الأخبار والنشاطات

السيبرانية... حرب باردة في عصر التكنولوجيا

السيبرانية... حرب باردة في عصر التكنولوجيا
تم النشر في 2023/06/09 05:15 571 مشاهدة

تعد السيبرانية او ( سايبر اتاك ) من اقوى واشرس الهجمات التي يمكن تسميتها بالحرب الباردة، وذلك لإمكانيتها على تفتيك فرد من المجتمع او شخصيات قيادية او مسؤولة ذات مستوى رفيع في الدولة واحيانا تدمير بلاد! ... 
وذلك لما تحمله من مخاطر جمة تترتب عليها تبعات لا حصر لها وفق الأنظمة التكنولوجية المتنوعة الفائقة التطور.

 (موقع كربلاء الاخباري) ينقلنا عبر هذا الاستطلاع إلى مضامين الهجمات السيبرانية وكيفية التصدي لها... 

السيبرانية والمجتمع 

تتزايد حدة المخاطر للحرب السيبرانية في المجتمع لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هذا ما استهلت به السيدة منار ابراهيم ناشطة مدنية وتابعت قائلة: ليس من السهل الخوض في الحديث بهذا الجانب لكونه يمس قضايا اسرية الا اني بحسب متابعتي وجدت الكثير من الفتيات المراهقات قد تعرضن الى حرب سيبرانية من نوع اخر وهو الابتزاز الإلكتروني من خلال التغرير بهن تحت مسمى الزواج الموعود من قبل المبتز واحيانا تكون الضحية من المتزوجات حينما تتبع من يغرر بها بترك زوجها واطفالها ليقترن بها وبعد ان توافق على طلبه ويتم الاتفاق على لقاء او طلب الطلاق يتحول ذلك الفارس الهمام الى وحش كاسر يسعى بتهديدها بإرسال الرسائل التي تم الاحتفاظ بها او التسجيلات الصوتية الى ذويها او زوجها اما ان ترسل له المال وهنا تتبدد الوعود وتتحول الى خراب بيتها وكيان اسرتها متناسية عقائدنا الاسلامية وتقاليدنا المجتمعية.

فيما قالت سلوى عثمان باحثة اجتماعية: لقد وصلتني عبر مواقع السوشيال ميديا رسائل من حسابات وهمية او اسماء مستعارة تستنجد بي من قبل فتيات وزوجات طلبا للمساعدة حول قضية الابتزاز منها تسال كيف تتصرف واخرى تفكر بالانتحار وهناك من تهرب ايضا، جميع هذه القضايا الاجتماعية تكون جدا حساسة لكونها ترتبط بالأسرة والعرف الاجتماعي وقد سعيت جاهدة باحتضان الكثير من الحالات وارشادهن الى جادة الطريق.

جهاز امني وقائي

 وشاركنا المقدم الدكتور علاء عزيز كريم الغزالي مدير شعبة الشرطة المجتمعية ليحدثنا عن دور الشرطة المجتمعية بهذا الجانب قائلا: تعد الشرطة المجتمعية جهازاً امنياً وقائياً يعمل على وقاية المجتمع اذ يساهم بعلاج المشاكل قبل تطورها وتفاقمها, وهذا العمل يكون بمساعدة المواطن والوجهاء وشيوخ العشائر و يتضمن عملنا سياسة خاصة وهو تحجيم المشكلة قبل تطويرها لتخفيف العبء عن الاجهزة التحقيقية لمراكز الشرطة واجهزة مكافحة الاجرام وعن اهداف الشرطة المجتمعية قال عزيز: تتضمن برنامجا خاصا تعزز المواطنة الصالحة وزيادة الوعي بتحمل الجميع المسؤولية الامنية الوقائية وهي متنوعة الا اننا سنتطرق الى جانب الابتزاز الالكتروني وهو متعلق بالامن السيبراني وهو جانب مهم وشائع في مجتمعنا والذي يقع بشراكه كثير من الفتيات على وجه التحديد, فهناك اجهزة ذكية في ايادٍ غبية , يستعمله الشباب والفتيات بشكل خاطئ فمن الممكن معالجة بعض الامور قبل تطورها من ضمنها مسألة الابتزاز حيث من المتعارف هو استدراج الفتيات بوسيلة كلاسيكية بغية الزواج فترسل صورها او عن طريق التهكير لبرامج التواصل ليتم بعدها الابتزاز وهكذا تتفاقم القضية. 
بعض العوائل يخفون الامر وذلك للتقاليد والعرف العشائري والبعض يسعون الى الاستعانة بجهات مختصة لتحويلهم لنا او يتصلون بنا بشكل مباشر لاتخاذ الاجراءات القانونية, كما يتم الامر بشكل سري وبتوجيه كتاب رسمي دقيق لمحتوى القضية لكونها ترتبط اغلبها بقضايا الشرف وما شابه. 
واضاف: كما يمكن ان يقع بمحاولات الابتزاز الرجال ايضا لأجل المساومة المالية مثل الاختطاف, وتردنا حالات غير متطورة يمكننا معالجتها بالتواصل معهم واستدراجهم للحديث وكتابة تعهد خطي بعدم تكرار هكذا افعال، واذا كان الشخص لديه قضايا من ذات النوع يتحول الى القضاء واذا ثبت عليه الاتهام يحاكم وفق عقوبات القانون العراقي الذي ينص بالسجن من خمس الى سبع سنوات.
و اكد قائلا: ان اغلب جرائم الابتزاز الالكتروني تكون مادية.


الاعلام والسيبرانية 

من جانب اخر قالت الاعلامية مآثر طالب: ان الحديث عن الامن السيبراني وعلاقته بالإعلام يرتبط بمحاور عديدة حيث اصبح ضرورة ملحة في الوقت الحاضر على اعتبار هناك جزءا كبيرا من الاعلام يرتبط بنظام السايبر الذي يشكل بذرة اساسية بين الامن السيبراني والهجمات السيبرانية حيث اصبح العالم اليوم بدل ان يتخذ الحروب التقليدية كأسلحة وصواريخ كعنوان لهذه الحرب اصبح يعتمد على الامن السيبراني في مضمار الحروب وتعريف العالم في ابرز الاحداث اذ ان العراق اليوم اصبح واقعيا وبشكل رسمي ضمن البلدان التي تتعامل بنظام الحروب السيبرانية. 

واسترسلت قائلة: لا يوجد قانون دولي الى هذه اللحظة واضح وصريح يجرم هذه الهجمات بل يمكن ان يستعين بمبادئ القانون الدولي لكي تنطبق عليه، كما ان هذه الهجمات لا تميز بين مبادئ القانون وغيره مثل مبدئ الضرورة العسكرية الذي يبيح استخدام القوة لبعض البلدان في استخدامها باعتبارها بكبسة زر واحدة يمكن محو بيانات عالمية او اختراقها تودي بتهديد كيان مجتمع اسري او كيان سياسي او اقتصادي.
حيث يتم توجيه عدد كبير جدا من الفايروسات والهاكرز وحسابات المستخدمين حول العالم كما ان هناك تمييزا للحسابات الرسمية المعتمدة لهذه البلدان والشخصيات العامة واستهدافهم، ان الحوكمة الالكترونية تدور في عدد كبير من الدول تؤرق الكثير من المعنيين في مجال القانون الدولي بان يجدوا قواعد مناسبة لتطبيق قانون يحجم من هذه الحروب.
وتابعت: وهناك محور مهم حول أطر الحرب السيبرانية حينما ترتبط بالكيان الاجتماعي حيث ان المرأة في المجتمعات العربية الاسلامية اصبحت سلاحا فتاكا لهذه الهجمات حيث تتعرض الى انواع الابتزاز مثل التشهير واختراق الخصوصية لأكثر الاحيان لتكون الضحية الاولى في هذا الموضوع. 

مضامين الامان 

ختامنا كان مع الدكتور محمد فائز أبو المعالي دكتوراه في علوم الحاسوب ليحدثنا حول مضامين الامان في العصر السيبراني قائلا:
 ان الهجوم السيبراني هو محاولة لتعطيل أجهزة الحاسوب أو سرقة البيانات أو استخدام نظام حاسوب تم اختراقه مسبقا لشن هجمات إضافية، حيث يستخدم مبرمجو الإنترنت طرقًا مختلفة لشن هجوم إلكتروني يتضمن البرامج الضارة، أو التصيد الاحتيالي ،أو برامج الفدية أو هجوم الرجل الوسيط أو أساليب أخرى. 

أنواع الهجوم السيبراني 

تتنوع الهجمات مثل البرمجيات الخبيثة كبرمجيات التجسس، والفدية، والفيروسات، وغيرها، اذ تستغل هذه البرمجيات بثغرة امنية في نظام أو شبكة المستخدم لبدأ الهجوم بالتصيد وهي طريقة احتيالية تحاول أن تبدو على أنها تأتي من مصدر موثوق وحسن السمعة, وتكون عادة من خلال البريد الإلكتروني وهدفها هو سرقة بيانات حساسة مثل بطاقات الائتمان أو حسابات الضحية، وهناك نوع اخر يسمى رجل في منتصف الهجوم وهي أيضا هجمات التنصت وتحدث عندما يزج المهاجم نفسه في اتصال بين طرفين عبر الشبكة لتصفية البيانات وسرقتها،  وايضا هجوم قطع الخدمة وهو نوع اخر عندما يقوم المهاجمون بإرسال عدد كبير من الاستعلامات الى خوادم معينة مما تجعل الخوادم غير قادرة على تلبية الطلبات والاستعلامات المشروعة من قبل المستفيدين مما يؤدي الى تعطيل الخدمة. 

وسائل الحماية 

وتابع ابو المعالي قائلا: بالإمكان الحد من الهجمات السيبرانية عن طريق بعض الإجراءات قد تتلخص حول تقليل حجم المعلومات الشخصية المنشورة على الشبكة وتحديث البرمجيات المستخدمة في أجهزتنا باستمرار وعدم استخدام البرمجيات المقرصنة و كلمة سر قوية نسبيا وعدم مشاركتها قدر المستطاع، وزيادة الوعي والثقافة الحاسوبية عند استخدام الانترنت حيث لها الأثر الكبير في تقليل الهجوم السيبراني اذ يعتمد المهاجم على قلة وعي الضحية ومن الضروري استخدام برمجيات مضادات الفايروسات وعمل نسخة احتياطية من الملفات المهمة في مكان خزن غير الجهاز المستخدم لخزن هذه المعلومات وعدم الضغط على الروابط الواردة الى البريد الإلكتروني من الأشخاص المجهولين.

موقع كربلاء الاخباري

تحقيق/ زهراء جبار الكناني