منذ صغرها وهي تتوق شوقا لجمع صور افراد عائلتها والاقارب والاصدقاء تعمد الى ابتياع البومات الصور لتضع بداخلها ما جمعته لتحافظ عليهن من اي خدش او تجعيد، تحتفظ بهن في درج خاصة وكأنهن شيء ثمين!
ولربما هي كذلك فلتلك الصور وقع على الذاكرة يغازل ثناياها فحينما يزاحمنا الحنين في غفلة الى الماضي ويسدل بستاره على قلوبنا تتأرجح الذكريات بين صفحات العقل واخرى بين صورنا القديمة لأشخاص مضوا او غيبتهم الحياة أو الموت، حيث نسعى بالبحث عن ذلك الالبوم المدفون بركن منسي من البيت.
متعة التصوير
يرى ابو مصطفى ان متعة التصوير ما زالت لمحبين الكاميرا كما تطور الامر واصبح للنساء دور في هذا المجال غير انه انحصر ضمن الاطر التكنولوجية فأما يتم التقاط الصور عبر الهاتف المحمول او كاميرات حديثة تحفظ الصور بشريحة مصغرة تسمى الـ(رام) حيث طغت هذه التقنية على طباعة الصور فاغلب محبين الصور يفضلون ادخال هذه الشريحة على حاسوبهم الخاص او الهاتف لمشاهدة الصور وتصفحها.
واوضح، انه "وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الا اني ما زلت افضل وبشدة طباعة الصور الورقية والاحتفاظ بها في الالبوم.
مخزن الذكريات
من جانبها حدثتنا المهندسة سهير عباس عن تجربتها قائلة: من المهم جدا ان نعود لطباعة الصور والاحتفاظ بها في البومات خاصة، فقد كان يحتفظ زوجي بصور تخرجه على وحدة جهاز لتخزين البيانات الرئيسية في الحاسوب او ما يسمى بـ(الهارد) ومن سوء الحظ استخدمته في عملي ذات مرة وفقدته بعدها لم اعثر عليه ليومنا هذا, غضب زوجي كثيرا لضياعه فقد كان يحتفظ بداخله صور لمراحل دراسته من الثانوية الى الجامعة مع رفاقه وذويه وبينها صور مختلفة لسفراتهم وحفلة تخرجهم وغيرها.
وتابعت: في ذلك الموقف اعتراني الحزن وأحسست بقيمة طباعة الصور والاحتفاظ بها في البوم او صندوق ووضعها في درج خاص ليكون مخزن للذكريات الجميلة.
فيما قال مرتضى الكرعاوي: اجمل ما في الصور هو الاحتفاظ بها مطبوعة حيث يحمل الورق نكهة خاصة حينما تنطوي عليه السنوات ويتغير لونه ويبان عمرنا من رونق الصور الذي بدى يتخافت ونشعر كم كبرنا وكم كنا سعداء حينما التقطنا تلك الصورة العائلية مع اصدقائنا وذوينا.
كما استنكر وبشدة الاحتفاظ بالصور الشخصية على الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل الكترونية فقد يتعرض الهاتف للسرقة ومن ثم الابتزاز بتلك الصور وبالتالي يقع صاحب او صاحبة الهاتف ضحية يضطر بعدها اللجوء الى او العرف العشائري .
ختم حديثه: اتمنى من كل محبي التصوير اما ان يستخدموا وسائل الطباعة بعد التصوير ومحوها من ذاكرة الهاتف او نقل الصور من الهاتف الخاص والاحتفاظ بها بشرائح الذاكرة الالكترونية في البيت والحرص عليها لعدم فقدانها.
من جانب اخر، قالت ايلاف علي (موظفة): لطالما كان التصوير لتوثيق حدث لن يتكرر لهذا نجد في مناسبة مهمة كزواج او تخرج يجهز الشخص المعني كاميرا لتوثيق ذلك الحدث ولكن بعدما تصدرت الهواتف الذكية الموقف و بات الجميع يستخدمها بكل مكان وزمان للسهولة اصبح التوثيق متاحا لكل شيء , انفجار انتحار حادث مؤلم لحظة موت فاجعة, حيث اصبحت الصور تنقل لنا كل شيء بمعنى حرفي ولربما صور خاصة تفتقد حتى لمعاير الذوق العام، وهذا الامر يثير حفيظتي على الصعيد الشخصي.
رؤية اجتماعية
وكان للباحثة الاجتماعية نور الحسناوي رأي بهذا الجانب حيث قالت: جميعنا نحب التصوير في المناسبات والتجمعات الاجتماعية لتكون تلك الصور فيما بعد ذكرى نتصفحها لاسترجاع تلك اللحظات الفانية، الا ان تصدر التكنلوجيا بدد فكرة الالبوم الورقي لتحل محلها شريحة ذاكرة لا يتجاوز حجمها المليمترات للاحتفاظ بالصورة وغالبا ما تتعرض تلك الشريحة للضياع او التعطيل وبالحالتين نخسر الصور وربما نتعرض لمشاكل جمة بفقدانها.
لهذا افضل وبشدة ان نعاود الى طباعة الصور وتخزينها في مكان خاص.
مسك الختام
حينما نسترجع الذكريات ونحن نتصفح صورنا القديمة نتطرق الى جملة (ايامنا الحلوة) وذلك لما تحمله تلك الصور من عبق الماضي الجميل حيث كانت تحمل احساسا واقعيا لشخصنا في الصورة بدون ان نتلاعب بها على برامج الفوتوشوب لتفقد بذلك ملامحنا الحقيقية ونحن نرسم ابتسامة زائفة او نخفي تجاعيدنا التي بدت تظهر بتقدم العمر او ندبة ما تعرضنا لها كما يمكننا تغيير حتى لون بشرتنا لتصبح الصورة جامدة بلا حياة خالية من الروح.
في الماضي لم يكن باستطاعتنا ان نجري اي تعديل لأي صورة فتحتفظ الكاميرا بشخصنا كما نحن ثم نسعى لطباعتها وننتظر رؤيتها بلهفة احيانا اياما او اسابيع, حتى لهفة الانتظار تلك تلاشت مع السنوات وايضا لحظات الحزن حينما تظهر صورة ما تحمل خطأ اثناء التصوير وعلى الرغم من ذلك نحتفظ بها كما هي ليبقى البوم الصور محطة زاخرة بالذكريات نكون به كما نحن دون تلاعب اشبه بمجموعة قصصية تحكي لنا طفولتنا الى ان نشيخ بين حزن وفرح لرحلاتنا ومناسباتنا مع الاهل والاصدقاء ويكون اكثر امان من غيره من الوسائل البديلة التي طفحت على القاع.
موقع كربلاء الاخباري
تحرير/ زهراء جبار الكناني