الأخبار والنشاطات

طب الحشود ودورها في حماية و تعزيز صحة تجمعات الزائرين خلال زيارة العاشر

طب الحشود ودورها في حماية و تعزيز صحة تجمعات الزائرين خلال زيارة العاشر
تم النشر في 2024/07/16 11:12 2K مشاهدة

لاريب ان مشهد زيارة عاشوراء من كل عام أمرً مبهر يلقي بعظيم الأثر في نفوس محبي الامام الحسين ( ع) من كافة بقاع العالم ممن شهد الحدث عن قرب وممن يتابعه عن بعد عبر شاشات التلفزيون ، وبداية القول أنه ثمة أهمية روحية لهذا الحدث ، ولكن ما يسترعي الانتباه بشدة ايضاً هي تلك الجهود المميزة التي تبذلها حكومة كربلاء المحلية لضمان سلامة ملايين الزائرين الوافدين من شتى إنحاء العالم .

يترتب على هذا الحدث الضخم تحديات شديدة تعمل مجتمعة على أنجاح الزيارة من عدمها لعل اهمها ادارة الحشود التي تتطلب تقنية خاصة تحت اشراف كادر متخصص ينطوي تحت مسمى "طب الحشود " ذلك الفرع الطبي المتخصص في الإعداد للتجمعات الحاشدة وإدارتها والذي سلط (موقع كربلاء الاخباري )عدسته نحوه لمعرفة اهميته وماهي الاجراءات المعمولة بها ضمنه وطبيعية الاهداف الجوهرية التي يقدمها خدمة للزائرين والتجمعات البشرية عند كل مناسبة مليونيه.
 
وفي ضوء ما سبق دأبت دائرة صحة كربلاء بالتعاون من الحكومة المحلية على العمل المتواصل لضمان توفير جميع القدرات اللازمة لإنجاح كافة الزيارات المليونية وعلى رأسها زيارة العاشر من محرم هذا العام الامر الذي دفعها لتفعيل فرع طب الحشود والذي يعرفه لنا ,مدير قسم العمليات والخدمات الطبية الطارئة في صحة كربلاء ، الدكتور جودت عبد الكاظم ، على “انه فرع من فروع الطب يتولى استكشاف الاثار والمخاطر الصحية للحشود او التجمعات الجماهيرية كوسيلة قياس لتقيمها بشكل فعلي وتقديم التوصيات التي تعنى بتعزيز السلامة الصحية والوقاية ضد مخاطر”.
ويضيف ، “ان التجمعات البشرية الضخمة الناجمة عن كثرة توافد الزائرين وزيادة اعدادهم بشكل ملحوظ سنوياً دفع لتنظيم وتفعيل هذا الفرع والذي نظم على شكل مؤسسة تعني بإدارة وتنظيم الخدمات الطبية والصحية المقدمة بما يتناسب مع هذه الاعداد الهائلة”.
وعن انطلاق العمل به ، يؤكد عبد الكاظم “انها خطة تم وضعها قبل عدة سنوات وبسبب قلة التنسيق والدعم تأخر دخولها للخدمة لافتاً الى تنفيذها بشكل فعلي قبل عام تقريباً وعلى امل توسيع العمل ضمنها في حال توفير المزيد من الدعم والجهد”.

 
مراكز طب الحشود
 اما عن نتيجة العمل به فيوضح مدير قسم العمليات والخدمات الطبية الطارئة “تم انشاء شعبة لطب الحشود في دائرة صحة كربلاء تناظرها وحدة في قسم العمليات والخدمات الطبية الطارئة “.
ويضيف “هناك  ما يقارب ستة مراكز طب حشود توزعت ثلاثة منها داخل مركز المدينة القديمة وثلاثة على محور بغداد مدمجة ضمن بنايات المراكز الصحية “لافتاً الى  “وجود خطط مستقبلية لزيادة اعدادها بحسب الحاجة لها لتشغل حيز اكبر خلال فترة الزيارات المليونية الحاشدة “.
ويتابع " تشمل المراكز المذكورة اعلاه مفارز طبية منبثقة منها تنتشر على طول طريق الزائرين ضمن الرقعة الجغرافية للمركز “، مؤكداً على “ان الكوادر الصحية التابعة لها تدربت على الطرق العلاجية والبرامج الاحصائية بغية الارتقاء بأفضل الخدمات المقدمة الى زائري دائرة صحة كربلاء ومحافظة كربلاء المقدسة “.
الاهداف الجوهرية 
من جانبه يؤكد ,مسؤول شعبة السيطرة الامراض الانتقالية في دائرة صحة كربلاء ,الدكتور انور حميد الخفاجي ,على “ان انطلاق فرع طب الحشود جاء على خلفية سعي دائرة صحة كربلاء متعاونة مع الحكومة المحلية في ادارة الاحتياجات الصحية للأعداد الهائلة التي تتوافد لمدينة كربلاء ضمن منطقة محددة ووقت محدد 
ويضيف ، “ان الفكرة الاساسية  من تطبيق هذا الفرع والعمل به ضمن المحافظة انطلقت على اساس اهداف جوهرية تعني بكيفية ادارة الاحتياجات الصحية الطارئة الحاصلة ضمن مناطق محددة وضرورة التعامل معها وحلها بصورة آنية “.
ويؤكد مسؤول شعبة السيطرة  على الامراض الانتقالية في دائرة صحة كربلاء على “ان الهدف الاساسي المقترن بالأهداف الجوهرية الاخرى هو ضرورة عمل كل ما يلزم بسلامة زائري كربلاء و امكانية استمرارية الحفاظ على الطقوس الروحية العظيمة آمنة للجميع طيلة فترة الزيارة “.

دراسات وحلول
 اما عن الدراسات والحلول التي وضعت لتفعيل هكذا نوع من الفروع الطبية فيوضح الخفاجي “استعدادات دائرة صحة كربلاء في هذا الجانب من خلال توفير فرق استجابة سريعة جهزت بحقيبة اسعاف اولي تحمل على الظهر فضلاً عن توفير حمالات فرقة من شخصين منتشرة داخل المدينة والمناطق التي يصعب وصول سيارات الاسعاف لها ضمن التجمعات الكثيفة في الازقة والفروع الضيقة”.
وعن آلية العمل ضمنها فيؤكد مسؤول الامراض الانتقالية “ان الكوادر الصحية التابعة لها تستجيب الى الحالات الحرجة التي تستوجب المعالجة قبل حدوثها اي ما قبل اي حالة طارئة تحدث ذلك الوقت وتقدم الاسعافات الاولية لها ومن ثم نقلها الى اقرب مفرزة طبية لإكمال المعالجة”.
 ويشير الخفاجي الى “وجود حلول اخرى للسيطرة على الحالات الحرجة ضمن سياق العمل بهذا الفرع “مبينناً “اهمها وضع طرق بديله للحالات الطارئة لغرض وصول سيارة الاسعاف في اسرع وقت ممكن فضلاً عن تنظيم عملها بمعزل عن الشوارع الضيقة او قرب المواكب أي عدم نصب وحداتها بالقرب من  المواكب واختيار الطرق الخالية للسيطرة بشكل كلي على الحالات الطبية الحرجة”.

وختاماً ، يأتي نجاح كل زيارة مليونية انعكاساً لجهود مبذولة من قبل الحكومة المحلية متعاونة مع كافة الدوائر الخدمية كلاً حسب العمل الموكل اليه ضمن سنوات من الخبرة في الاستعداد للتجمعات الحاشدة وإدارتها، بالشكل الصحيح وهو ما يجعل الخدمات أكثر شمولًا، ويتيح مستوى أفضل من التأهب لمواجهة التحديات المستقبلية عند كل مناسبة .

موقع كربلاء الاخباري 
تقرير / مها الشمري