الأخبار والنشاطات

كان لحماية المدينة من الغزوات سور كربلاء أنشئ في القرن الرابع الهجري

كان لحماية المدينة من الغزوات سور كربلاء أنشئ في القرن الرابع الهجري
تم النشر في 2023/07/20 11:34 6K مشاهدة

للمدن القديمة أسوار، حتى لا تكاد مدينة بلا أسوار أو على الأقل سور واحد يحيطها من كل جوانبها من أجل حمايتها من الهجمات والغزوات والاعتداءات التي كانت تحصل في تلك الأزمان والتي تنوعت واختلفت أسباب تلك الاعتداءات التي تنطق على أنها غياب للقانون أو خوف من  المجهول فيقوم الناس بحماية أنفسيهم.
ومدينة كربلاء ربما تشبه المدن الأخرى وإن اختلفت عنها.. فهي مدينة ليست ككل المدن المغلقة بل هي المدينة المنفتحة على كلّ العالم لمكانتها  الدينية والروحية عند المسلمين، فهي تريد المحافظة على من يسكنها ومن يزورها في ظلّ ما يعتقد أنه غياب للأمن والاستقرار وضعف الحكومات أمام ما يحصل بين المدن، ما جعل المدينة عرضة لهجمات الأعراب والمخربين الذين يرومون نهب المدينة وإيقاع الأذى على ساكنيها، وهو ما دعا المهتمين على سلامة المدينة وحماية أهلها من الشروع في تشييد سور يحيط بها مع وضع أبواب رصينة في خمسة أماكن، تفتح وتغلق عند الحاجة .
ولأن السور هو (يُحيطُ سورٌ بِالْمَدينَةِ مِنْ عَهْدٍ قَديمٍ: حائِطٌ مُرْتَفِعٌ يُحيطُ بالْمَدينَةِ، وَلَهُ أَبْوابٌ وَمَداخِلُ في بَعْضِ جَوانِبِهِ ) فأن الأمر سيكون محكوما في أن سبب السوء هو الحماية الكاملة لمن يكون في المساحة الداخلية التي تحيط بها السور

أول الأمر
يقول الباحث المختص في الشأن الكربلائي حسين أحمد الخضير أن أوّل سور شُيد للمدينة تم على يد الوزير الحسن بن الفضل بن سهلان، وذلك في عام 412 هجري، وكانوا قد استعملوا في بناء السور اللِبّن المجفف (الآجر) بارتفاع يتراوح بين 20 - 30 قدماً، ووضع فيه أبراج للمراقبة مع خمسة أبواب .ويضيف ان قصبة كربلاء القديمة التي شيدها عضد الدولة البويهي في المائة الرابعة الهجرية تحتوي على ثلاث أطراف وهي كما جاء في كتابي (مختصر تأريخ كربلاء / محمد حسن الكليدار ) و(كربلاء في الذاكرة / سلمان هادي الطعمة ):
الطرف الأول / يقع على الجهة الشرقية من المدينة ويسمى طرف آل فائز .
الطرف الثاني / يقع على الجهة الشمالية منها ويسمى طرف آل زحيك .
الطرف الثالث / يقع على الجهة الغربية ويسمى طرف آل عيسى .
وكانت قد سميت بهذه الأسماء نسبة إلى الأقوام العلوية التي سكنت المدينة .

غارة الوهابية
لكن السور لم يبق على  حاله ايضا.. كما يقول الباحث.. فمع مرور الزمن تهدم واضمحلال جدار السور ما جعل المدينة عرضة لطمع الغازين . ويؤكد إن الأمر استمر حتى عام 1271 الهجري، وهو تاريخ غارة الوهابية على المدينة، وهو ما دعا علّية القوم يتقدمهم السيد علي الطباطبائي في طلب تشييد سوراً لها.  على  ان يكون له ستة أبواب عرفت باسم الطرف الواقع عندهاـ ثم استبدلت أسماء الأطراف القديمة بأسماء الأبواب الجديدة كما هو عليه في الوقت الحالي فأصبحت كما يلي :
الطرف الأول / يسمى باب النجف ( باب المشهد ) وذلك نسبة إلى الطريق الذي يسلكه الزائرين القادمين من النجف والحلة ، موقع الباب عند مدخل شارع البلوش . 
الطرف الثاني / يسمى المخيم ، وقد سمي بهذا الإسم نسبة إلى وجود المخيم الحسيني فيها ، موقع الباب عند مدخل سوق الحسين المقابل لباب القبلة للصحن الحسيني .
الطرف الثالث / يسمى باب الطاق ، وقد سميت بهذا الإسم نسبة إلى وجود الطاق المشيد في دار السيد إبراهيم الزعفراني أحد رجالات كربلاء المشاركين في واقعة المناخور، موقع الباب عند مدخل زقاق آل جار الله السعدي .
الطرف الرابع / باب السلالمة ( الچاچين )، سميت المحلة بهذا الإسم بسبب سكن عشيرة السلاميين فيها ، موقع الباب في نهاية عگد الوزون ، عند مدخل سوق باب السلالمة .
الطرف الخامس / باب العلوة ( باب بغداد ) سميت بهذا الإسم بسبب وجود علاوي الحبوب والتمور والمخضرات ، موقع الباب في نهاية سوق النجارين .
الطرف السادس / باب الخان ، سميت بهذا الاسم بسبب وجود خانات سكن الوالي العثماني وحاشيته ، كذلك مقر الحكومة ( السراي ) ، موقع الباب عند مدخل شارع العلقمي .

ويمضي بقوله أنه بعد مجيئ الوالي العثماني مدحت باشا إلى كربلاء في عام 1868م في زيارة له أمر بتهديم قسماً من سور المدينة الجنوبي من جهة باب النجف وأضاف طرفاً سابعاً للمدينة سمي محلة العباسية التي قسمت إلى قسمين ( الشرقية والغربية ) .
 وفي تقادم السنين تعرض السور إلى التآكل والتهدم ما شجع بعض ساكني المحال بخلع ما تبقى من الطابوق واستعماله في بناء منازلهم أو تكملته لانتفاء الحاجه إليه، ولم يبق منه أثر إلّا في بعض الأماكن عثر على بقايا أسس السور . 
وعما إذا ما كان هناك أثر للسور يقول الباحث ولم يبق منه إلا بعض المناطق في أوقات متقدمة من القرن الماضي حين عُثر على بقايا أسس السور في القرب من حمام اليهودي الواقع في محلة باب النجف ، وكذلك في القرب من مغتسل العلقمي الواقع في محلة باب الخان، وفي منطقة باب الطاق، وبالقرب من مقام صاحب الزمان الواقع في محلة باب السلالمة.
موقع كربلاء الاخباري
بقلم/ علي لفتة سعيد