الأخبار والنشاطات

ترميزات من الموروث الشعبي تحاكي وتناغم الفلكلور العراقي

ترميزات من الموروث الشعبي  تحاكي وتناغم الفلكلور العراقي
تم النشر في 2023/09/21 10:11 2K مشاهدة

نداء العلي فنانة تشكيلية اهتمت بإحياء التراث الفلكلوري العراقي الشعبي من خلال فرشاتها والالوان وذلك ضمن اطار  الرسم والاعمال اليدوية والحرفية  التي كانت تبدع بها وتنال اعجاب المتذوقين والفنانين امثالها. 
حدثتنا عن بداية ولوجها في عالمها المفضل (الفن) قائلة: 
غالبا ما يولد الفنان عاشقا للرسم من صغره اذ يعد الفن هو موهبة فطرية اكثر مما نتلقاه في اروقة الاكاديمية المختصة، حيث نشأت بين الالوان ورائحة الدهان الى ان وصلت الى مرحلة السبات التي تزامنت مع وضع البلاد الاقتصادي آنذاك (الحصار) حيث لم يكن للفن اولوية ولا اهتمام كافٍ، ومضت السنوات حتى عام (2004) عدت لمزاولة نشاطي الفني من جديد وفي عام (2016) عرفت كنداء العلي فنانة تشكيلية لها جمهورها الخاص.

نشطات اخرى 
شاركت نداء في العديد من النشاطات الثقافية والانسانية كما حازت على شهادة مدربة معتمدة دوليا في الجانب الفني من قبل الجامعة الامريكية رغم ان تخصصها الاكاديمي بعيدا عن هوايتها فهي تحمل شهادة بكالوريوس ادارة واقتصاد تخصص ادارة اعمال.
وهي من الفنانين الذين لديهم الحس الفني نحو جميع انواع الفنون كالرسم والنحت وايضا الطرق على النحاس وفن الفسيفساء وفن الديكوباج وفن العجائن والملامسات وغيرها من الفنون المعروفة، فضلا عن الكتابة النثرية في الجانب الادبي.
 
وحول تخصصها بالفن الفلكلوري قالت: 
كل بلد يتسم بصفة معينة وله حضارة وموروث شعبي معين فكيفما نحن العراق مهد كل الحضارات، ولان الفن بالنسبة لي رسالة تخلد التاريخ كنت فخورة وانا ارسم معظم لوحاتي عن تراثنا العريق وتكون لي بصمة خاصة لإظهار بلدي بأجمل وارقى ما يكون.

و فيما يخص الالوان والمواد المستخدمة التي تختارها في مجمل اعمالها اردفت قائلة: للفنان موهبة فريدة بان يبث روح فنية داخل الاشياء التي تقع بين يديه سواء فريم او خشب او قماش او معدن او حجر او اي اثاث موجود امامه يمكن الاستفادة منه كقطعة فنية، وهذا ما كنت اتقنه بمهارة وكان اختياري للألوان بحسب ما تقتضيه اللوحة فغالبًا ما اختار الالوان الزيتية والاكرلك والمائي والكحولي والوان الزجاج. 
وبعضها من ابتكاراتي الخاصة  مثل الوان التراب وملونات البودرة الممزوجة بالوسط المائي او الكحولي كالثنر والنفط الابيض او البنزين.

نداء والتسويق

يعد التسويق في العراق مشكلة صعبة لدى اغلب الفنانين هذا ما ادلت به الفنانة نداء العلي، معربة بأن الفنان يتعرض الى ظلم كبير فقد عانت بهذا الجانب بسبب ما يطرح في السوق من لوحات مسروقة سحبت ببرامج خاصة من مواقع التواصل لتباع بأسعار زهيدة وهذا يعود الى افتقار الوسط الفني للرقابة لحفظ حقوق ملكية الفنان.
لذلك كانت معظم لوحاتها تباع عن طريق المشاركة ببعض المعارض  او مواقع التواصل وأحيانا تعمل بحسب الطلب ومنها طلبيات لخارج العراق. 
كما كانت تملك متجرا خاصا لجميع مشغولاتها اليدوية واللوحات الا ان ارتفاع اسعار اجرة المتاجر حال دون استمرارها  لذا اختارت التسويق الالكتروني.

لمسات خاصة
كان لنداء لمسات خاصة تجعل المتذوقين يكررون الطلب على اللوحات التراثية  وبالأخص التي تستخدم بها خامات متعددة  كالخزف والنحاس وبعض المعادن والجلد والقماش والريزن والسيراميك  وبهذه المواد استطاعت ان تشكل ترميزات من الموروث الشعبي  يحاكي ويناغم الفلكلور العراقي.
 فضلا عن لوحاتها التي امتازت بالألوان الزيتية والاكرلك التي نقلت من خلالها معالم العراق الحضارية القديمة وشواهده بالعصر الحديث مثل، بوابه عشتار والاسد والثور المجنح والملوية  وساعة بغداد ونصب الشهيد والجندي المجهول، بالإضافة للقباب والمنارات البغدادية.
لقد حصدت العلي خلال مسيرتها الفنية على الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية، هذا وقد  شاركت في العديد من المهرجانات والمعارض المحلية والدولية المختصة والبازارات لكونها تنوعت بالأعمال اليدوية لجانب فنونها التشكيلية.
كما شكلت فريق عمل مكون من اسرتها ليدخلن بناتها بعد تخرجهن الى عالمها الفني ليتميزن بالحرف اليدوية.
وقد اقامت منذ سنوات معرضها الشخصي الاول وهي الان في صدد اعادة تجربتها تلك لتقيم معرضها الثاني.

الفن رسالة
وفيما  كانت العلي قد تبنت فكرة افتتاح ورش خاصة لتعليم الهواة للرسم والحرف اليدوية قالت:  بدأت الفن وهو هواية وما زالت اذ لم يكن للمردود المادي نصيب في افكاري فأنا فنانة ولست تاجرة فحينما اقدم لوحة تنال اعجاب الزبون ويتم طلبها مني مرة اخرى اعيد رسمها ولكن بأسلوب آخر  
لان الفن رسالة وفكرة وابداع وتميز.
لذى كان لابد ان اجعل لهذه الرسالة امتداد من بعدي من خلال افتتاح ورشة خاصة لاستقطاب الهواة، ولا انكر انني واجهت صعوبة وبعض التردد والمخاوف في بداية مشواري الفني غير اني تغلبت على ذلك بالثقة والارادة لأصل الى ما انا عليه الان.
وتابعت: في عام (2018) اقمت عدة ورش ودورات كانت حضورية وللكثير من المدن وفي جائحة كورونا تحولت الى الكترونية عبر مواقع التواصل الامر الذي اتاح فرصة لاستقطاب مشتركات من دول عربية ايضا.
وحول الجانب المادي اضافت: بعض الدورات مجانية واخرى احتضنتها منظمات ومؤسسات والبعض الاخر تكون مدفوعة الثمن للمشتركات  وهذا بحسب الدورة او الورشة المقدمة والجهة التي تتبناها احيانا، كما ان هناك دورات للمبتدئين ومنها للمحترفين. 

مسك الختام
وفي الختام قالت نداء : الفن هو شيء جميل نقوم به للتعبير عن فكرة او مشاعر يتخللها احساس ممزوج برغبة التجسيد للوحة او عمل فني معين سواء ملموس او ظاهري، اما جماليته ليس فقط لجذب من حولك والانبهار وانما للوصول الى ذروة قيمة العمل وتأثير المتذوقين به ليحرك كوامن مشاعرهم ويخالج افكارهم، فليس كل جميل مؤثر وليس كل قبيح غير مؤثر، وهذا ما جعلني اتمنى ان اقدم المزيد من العطاء حتى ينال اكبر عدد ممكن من الهواة ما استطعت ان اتعلمه من ادوات الفن التشكيلية وغيرها خلال رحلتي التي حصدتها بسنوات من الجهد الذي اثمر بالنجاح لأكون ليس فقط نداء العلي وانما امرأة عراقية مثلت بلدها بحضاراته وتاريخه من خلال الفن، امنيتي ان يحل السلام على بلدي وتشرق شمس الامل على الجميع.

موقع كربلاء الاخباري 
تحرير / زهراء جبار الكناني