الأخبار والنشاطات

قصر مصطفى خان .. نقوش وآثار تتيح لمثقفي كربلاء استذكار مسيرة رموز العراق الإبداعية والثقافية

قصر مصطفى خان .. نقوش وآثار تتيح لمثقفي كربلاء استذكار مسيرة رموز العراق الإبداعية والثقافية
تم النشر في 2024/03/16 05:33 2K مشاهدة

تزخر كربلاء بالعديد من المعالم الأثرية المميزة التي تحمل في طياتها بصمات العصور السابقة ، تلك العصور التي شهدت الكثير من الأحداث المرتبطة بذاكرة المدينة وما طرأ عليها من احداث وتغيرات كثيرة ، ولعل ما يزيد من اهمية هذه المعالم في أيامنا هذه هي الحركة العمرانية الكبيرة التي شهدتها كربلاء خلال السنوات العشر الأخيرة .
قصر “مصطفى خان” واحد من اهم هذه المعالم الأثرية في كربلاء ، و طراز معماري مميز يعود إلى الربع الاول من القرن العشرين ، لهذا ارتأينا أن نسلط الضوء في تقريرنا هذا على أهمية هذا المعلم باعتباره دليلاً على المظاهر العمرانية لكربلاء في العصور القديمة وشكل من أشكال التطور العمراني المتجدد على مر الازمان .
" موقع كربلاء الاخباري "سيأخذكم ، في رحلة استكشافية لتتبع اصل تنشئة هذا المعلم الاثري وكيف تم تشيده والى من تعود ملكيته الأصلية .
موقعة وتاريخ بنائه 
البداية كانت مع المؤرخ والباحث ، عقيل عباس كاظم الشريفي ، الذي حدثنا قائلاً " قصر “مصطفى خان”واحد من المعالم التاريخية في كربلاء، ويتوسط نهر الحسينية في مقاطعة(أبو عصيد) في قرية الطف بأراضي الحسينية، يعود تاريخ بنائه إلى عام 1935م". 
ويضيف "القصر شيد على يد أمهر المعماريين آنذاك، وبني من الطابوق والآجر، وشيد سقفه بحديد الشيلمان وفق الطريقة الهندية والبريطانية في ذلك الوقت".
ويؤكد الشريفي ، "للحاج مصطفى خان مجلس عامر في هذا القصر يختلف إليه أكابر رجال البلد وأهل الفضل والعلم والأدب والوفود الرسمية من خارج البلاد".
المناخ الكربلائي 
ويبين الباحث ، "ان القصر كان المناخ الكربلائي الذي يتيح لبعض المثقفين استذكار مسيرة رموز العراق الإبداعية والثقافية وتكريمهم "، ذاكراً اهمهم " السيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ محمد حسن أبو المحاسن والشيخ محسن أبو الحب والحاج عبد المهدي الحافظ والشيخ كاظم الهر ". 
ويشير الشريفي ، الى ، " ان من مآثر تشييده مسجداً في تلك الديار لا يزال ماثلاً للعيان". 
ويتابع " عقدت في هذا القصر اجتماعات واقيمت ولائم فخمة لعدد كبير من الشخصيات المعروفة وقد كتبت على جبهة باب القصر بالكاشي الكربلائي هذان البيتان "مصطفى خان شاد قصراً منيعاً   عزّ فيه أبو عصي محلاً وعلـــى بابه السعود ينادي    أيهـا الوافدون أهلاً وسهلاً".
شيء من حياة مصطفى خان
 ويستذكر الشريفي شيء من حياة مصطفى خان قائلاً " هو مصطفى بن أسد خان بن محمد علي خان بن عبدالله خان بن محمد حسين خان الصدر الأعظم رئيس وزراء إيران بن محمد علي بن محمد رحيم". 
اما عن تاريخ ولادته ، فيؤكد الباحث ، انه ولد سنة 1897م وعندما توفى والده كان عمره سبع سنوات، لافتاً الى تاريخ دراسته " حيث درس الابتدائية في كربلاء، وأكمل دراسته الاعدادية في بغداد اعدادية (الاتحاد والترقي) وتخرج سنة 1913م وسافر إلى الإستانة(اسطنبول) لإكمال دراسته" . 
ويشير الشريفي " درس "مصطفى " الجامعة الأمريكية بعد تركه الملكية الشاهانة الى حين اندلاع الحرب العالمية الأولى ليترك بذلك الحدث تركيا ويعود الى العراق حين تم تعينه بصفة مترجم لدى القيادة العثمانية العامة آنذاك ". 
ويتابع " لم يباشر في تعينه وسافر الى الهند وأكمل في تلك الفترة دراسته حتى توقيت عودته الى العراق سنة 1918م بعد الاحتلال البريطاني للعراق ". 
المناصب التي شغلها
 ويؤكد الشريفي ، "هناك العديد من المناصب التي شغلها مصطفى حيث مارس الزراعة والأمور العامة  وتم انتخابه عدة مرات عضوا في مجلس إدارة اللواء وعضواً في جمعية التمور ومندوباً عن المنطقة الوسطى(الفرات) في مجلس إدارتها فضلاً عن اشغاله منصب مديراً مفوضاً لشركة تمور المنطقة الوسطى ". 
ويتابع ، "كذلك تم انتخابه عضواً في جمعية الطيران وجمعية الهلال الأحمر وجمعية مكافحة السل وغيرها من الجمعيات الخيرية ،فضلاً عن انتخابه رئيساً لجمعية التمور في كربلاء المقدسة سنة 1951م. وكذلك تم وفده من قبل الحكومة العراقية إلى الهند وباكستان وسيلان وإندونيسيا بمهام اقتصادية ". 
موقع تراثي مميز 
من جانبه يؤكد ،مدير مفتشية وآثار كربلاء ,أحمد حسن, "ان القصر يعد واحد من اهم الأماكن التراثية المسجلة في دائرتنا، لافتاً انه موقع تراثي يتميز بالسمة التراثية من ناحية العمارة والزخارف الموجودة فيه بالنسبة للأبنية التي كانت تعاصره "
ويضيف "ما زالت ملكية هذا القصر ملكية خاصة لعائلة صاحب البناء وإذا ما تم ترميمه من قبل المالكين فإنه لابد أن يكون تحت إشرافنا، لأنه مسجل بوصفه من الأماكن التراثية ".
اما عن إعادة صيانة و ترميم القصر ، فيؤكد حسن ،على "تم مخاطبة الهيئة العامة للآثار والتراث في بغداد بأن يتم إدراج ملف ترميم القصر ضمن موازنة الهيئة ،موضحاً "سبب التأخير والذي يعود الى قلة التخصيصات المالية  ، فضلاً عن ان الامر يتطلب كذلك استحصال موافقة اصحابه والذين لا يتواجدون في العراق حاليا والمفتشية ساعية بالتواصل معهم لأجل اعادة صيانته".
ختاماً ، معالم كربلاء الأثرية تعكس تراثاً ثقافياً غنياً وتاريخاً قديماً يستحق الاكتشاف ، وان " قصر مصطفى خان" ما هو الا واحد منها وان هناك معالم اخرى تستحق ان يشار لها لما يتخلل تفاصيل اكتشافها دهشة واستمتاع بجمال لامتناهي لا يمكن نسيانه في عالم القرون القديمة . 
موقع كربلاء الاخباري
 تقرير / مها الشمري