الأخبار والنشاطات

فنان كربلائي.. تميز بفن الاستشراق واعادت لوحاته النبض لتراث كربلاء وامجاد واقعة الطف

فنان كربلائي.. تميز بفن الاستشراق واعادت لوحاته النبض لتراث كربلاء وامجاد واقعة الطف
تم النشر في 2023/08/18 10:25 1K مشاهدة

بألوانه الدافئة انفرد بفن مميز لاختياره زاوية اخرى بعيدة عما نألفه من الفنانين، حيث استثمر موهبته في فن الاستشراق وتجلياته مجسدا بذلك وقائع من الماضي بلمسات الحاضر بين تراث مدينته كربلاء المقدسة وواقعة الطف الاليمة لينقلنا عبر الزمن الى مشاهد نحت تفاصيلها بخطوط فرشاته بدقة متناهية من خلال لوحات عديدة كان لها صدى واسع على المستوى المحلي والدولي.

(موقع كربلاء الاخباري) التقى الفنان محمد البيضاني ليسرد لنا ما وثقه خلال رحلة اعماله المتفردة قائلا:  منذ التحاقي بمدرسة الخزرجية  الابتدائية وانا غارق بين الالوان لا تنفك اناملي من امساك الفرشاة حيث حصدت اول كأس وانا في الصف الثاني كهدية لمشاركتي خلال معرض للرسم كان خاصا بالمدرسة.

ثم اتسعت مشاركاتي للكثير من الاعمال خلال رحلتي الدراسية لأنال العديد من التكريمات من عدة جهات مهتمة بالفن وتبنيها للمواهب حيث كنت ضمن فرقة الطلائع المدرسية آنذاك والتي تحمل على عاتقها احتضان الطلبة الموهوبين لتنمية مواهبهم والحرص على مشاركتهم بالعديد من النشاطات.

بين الفن والعمل

بعدما انهى البيضاني خدمته العسكرية عاد الى عالمه الزاخر بالألوان ليفتتح مشغلا خاصا بالخط والرسم  ومزاولة موهبته كعمل له وفي عام ( 2004 ) التحق بالحوزة العلمية  كطالب واطلع من خلال دراسته على كتاب نهضة الامام الحسين (عليه السلام) الذي تناول مؤلفه وصفا دقيقا لساحة معركة واقعة الطف في العاشر من عاشوراء الامر الذي دفعه الى تبلور فكرة رسم لوحة تفصيلية للواقعة،  ليبدع في رسم مجريات المعركة بكل زواياها من سرادق ومواقع لتنال اعجاب المتذوقين للفن من خارج وداخل البلاد. 

كما حثه الشيخ (احمد الصافي) على رسمها بحجم اكبر فانطلق بمشروعه بحماس لينجزها بغضون ستة ايام متتالية بقياس مترين طولا ومتر ونصف عرضا، لتأسر  فكرتها التي اختزلت احزان عاشوراء بين خطوطها والوانها الدافئة قلوب المحبين لتتبنى العتبة الحسينة المقدسة طباعتها  لألاف النسخ ليعود البيضاني ويضيف لأعماله المتميزة لوحة اخرى ذات طابع ديني حملت عنوان سفينة النجاة. 


استحداث الفن التراثي

وعن بداية انطلاقته باستحداث الفن التراثي قال:  عملت ضمن كادر العتبة العباسية المقدسة مسؤول وحدة الارشيف وباحثا في مركز تراث كربلاء كان ميدان عملي ساحة متاحة لممارسة هوايتي حيث اقترحت على الجهات المعنية استحداث الرسم التراثي لكربلاء وما مرت به من حقبات، فباشرت برسم العديد من اللوحات التراثية عن مدينتي الحبيبة وعن المرقد الحسيني الشريف.

وحول اختياره للفن الاستشراقي أفاد قائلا:  يعد فن الاستشراق تيار أدبي وفني ورحلة في فضاء جديد حيث حضي باهتمام واسع من لدن مختلف الفنانين، اذ يشهد رواجاً كبيراً في العالم العربي كما أصبحت له مزادات سنوية ناجحة لكون هذه الأعمال تمثل‮ ‬مهرباً‮ ‬ومتنفساً بالنسبة للمتفرّج ‮‬المعاصر الذي‮ ‬يفتش عما‮ ‬يصله بالماضي‮ ‬الزاهي‮ ‬الذي‮ ‬يزداد زهواً‮ ‬في‮ ‬مخيلته، ولأنه قريب اكثر للمتذوقين كان اختياري له فمن خلاله استطعت نقل الصور بواقعية اكثر عبر اللوحات واهمها شخصيات ملحمة الطف الخالدة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

مشاركات  ومعارض 
اتسعت الرقعة الفنية للرسام محمد البيضاني  حيث انجز سلسلة  من اللوحات لواقعة الطف بمراحلها تضمنت مناطق الركب الحسيني والشخصيات التي شاركت في الواقعة من الصحابة وتأسيس المرقد الحسيني المطهر الذي شيدته قبيلة بني اسد آنذاك، فضلا عن لوحات خاصة بأئمة البقيع (عليهم السلام).
كما شارك في معارض ومهرجانات مختلفة على مستوى المدن العراقية  كافة، واقام معرضا في منطقة ما بين الحرمين واخرها على هامش مهرجان المسرح الكربلائي في دار الثقافة ، هذا وقد نالت جميع اعماله اشادة من اصحاب الاختصاص بما جادت به لوحاته من ابداع.

سيرة 
الشيخ محمد ناظم صالح البيضاني تولد ١٩٦٩ في مدينة كربلاء المقدسة خريج معهد مهني عسكري كاتب وخطاط و رسام مختص بفن الاستشراق ومهتم في جانب الخطابة، من مؤلفاته (الدليل المصور لكربلاء) و (كربلاء في عيون الرحالة) حصد خلال مسيرته الفنية والادبية العديد من الجوائز التقديرية وكتب التكريم وقد حضى بمكانة مرموقة في مجال اعماله المميزة.
موقع كربلاء الاخباري
تحرير/ زهراء جبار الكناني