الأخبار والنشاطات

زراعة خبز النحل تجربة استثنائية بنتائج ناجحة

زراعة خبز النحل تجربة استثنائية بنتائج ناجحة
تم النشر في 2024/03/20 07:18 30K مشاهدة

 تتسارع اسراب النحل مع ساعات الصباح الاولى لتتقدم في يوم جديد متخللة الازهار نحو حقل زرع حديثاً بنبات "خبز النحل "ذو الالوان الزاهية لتشكل بهذا الحدث منظراً غير مألوفاً لن يحدث الا نادراً .
هذا المنظر يعد منظر استثنائياً فهو لن يحدث كثيراً ، لكنه حدث بشكل لافت ضمن المحافظة ومن على مسافة ٣٠ كم من شمالها في منطقة عرب ذياب .

موقع كربلاء الاخباري وثق هذا المنظر الاستثنائي من خلال توجيه عدسته نحو نبات " خبز النحل " للتعرف عليه بشكل مفصل ، و معرفة كافة التفاصيل المتعلقة به 

التجربة
 يحدثنا في هذا الجانب المهندس المشرف على التجربة المهندس الزراعي محمد مهدي، قائلاً ، ان "مديرية زراعة كربلاء شرعت بزراعة خبز النحل بتوجيه من دائرة مكافحة التصحر وبالتعاون مع دائرة الإرشاد". 
ويضيف ، "تم تخصيص دونم لزراعة نبات خبز النحل والمعروف محليا بـ (ورد ماوي)، وكتجربة أولية تم اختار  منطقة عرب ذياب بناحية الوند 30 كم شمال كربلاء ".
ويؤكد" ان النبات يعتبر مصدر دخل قوي للفلاح إذا استغل بصورة صحيحة ",لافتاً الى "دور المديرية بتوزيع بذور هذا النبات على النحالين مجاناً ، بهدف زراعته على نطاق واسع". 


نادرة وليست جديدة 
بينما يجد رئيس جمعية نحالي كربلاء المقدسة المهندس علي المرشدي ، بان "زراعة خبز النحل من قبل النحالين ليست بالجديدة فمنذ سنوات وكثير من النحالين يقوم بزراعتها لغزاره حبوب اللقاح فيها" ، مبيناً " اهمية هذه المادة كونها تعد العنصر الاساسي بغذاء النحل و توفرها بكثرة يزيد من عدد طوائفه". 
ويضيف ، "ان هذه الزراعة قد تتصف بانها نادرة لأمر مهم يعود الى موسم تزهيرها والذي يكون بفتره انعدام المصادر الزهرية مما يوفر مرعى جيد لخلايا النحل" 
ويؤكد المرشدي ، "ان الأمر اللافت للنظر بهذه التجربة يعود الى  تبني مديرية زراعة كربلاء زراعه حقل ومن ثم تناقلها للمزارعين مما يساهم بنشر ثقافه زراعه نباتات كهذه تساهم بنمو قطاع النحل". 
اما عن نوع العسل وجمعه ، فيشير المرشدي ، الى "ان ازهار النبات غزيره بحبوب اللقاح وقليلة بالرحيق اي لا يمكن انتاج عسل منها وخاصه ان موسم التزهير يكون فيه طوائف النحل بأدنى مستوياتها".
اصل تسميته
 ويوضح لنا المهندس المشرف على التجربة ، اصل تسمية هذا النبات قائلاً " ان النبات الذي يدعى محلياً " لسان الثور " بالإنجليزية "BORAGE " تعود تسميته بخبز النحل كونه غني بغبار الطلع والرحيق والتي يستخدمها النحل في تغذية يرقات الذكور والعاملات حيث يطلق اصطلاحاً في مجال تربية النحل على غذاء الحضنة المكون من العسل وغبار الطلع لذا سمي بهذا الاسم اي" خبز النحل" 
ويضيف " هو نبات حولي شتوي يتراوح ارتفاعه من (70 - 100 سم) ويكون خشن او مشعر في جميع انحاء السيقان والاوراق بحيث تكون السيقان مستقيمة غالباً متفرعة مجوفة ومغطاة بألياف صلبة اما بالنسبة للأوراق فيؤكد مهدي ، "انها تكون متناوبة وبسيطة ويبلغ طولها (5 - 15 سم) بينما زهور النبات هي زهور كاملة ومثالية بتلات ضيقة مثلثة الشكل غالباً ما تكون زرقاء اللون ونادراً ما تظهر وردية". 


موطنه الاصلي
 ويوضح المهندس ، الموطن الاصلي للنبات مؤكداً على انه نشأ من جبال فارس ومنها انتشر الى مناطق كثيرة في البلاد العربية غرب البحر الابيض المتوسط ومنطقة الشرق الاوسط واسبانيا". 
ويشير " كما يزرع في بريطانيا وفرنسا وبمساحات كبيرة، وقد أدخله العرب إلى اسبانيا (الأندلس). ويبين مهدي ، هناك عدد من الاسماء تطلق على النبات بحسب موطنه حيث يطلق عليه باليوناني (غوغلس)، أمـا بالفارسي (كارزبان)، وبالإنكليـزي BORAGE, BEEBREAD AND STARFLOWER وبالعربية (خبز النحل أو لسان الثور أو حمحم أو حماحم أو أبو العرق أو أحيون).  

موعد التزهير 
ويذكر المهندس المشرف على التجربة ، الوقت الأمثل لزراعة خبز النحل هو في شهر أيلول لكننا تأخرنا بزراعته إلى 12- 10- 2023، ودفن الدونم بالكامل بالرمل الزراعي، وأضيف السماد العضوي".
ويؤكد ، "ان النبات الواحد ينتج خلال حياته القصيرة التي لا تتجاوز (5) اشهر من 3000-5000 زهرة بشكل مجموعات تظهر بالتتابع مبيناً ، أن الدونم الواحد يغذي ما بين 80 إلى 100 خلية نحل، كما أن عدد المناحل الموجود في منطقة الوند لا تقل عن 90 منحلاً.".
 اما عن موعد التزهير فيشير مهدي ، الى "ان النبات يزهر بعد 60-70 يوم من تاريخ الانبات ويستمر بالأزهار لمدة 60 يوم او اكثر" ، لافتاً الى "ان هناك مواعيد متفاوتة لزراعته خلال فصلي "الخريف والشتاء "للحصول على اطول فترة تزهير منه".
 ويتابع ، "الموعد الاول يمكن زراعته في بداية شهر ايلول (شهر التاسع) ويبدأ في التزهير بعد منتصف شهر كانون الاول (شهر 12) وتكون فترة التزهير هذه فقط لتغذية طوائف نحل العسل لحمايتها من خطر الجوع ومساعدتها على اجتياز فترة الشتاء القاسية اما الموعد الثاني فيتم في نهاية شهر كانون الثاني (شهر 12) حيث يبدأ التزهير في شهر اذار (شهر 3) ويستمر لغاية (شهر 5) وعند زراعة عدد كبير من النبات خلال هذا الموعد سوف يتمكن النحال من الحصول على فرزة انتاجية من عسل خبز النحل الذي يتمتع بجودته واحتوائه على العديد من الفوائد الطبية والعلاجية".. 


الفوائد الطبية والعلاجية 
وعن الاستخدامات الطبية قال مهدي " ان الاهتمام الذي حضي به النبات جاء من كون بذوره غنية بالحماض الدهنية عامل لينولينيك وقد اثبت فعالية هذا الحماض في معالجة العديد من الامراض لما يحتوي من خصائص علاجية مختلفة ويضيف ، ان لمنقوع العشب استخدامات عده حيث يتم استخدامه في معالجة نزلات البرد عند الاطفال والحساسية ومسكن للألم البطن والامعاء والمعدة فضلاً عن معالجة الالتهابات الجلدية والتي اهمها " الاكزيما والصدفيةً". 
اما في حالات امراض القلب يشير المهندس ،"انه يستخدم في منع الازمات القلبية وحدوث الجلطات ويقوي القلب والاوعية الدموية فضلاً عن توسعة الاوعية الدموية وتنشيط الدورة الدموية ووظائف الغدد الاخرى في الجسم".
 ويتابع ، كما ان خلط النبات مع العسل وطبخه يعالج التهابات المجاري البولية ومغلي العشب يفيد في النزلات الصدرية المصحوبة بسعال خفيف ، ومغلي الاوراق مع الساق في علاج الروماتيزم وكمدرر للبول ويعمل على هبوط درجة الحرارة ، والاوراق مع الازهار يعمل منها مشروب مستحلب لتنقية الدم وتقوية الاعصاب ".

الفائدة في المناحل
 وعن استخدام نبات خبز النحل في المناحل بين المشرف على التجربة المهندس محمد مهدي " "أن المناطق ‏التي تزرع نبات خبز النحل ‏بالقرب من منحلها حقق انتاجية ‏عالية في عسل النحل وقوة الحضنة ‏في هذه المناحل حيث شوهد كثرة سروح النحل على النبات وجمع حبوب لقاحه وكذلك الرحيق الزهري".
 ويضيف " يعود ما ذكر اعلاه الى ما تحتويه ازهار النبات من كميات كثيرة من حبوب اللقاح المرتفع بالمواد ‏البروتينية ‏اللازمة لتغذية الحضنة ‏بالإضافة إلى الرحيق المتوفر بالأزهار خاصة في الفترة الحرجة التي تقل فيها مصادر حبوب اللقاح الرحيق وكذلك الكثافة العالية التي ينتجها النبات من الأزهار قد تصل إلى 5000 زهرة للنبات الواحد 
ويختتم مهدي حديثه ، "واصفاً الالوان الزاهية التي تتمع بها ازهار هذه النباتات والتي تعد عنصر مهم من عناصر جذب النحل اليها فضلاً عن تركيز السكر المرتفع في رحيقها واحتواء حبوب اللقاح على مجموعة من الأحماض الدهنية المتميزة".
 موقع كربلاء الاخباري
 تقرير / مها الشمري