الأخبار والنشاطات

لرحاب بيت الله الحرام... شوق وذكريات يطوقها الحنين

لرحاب بيت الله الحرام... شوق وذكريات يطوقها الحنين
تم النشر في 2023/06/12 03:17 454 مشاهدة

تتوق قلوب المؤمنين والمؤمنات في هذه الايام المباركة بان يكونوا في رحاب الديار المقدسة بمحاذاة بيت الله الحرام وضيوفا عند الرحمن لتأدية مناسك الحج التي تعد حلم مطرز بالتمني لأدائهم هذه الفريضة المباركة ولو لمرة واحدة في حياتهم، اما الذين نالوا ذلك الشرف العظيم ما زال يراودهم الشوق بأن يكونوا ضمن قوافل الحجيج مرة اخرى يستذكرون طقوس رحلتهم الماضية بالشوق والحنين... 
(موقع كربلاء الاخباري) ينقلنا بين سطوره لذكريات الحجيج في الديار المقدسة... 

ثياب الاحرام 

كانت الحاجة ام وليد تتمنى ان ترافق زوجها في رحلاته الى الديار المقدسة فهو صاحب شركة للسفر والسياحة حدثتنا قائلة: حينما قال لي زوجي (رحمه الله) باني سأرافقه للحج وقد تمت الموافقة على ذلك هويت الى الارض ساجدة وباكية دون شعور اذكر ذلك اليوم كانه البارحة على الرغم من مضي اكثر من عشرين عام، لم تكن الهواتف النقالة موجودة آنذاك حيث اتصلت بأخواتي واخوتي ازف لهم البشرى عبر الهاتف الارضي، كان يفصلني عن السفر يومين فقط حيث لا يتوفر ثياب احرام جاهزة في الاسواق فاستعنت بخياطة المنطقة لتجهيز الثياب.
وتابعت : انطلقت رحلتي الى الديار المقدسة بيومها المحدد وانا حزينة لعدم اكمال ثياب الاحرام حيث اقنعني زوجي بانه سيبتاع لي ثياب جاهزة حين وصولنا الى الديار بسلام وفي طريق خروجنا من حدود مدينة كربلاء داهمتنا عجلة كانت تحاول اللحاق بالحافلة التي تقلنا واذ بجارتي الخياطة كانت قد لحقت بنا لتحضر لي ثياب الاحرام بعد ان سهرت طوال الليل لأنهائها عانقتني بفرح لأنها تمكنت من اللحاق بنا كما رفضت ان تتقاضى اتعابها لتحملني امانة الدعاء لها بأن تحظى بحج بيت الله الحرام قبل ان يوافيها الاجل. 


امنيات بالعودة 

بدء موسم الحج لهذا العام وبدء معه حزني لأنني ليس بين الحجيج، هذا ما استهل به الحاج خضر الحارثي حديثه 65 سنة ثم استطرق قائلا: ما زلت بشوق مزمن بالعودة مرة اخرى الى البقاع الطاهرة على الرغم من ذهابي لأداء العمرة اكثر من مرة غير ان نكهة الحج ونداء التلبية ما زال عالقا الى اليوم في ذهني فهو يحمل نكهة خاصة فمشهد دخول الحجيج افواجا من جميع بقاع العالم يحمل جمال وهيبة لا توصف.


زواج في الديار المقدسة 

بينما الحاج مهدي الكرعاوي حدثنا عن عرسًا جميلًا صادفه في الديار المقدسة اثناء فترة الحج قائلا: الشيء الذي لن انساه ابدا من ذكريات الحج هو رؤيتي في رابع ايام العيد الاضحى المبارك بعد الانتهاء من مناسك الحج طقوس جميلة لزواج ماليزي حيث ارتدى العروسان الزي العربي وكانا يلتقطان صور تذكارية وهما محاطان بموكب من المهنئين بمختلف الجنسيات والاعراق للحجاج وهي صورة لا تحتاج الى شرح لتآصر جميع البشر في الديار المقدسة من مختلف الشعوب لمشاركة الزوجين فرحتهما.

خدمات تطوعية 

كما كان للخدمات التطوعية نصيب من ذكريات الحج فحينما يترسخ الايمان يكون العطاء بلا حدود في خدمة ضيوف الله حيث تستعرض لنا الحاجة ام تيسير بعضا من قصص التطوع قائلة: تتجلى صور العطاء والايثار بأبهى واسمى المعاني ففي الديار المقدسة لمسنا الكثير من الخدمات الانسانية منها الجانب الصحي لأطباء متطوعين وهناك من يساهم بدفع الكراسي المتحركة للمسنين لإتمام مناسك الحج اضافة الى من تبرع بدفع مصاريف تأجير عدد من العمال لدفع الكراسي وقيام البعض بمساعدة الحجاج بصعود جبل عرفة، فضلا عن سقي الماء وتوزيع الطعام وغيرها من الخدمات.


البشير في الماضي البعيد 

حينما كان الناس يذهبون لاداء مناسك الحج برا كانت قوافل الجمال تقل الحجاج الى مكة المكرمة والعودة الى ديارهم، اما (البشير) هي كنية تطلق على الحاج لبيت الله الحرام في موسم الحج ولكنه يجهز نفسه للعودة مسرعا قبل قدوم القافلة الى العراق بايام مجهدا نفسه وجمله ليزف البشرى لاهل المدينة باقتراب وصول اهاليهم من الحجاج ويطمئنهم على سلامتهم ويحدد موعد وصولهم، وحينما يطوف على البيوت يبادر الاهالي باعطائه الملابس والنقود والحلوى كهدية له، ثم يقوم الاهالي بالخروج الى اسوار المدينة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام فرحين بعودتهم سالمين.

أسمى أهداف الحج 

وعن الاهداف السامية التي تتخللها فريضة الحج المباركة شاركنا الشيخ حيدر الساعدي قائلا:  قال الله تعالى في كتابه الكريم ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) لقد دلَّ القرآن الكريم على إيجاب الحج وعلى أحكامه وكيفية أداء مناسكه وما يشترط لصحته فكانت فريضة واجبة لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين.
 وهو الركن الخامس من اركان الاسلام حيث تبدأ مناسك الحج في الثامن من شهر ذي الحجة اذ يقوم الحاج بالإحرام في الوقت المحدد ثم التوجه الى مكة ليقوم بالطواف ليتابع بعدها المناسك الاخرى بتسلسل ثم يعود الحاج مرة أخرى إلى مكة ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.

واضاف: أما الحكمة من فرضية الحج وتحمل مشاقه إلا لتحقيق مصالح اجتماعية لشعوب المسلمين وجماعاتهم، ولتحقيق مصالح فردية للحاج نفسه ومن بين هذه الأهداف هو التعارف والتلاقي والتواصل بين ضيوف الرحمن الذين يتجمعون من كل انحاء العالم لأداء المناسك في وقت واحد وفي مظهر تضامني لا يتكرر في أي عمل جماعي آخر على وجه الأرض والتي أرادها الله لتكون إحدى أدوات التكافل لذا فمن واجب كل حاج أن يسعى إلى تحقيق هذا الهدف بجهده الشخصي.
وتابع الساعدي: كما على الحاج ان يتحلى بروح التعاون والالفة والتسامح والرحمة والعفو طوال رحلته الإيمانية المباركة فحتما سيلتقي في الأراضي المقدسة بإخوان له من بلاد عديدة منهم من يستطيع أن يتحاور معه ومنهم من تعوق اللغة ذلك، فتظل الابتسامات ومشاعر الترحيب وطرق المساعدة المختلفة أدوات تواصل لا ينبغي أن يتخلى عنها فهذه القيم الإسلامية النبيلة هي عنوان سلوك كل مسلم قصد بيت الله الحرام.
ختم حديثه داعيا الله بأن ينال كل متمنيا اداء هذه الفريضة المباركة.

موقع كربلاء الاخباري

تحقيق/ زهراء جبار الكناني