الأخبار والنشاطات

مواكب الاربعين... أكف تحتضن عاشوراء بشغف لا ينتهي

مواكب الاربعين... أكف تحتضن عاشوراء بشغف لا ينتهي
تم النشر في 2023/08/30 08:57 619 مشاهدة

 

ما ان تقترب مراسيم الاربعين الا وتحدث ثورة في نفوس المؤمنين يشعرون كأنهم على موعد مع زلزال عظيم يوشك ان يقع وليس امام حدث قد وقع قبل اكثر من الف عام وهذا هو سر من اسرار عاشوراء، حيث يستنفر اهالي مدينة كربلاء المقدسة جميع الايادي العاملة لتقديم الخدمات التي تليق بالزائر الحسيني، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تشارك العديد من المواكب في رحاب هذه الخدمة المشرفة من خارج العراق وداخله.
(موقع كربلاء الاخباري) ينقلنا في جولة استطلاعية للتعرف على خدمات بعض المواكب...

من لندن الى كربلاء
على رغم مرور اكثر من خمسة وعشرين سنة في ديار الغربة (لندن) الا ان ثلة من المؤمنين الذين هم الحاج يحيى قنصل والحاج طه عوز والحاج مهدي علو والحاج محمد كرخي لم ينسوا جذورهم المتأصلة في ارض كربلاء وما يخصها من تقاليد واعراف وفي مقدمتها مراسيم عاشوراء  فقد قادهم الحنين للديار ولتلك المراسيم  الى تأسيس موكب حسيني جمعوا من خلاله جميع المغتربين في لندن ليعودا ادراجهم محملين بالشوق من كل عام ليكونوا بين خدمة زائرين الحسين (عليه السلام).
حدثنا الحاج يحيى قنصل كفيل الموكب قائلا: في سنة (2020) قررت وبمساعدة اصدقائي تأسيس (موكب اهالي كربلاء المقيمين في لندن) حيث حملنا على عاتقنا تكاليف تشيده من جميع المستلزمات وتوفير المكان كان من جانب خادم الحسين الحاج طه عوز، وقد كانت جميع التحضيرات بجهود ذاتيه ومنها المادية وفي بعض الاحيان تصلنا تبرعات لمبالغ مالية بسيطة.
واضاف: يقدم الموكب خدماته من يوم (10)  صفر وينتهي يوم (21) ويختص بتقديم ثلاث وجبات طعام متنوعة تغطي ما يقارب ( 5000 ) زائر ويتخللها بعض المرطبات والفواكه، أضافتٌا إلى تقديم الماء.
وقد وصل عدد المشاركين في الموكب الى (80) شخص جميعهم عراقيين مغتربين ونحن  نرحب بجميع الراغبين بتقديم الخدمة من مختلف الجنسيات، كما يقيم موكبنا مجلس للعزاء يستمر لثلاث ليالي، فضلا عن المشاركة النسوية في مكان مخصص لهن ونحن في صدد دراسة مشروع انجاز منفذ خاص لتقديم الخدمات للعنصر النسوي من قبل النساء المتطوعات في الخدمة بشكل منفصل غير ان المشروع مازال قيد التنفيذ.  
ختم الحاج يحيى حديثه: منذ فجر التأريخ والحب الحسيني الفطري  يعتري قلوب الموالين نشأ بهم منذ نعومة اناملهم  فجسدوه بشعائر حسينية خالدة تضمنت اسمى آيات الوفاء لتكرارها عام بعد عام بدون كلل او ملل, فكل ما اتمناه ان انال شرف صفة خادم الحسين(عليه السلام) وان يتقبل الله هذه الخدمة لابن بنت رسوله الاعظم(ص).

موكب عزاء الجواهرية
من بين المواكب التي تغوص بها مدينة كربلاء المقدسة في مراسيم الاربعين  يتفرد موكب عزاء الجواهرية من مدينة بغداد بمشهد تراجيدي يجسد دخول ضعن السبايا لعودة الرؤوس الى الأجساد.
وللتعرف على تفاصيل اكثر حول الموكب التقينا كفيل الموكب الحاج حيدر عبود الجواهري حدثنا قائلا: تأسس موكب الجواهري سنة (1812) حيث توارثنا تجسيد هذا العرض التمثيلي(التشابيه)  من اسلافنا وهو يحمل رمزية خاصة لسرد جزء من واقعة الطف الخالدة وبالتحديد عودة السبايا يوم الاربعين، حيث شيدنا حسينية خاصة تحمل اسم موكبنا ليتسنى لنا من خلالها تقديم كافة الخدمات للزائرين من طعام ومبيت، كما يتحمل الموكب جميع المصاريف المادية من خلال التبرعات التي يقدمها المشاركين وتشمل ايضا مصاريف تجهيز موكب (التشابيه ) من خيول وجمال وازياء واكسسوارات اذ نشرف على صناعتها وتجهيزها بما يترتب بالحقبة الزمنية للثياب والمعدات آنذاك.
واضاف: يتم تجهيز موكب التشابيه ونزوله في يوم (17) من شهر صفر،  ولا توجد ضمنه اي مشاركة نسوية، كما يبلغ عدد المشاركين فيه اكثر من (350) شخصا.
 ختم الجواهري حديثه: ان ما يحمله موروثنا الشعبي العاشورائي من عادات وتقاليد ورسوم وتشابيه لا يمكن تغييرها أو تبديلها، حتى وأن تبدلت الأجيال وتغيرت طباعها ومستوى تقدمها العلمي أو الثقافي، لأن هذا الموروث ينتقل عبر الأجيال محفوظاً في الشعور واللاشعور، وكل محاولات التطوير التي قد تطرأ عليه تبقى ضمن نكهتها الروحية والعقائدية الخالصة، فان أسس قيام هذه التقاليد ما هو الا ترسيخ للعقيدة وقيمها الروحية عند الموالين ومحبي ال بيت النبوة الاطهار (سلام الله عليهم).

مراسيم خالدة
تعد زيارة الاربعين من المراسيم الخالدة التي لا يفنيها الوقت، حيث ضمت الكثير من المواكب المميزة في تقديم الخدمات المتنوعة التي لا يسع للمقام ذكرها.
 هذا وقد افادنا رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الإسلامي التابع للامانتين العامتين المقدستين الحسينية والعباسية السيد عقيل عبد الحسين  الياسري، بأن المواكب التي احتضنت عاشوراء بلغ عددها (12752) موكب وقد تنوعت بين خدمية وعزائية وثقافية ودينية وقد شارك فيها مختلف المدن العراقية و الدول المجاورة.

طقوس خلدها التأريخ 
فيما قال الشيخ صفاء الزيدي : يعد شهري محرم وصفر في مدينة كربلاء لهما خصوصية جعلت من بعض ايامها مناسبات عالمية وموسوعية اذ تعتبر زيارة الاربعين ثاني اكبر تجمع بشري سلمي في تاريخ البشرية وهذا ما وثقته الاحصائيات العالمية علما انه يستمر لمدة تفوق العشرة ايام المليونية الممتدة، وبالتأكيد فإن لهذا الحدث انعكاسات وهذا ما يمنح هذه الزيارة رقما اوليا في مقدمة التجمعات.

واضاف : ان الحسين (عليه السلام)  قمة شامخة من قمم البشرية وراية خفاقه في سماء البطولة والفداء ولا يمكن لأحد ان يفهم بطولاته وتضحياته من دون ان يفهم من هو وما الدور الذي قام به في سبيل ابقاء دين الله حيا ووقوفه بوجه الطغاة، وهذا ما جعل احياء مراسيم هذا الكرنفال الحسيني في زيارة الاربعين متوارث منذ اجيال متعاقبة اضافة الى ابعادها العقائدي كونها احدى علامات المؤمن، فكان من الوسائل الأخرى لأحياء الثورة الحسينية هي مسألة خدمة الزائرين وتوفير كل ما يحتاجوه.
وفيما يخص مراسيم التشابيه و رمزيتها قال الزيدي: تعد (التشابيه) احدى الطرق التي دؤوبة شيعة اهل البيت على اتباعها منذ ستينيات القرن الماضي وذلك لغرض ايصال النهضة الحسينية ومبادئها الى نفوس الناس وجعل هذه الثورة ماثلة امامهم بكل ابعادها المأساوية من خلال تجسيد ادوار المعسكرين, وهذه الشابيه شكل من اشكال العرض المسرحي الذي يقوم به الهواة والى الان، وعلى الرغم من الجهد المبذول من قبل اصحاب المواكب لتجسيدها الا اننا نفتقد الى تبنيها من جهة معينة لتقديمها بشكل احترافي.

موقع كربلاء الاخباري

تحرير/ زهراء جبار الكناني