اهمية مشروع التعداد العام للسكان ومايتطلبه من استعدادات على المدى الطويل قد تصل الى خمسة او اربع سنوات كأقل تقدير "موضحاً "هناك تحديات واجهت المشروع لعل اولها وابرزها تمثل بعامل الوقت لاسيما بان استعدادات الوزارة بشكل عام ومديرية احصاء كربلاء على وجه الخصوص لم تبدآ الا في النصف الثاني من السنة الماضية ٢٠٢٣ وبالتالي فان كل مالدى المديرية  هي فترة تمثلت بعام واحد وعدة اشهر واذا ما قورنت الفترة بحجم المشروع فأنها تعد فترة زمنية قليلة جداً ".
ويوضح ، "ان التحدي المذكور اعلاه ( عامل الوقت ) تم تجاوزه سريعاً وبشكل دقيق من خلال الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل المديرية وكوادرها "لافتاً الى "اهمها زيادة ساعات العمل لكافة الكوادر بواقع دوام فعلي طيلة ايام الاسبوع حتى ايام العطل ".
ويتابع ، "لعل اكتمال المتطلبات الفنية واللوجستية المتمثلة بالتعاقد مع شركة عالمية رصينة متخصصة في تصنيع الأجهزة اللوحية (التابلت)، ساهمت بشكل او بأخر ايضا في تجاوز عامل الوقت حيث تم إنشاء مراكز للبيانات وللاتصالات وكذلك التطبيقات والبرامجيات فضلاً عن توفير الصور الفضائية بدقة عالية وشمول واسع وفق اجراءات رصينة".

اما عن التحدي الاخر فيبين المسعودي  "انه يتمثل بآلية تنفيد التعداد وهو ان العراق وللمرة الاولى يذهب باتجاه اجراء تعداد الكتروني الامر الذي يكون بحاجة ماسه لتوفير بيئة خاصة و ظروف خاصة ".
ويضيف ، "لعل نصف الطريق قطع في  توفير اجهزة لوحية من مناشئ رصينة وهذا ما تم تحقيقه بالتعاقد كما ذكرنا مع شركة عالمية لتوفير عدد من الاجهزة اللوحية ".
ويؤكد على "ان الشق الاصعب من تجاوز هذا التحدي تمثل بتدريب الكوادر على استخدام هذه الاجهزة وكيفية اتقان ملء الاستمارة الكترونيا فضلاً عن استخدام المعلومات الجغرافية للوصول الى المناطق والمساكن بكل يسر".
موقع كربلاء الاخباري
 تقرير / مها الشمري