يتميز قضاء الحسينية في كربلاء المقدسة بحضارته القديمة التي جعلته محط اعجاب الجميع، حيث يضم بين طياته الكثير من الشواهد الاثرية القائمة كالتلال والسدود والقصور والطرق والمدن التاريخية التي تثبت مشاركة الإنسان الكربلائي القديم في بناء الحضارات منذ ما يزيد عن أربعة آلاف سنة.
التلال الاثرية واحده من اهم الشواهد التي ذكرت اعلاه والتي انحصر تاريخ انشاءها في العصر الإسلامي ما بين القرنين العاشر والثامن الميلادي وهي مازالت ضاربة بجذورها حتى الآن.
(موقع كربلاء الاخباري ) ارتأى بان يكشف للجميع ما يضمه قضاء الحسينية من معالم اثرية مهمة من خلال تسليط الضوء على اهمية التلال الاثرية ضمنه ومعرفة ادق التفاصيل عنها واهم التغيرات التي طرأت عليها على مدار السنوات
(٥٧) تل اثري
ويحدثنا في هذا الجانب المؤرخ والباحث ، عقيل عباس كاظم الشريفي، " قائلاً " ان هناك ما يقارب (٥٧)تل أثري مميز تواجد ضمن قضاء الحسينية" لافتاً الى "ان جميعها مثبتة لدى مديرية الآثار العامة ".
ويضيف "ينحصر تاريخ انشاء جميع هذه التلال والآثار والخانات والحصوات في العصر الإسلامي اذا تتراوح ما بين القرن العاشر الميلادي والقرن الثامن عشر الميلادي".
ويشير المؤرخ والباحث "الى اسماء هذه التلال والتي تشكلت كاملة بعدد( ٥٧) تل اثري كما تمت الاشارة اليه في مطلع حديثه و اهمها "( أبو تراب الغربي ، أبو تراب الشرقي- أبو تلي ، أبو راسين , أبو 12 , أبو خزامة , أبو عجاج , أبو كصايب , أبو مفرج(تلول) , الأحمر الكبير , أخوة نفرة , إمام عبدالله , أم كريش , أم خشيم (تلول) , أم الغزلان أم فيضة(قلعة) , برازات الصغير , برازات الكبير , الجازية (خرائب) , خان الجضعان , حاج مطلك(إيشان) , الحجارة حجيمة , حصوة الكعكية , حصوة الطلعة , حصوة نصار خان الحماد , عطيعط(إيشان) , الدويرالشرقي(خربة) الدوير الغربي , الرحيه , ركيبه , سرمك , شليت , شنيعه صكار , الطلاع(تليل) , الطوق(إيشان) , طويريجأبو صمانه , عزره , العطيشي, عكبره(خربه), العنق(خرائب) القصر, كربله(قلعه) , كرطه, الكعكعيه أو تل نعمه الفواز, الخيل , مفلح , مكحول , النخيله , نينوى الكاظي(خيط) العسافيات(سلسلة تلول نينوى) , هوته عون(خربه) , أبو عصيد أو حليس , دلهم , Lالمصلى , واخيراً تل أم فيضه (تل – قلعه)".
تل العطيشي
ويصف لنا الشريفي بشكل تفصيلي واحد من اهم هذه التلال الأثرية ضمن القضاء ، محدداً موقعة والذي يقع في مدخل مركز قضاء الحسينية ويفصل بينه وبين خان العطيشي الشارع العام -كربلاء – الحسينية – ويقع في القطعة المرقمة(11) مقاطعة(34) أبو زرنت".
ويؤكد الشريفي " ان التل يبعد عن مركز مدينة كربلاء
بما يقارب أحد عشر كيلومتراً، وهو إلى الشمال الشرقي منها – على الضفة الغربية لنهر الحسينية".
ويتابع "وصمم التل على شكل مستطيل والتل مستطيل الشكل يبلغ بطول مئتان وخمسون متراً ممتداً من الشمال إلى الجنوب وبعرض حوالي(180م)، من الشرق إلى الغرب ويرتفع عن الأرض الزراعية التي حوله بحوالي(7م) سبعة أمتار".
اللقى الأثرية
ويبين الشريفي ، "ان هناك عدد من اللقى الأثرية المنتشرة على ظهر تل العطيشي والتي يشير تواجدها بكثرة على انها كانت مستوطنة قديمة لعدة أطوار تاريخية، تبدأ من العصر الفرثي القديم، الممتد منذ عام(138ق.م) إلى طور الحكم الساساني عام(227م) والتي ابتدأ معها الحكم الساساني ويستمر حتى دخول العرب العراق عام(633م)
ويشير ، الى "ان هذه اللقى تدل كذلك على أنه تم استيطان التل حتى في أطوار العصور الإسلامية فهناك أنواع مختلفة من الفخار المزجج ذي الألوان الزاهية الخضراء أو الزرقاء تعزز استيطانه من قبل جماعات ذات عقيدة إسلامية توحيدية".
ويتابع ، "ان اللقى المكتشفة، شملت مجموعة من الجرار والقطع الخزفية والقوارير الزجاجية، وبعض القطع الخشبية التي عملت كمسارج، وقدور وأغطيتها، ومغازل، فضلاً عن القطع المعدنية ومسكوكة نحاسية واحدة تعود للعصر العباسي".
أعمال التنقيبات الأثرية
ويبين المؤرخ "الفترة الزمنية التي بدأت خلالها أعمال التنقيبات الاثرية في موقع العطيشي والتي اكد انها مرت بموسمين، الأول كان عام(2007م) والثاني عام(2008م)".
ويشير ، "ان البعثة المشكلة من الهيئة العامة للآثار اختارت آنذاك عدة نقاط عمل، أسفرت عنها استظهار مجموعة من الحُجر المبنية باللبن، وهي تظل على ساحات بعضها مسيعة بالجص والبعض منها مبلطة بالفرشي،الامر الذي جعلها تكتشف ان الموقع يضم أكثر من طبقة بنائية اذا تعرضت الطبقة الاولى لتخريب كبير وهذا واضح من خلال رؤية آثار الحريق الشديد في جدرانها وأرضيتها ".
ويؤكد الشريفي ، "ان البعثة كشفت أثناء حفرياتها في الحُجر المذكور اعلاه على قطع زجاجيةً وهي أجزاء من قوارير تحمل ميزة الزجاج الإسلامي ، فضلاً عن كشفها لقطع جصية مستطيلة أبعادها(8×6×3) سم محفور عليها بشكل معكوس كلمتين هما (امين الله) بالخط الكوفي غير المنقط، وان جدران بعض التفاصيل العمارية قد كسيت بالجص، وهي تحمل زخارف نباتية وهندسية".
ويتابع ، "كما وجدت البعثة الكثير من جرار الخزن الفخارية الكبيرة وهي مثبتة في الأرضيات، وكانت بعض الفخاريات مرسوم عليها أشكال الصليب المعقوف، وأرضيات بعض الحجر والساحات المكتشفة ضمت سواقٍ مبنية بالآجر لتصريف المياه تنتهي بحوض معمول من الجص".
الوصف العام
اما عن الوصف العام الذي استدلت عنه البعثة المشكلة أثناء عمليات التنقيب فيوضح الشريفي "ان البعثة كشفت استظهار بقايا سور ضخم تعرض لتخريب كبير، وكان مبني باللبن قياس (30×30×10) سم وهو مدعم بأبراج نصف اسطوانية من اللبن أيضاً".
وعن ممرات وازقة التل فيؤكد الشريفي "ان البعثة بينت خلال الكشف انها ضيقة وبعضها مغلق في نهايته، قد يكون ذلك مراعاة للجانب الدفاعي الذي يحتاجه سكان هذا الموقع آنذاك".
ويتابع ، "كما وجدت البعثة الكثير من جرار الخزن الفخارية الكبيرة وهي مثبتة في الأرضيات، وكانت بعض الفخاريات مرسوم عليها أشكال الصليب المعقوف، وأرضيات بعض الحجر والساحات المكتشفة ضمت سواقٍ مبنية بالآجر لتصريف المياه تنتهي بحوض معمول من الجص".
ويشير الشريفي ، الى "ان البعثة رجحت بعد عملية التنقيب والكشف هذه على أن الموقع مر بمرحلتين من السكن تفصل بينهما مدة هجران له، تفصل بين مرحلة وأخرى طبقة من الركام بارتفاع(170) سم".
تل أبو عصيد(حليس)
وينتقل الشريفي الى التل الأثري الثاني واصفاً اياه على "انه تل أثري يعود تاريخه إلى الفترة البابلية القديمة مشيراً الى موقعه والذي يقع ضمن المقاطعة 38 الكعكاعية التابعة لقضاء الحسينية".
ويضيف ، "ان الموقع مسجل كذلك بدائرة الآثار برقم (2120) سنة (1943) وهو حالياً عبارة عن أرض ترابية بيضوية الشكل".
اما عن التعرف على تاريخه ، فيؤكد الشريفي "انه تم من خلال فحص اللقى الآثارية والكسر الفخارية التي وجدة على سطحه وهو اليوم من المواقع التي حصل عليها تجاوزات من قبل سكان المنطقة المحيطة به وذلك بزراعة بعض من محرماته".
تل أبو كصايب
و يصف المؤرخ والباحث التل الثالث على "انه تل أثري يعود تاريخه إلى العصر البابلي الحديث ويقع ضمن اراضي مقاطعة(58) أم الحمام التابعة لقضاء الحسينية". ويؤكد الشريفي ، "ان التل كذلك مسجل في دائرة الآثار برقم(2120) لسنة 1943م".
اما عن الوصف العام له ، فيبين "انه يشغل شكلاً دائرياً مرتفعاً عن الأرض المحيطة به ".
ويتابع ، "ان التعرف على تاريخ الموقع جاء من خلال فحص اللقى الآثارية والكسر الفخارية المتناثرة على سطحه لافتاً الى انتشار الكثير منها على سطحه".
تل مفلح
ويشير الشريفي الى "التل الذي تحيط به بساتين منطقة الكعكاعية والعائد تاريخه الى العصر البابلي الحديث "،مبيننا "موقعة بالتحديد الذي يعد من ضمن أراضي مقاطعة 38 الكعكاعية".
وعن تاريخ تسجيله في دائرة الآثار فيؤكد المؤرخ "انه سجل ، برقم(2120) لسنة 1943م".
ويبين الشريفي "ان بالرغم من كون تاريخه يعود الو العصر البابلي لكن يعد هذا التل من بين التلال التي تعود الى ، أكثر من عصر تاريخي" ، لافتاً الى "وسيلة التعرف على تاريخه والتي تتضح من خلال فحص اللقى الآثارية والكسر الفخارية المنتشرة على سطحه".
تل العكير(العكيرة)
ويختتم الشريفي "اهم تلال ناحية الحسينية بوصفه تل العكير الذي، يقع ضمن أراضي مقاطعة(35) الوند التابعة لقضاء الحسينية، وهو من التلال العائد تاريخها إلى العصر الإسلامي".
ويضيف ، "ان الموقع مسجل بدائرة الآثار برقم (1993) لسنة 1942م ويرجح ان التل كان يقع على ضفاف نهر نينوى المندرس".
اما عن أعمال التنقيب في هذا الموقع ، فيبين الشريفي "انها قد بدأت في ثمانينيات القرن الماضي وأظهرت نتائج التنقيب عن وجود آثار لجدران شيدت بالآجر والجص ".
ويؤكد ، "التل يشكل بقايا لقصر مطمور تحت التراب في أغلب أجزائه ، مبينناً اصل هذا الاستناد والعائد الى انتشار بقايا لكسر خزفية يغلب عليها اللون الأحمر بين جدرانه ".
ويوضح المؤرخ "ان الموقع خلا من ساكنيه في بداية العصر الإسلامي واندثر بعد هجرة ساكنيه إلى مدينة الكوفة بعد تمصيرها".
وفي الختام فأن التلال الاثرية التي فصلت بشكل دقيق اعلاه ماهي الا جزء من المواقع الاثرية الاخرى التي تضمها المحافظة والتي تبذل حكومة كربلاء المحلية جهود العناية بها واستقطاب السياح من الخارج لإنعاش قطاع السياحة تزامنناً مع حركة الاعمار و انطلاق مشاريع التحديث التي طالت كافة قطاعاتها
موقع كربلاء الاخباري
تقرير / مها الشمري