لطالما تأسرنا المشغولات اليدوية بشتى اعمالها يسحرنا ذلك العالم الزاخر بالإبداع الذي يفيض جمال من بين انامل صانعيه حين يطرزون لوحة اخرى ملأها شغف حب العمل.
هدى سعدون تربعت على عرش المنسوجات اليدوية فصنعت لنفسها علامة تجارية تسوق بها اعمالها اليدوية لفن الحياكة بالصوف.
اجرى موقع كربلاء الاخباري هذا اللقاء المشوق مع هدى سعدون لتسرد لنا رحلتها في عالم المشغولات اليدوية:
كروشية البصرة
انه اسم صفحة خاصة للمصنوعات الصوفية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث الجزء الاول من الاسم اي كلمة (كروشيه) تعني باللغة الانكليزية فن الحياكة باستعمال الخيوط المتنوعة من حيث الالوان والخامات مثل القطن والصوف والحرير وغيرها.
ام الشق الثاني فهو اسم مدينتي الغالية البصرة التي احتضنتا وعلمتنا الكثير.
هذا ما استهلت به هدى سعدون حديثها معنا، وهي خريجة بكالوريوس تربية جغرافية ومن الهواة للأعمال اليدوية بأنواعها ولاسيما الكروشيه.
حينما نستثمر الفراغ
بعد حصول هدى على شهادتها الجامعية لم تحظى بفرصة عمل في القطاع الخاص والعام ضمن اختصاصها فقررت ان تستثمر فراغها بشيء مفيد ونافع فاختارت أحب الاعمال الى قلبها وهو فن الحياكة.
حدثتنا قائلة: قبل ثماني سنوات انطلقت في تطوير مهاراتي تدريجيا في فن حياكة الصوف فقد كان لدي شغف بهذا النوع من الفن اليدوي لما يتطلب من دقة بالتفاصيل للخروج بالعمل بأفضل شكل ممكن, في بداية الامر كنت استعين بباترونات جاهزة وصور من الانترنت وبعد ذلك قمت بعمل اضافات ولمسات خاصة بي على الاعمال التي اقوم بتنفيذها وكذلك اراعي رغبة وذوق الزبون في العمل المطلوب.
واضافت، كانت البدايات صعبة ومرهقة لكني مع الاستمرار بالمحاولة والتعلم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وبالخصوص موقع اليوتيوب الذي كان له دورا اساسيا في تحسين امكانياتي في هذا المجال استطعت ان اصل الى هذا المستوى، حيث تدرجت اعمالي بين ملابس الاطفال والاحذية والسجادات الصغيرة والايشاربات وحتى المداليات المصغرة وصناديق التخزين والحقائب وايضا تطرقت لجوانب عدة مثل الديكور المنزلي وغيرها, وجميعها مصنوعة من الصوف ويدوياً.
ادوات العمل
على الرغم من دقة العمل بتفاصيله الا انه لا يدخل بأدوات معقدة وكثيرة حيث تستخدم هدى السنارة والخيوط بشكل اساسي بالإضافة الى شريط القياس والمقص وبعض الاكسسوارات لإضافة اللمسات النهائية للعمل.
مشاركات محلية
وعن مشاركاتها في معارض خاصة للمنسوجات اليدوية قالت: لقد شاركت في العديد من البازارات والمعارض على المستوى المحلي داخل مدينتي البصرة, واطمح ان اشارك في المدن الاخرى.
كما تعاونت مع مشتل للزهور بالعمل معهم بتنفيذ مجموعة من سنادين الزهور بالوان واحجام مختلفة.
كانت بداية انطلاقة هدى هواية الا انها تحولت فيما بعد الى مصدر رزق, وبعد ان انعم الله عليها بهذه الموهبة الجميلة تفكر بان تقيم دورات تدريبية في المستقبل تستقطب من خلالها النسوة اللواتي يرغبن في تعلم الـ (كروشيه) فن الحياكة.
تسوق السعدون مشغولاتها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) و (الانستغرام) لجميع المدن العراقية ومنها مدينة كربلاء المقدسة، حيث يحمل حسابها التجاري عنوان كروشية البصرة والذي اعتبرته علامة تجارية لأعمالها.
معوقات العمل
على الرغم من الطلبات التي تصل الى هدى الا انها تعمل لوحدها دون مساعدة, وعن اكثر معوقات عملها قالت: صعوبة الحصول على المواد الاولية لإنجاز الاعمال مثل خيوط الصوف وارتفاع اسعارها.
مسك الختام
ختمت هدى حديثها قائلة: اود ان اعبر عن امتناني لكل من وقف الى جانبي وشجعني لتطوير مهاراتي للوصول الى هذه المرحلة من الامكانية وبالخصوص زوجي الذي كان وما يزال الداعم الاول لي في هذا المشوار, كم اوجه شكري لأتاحتكم لي هذه الفرصة لإيصال هذه النوع من الفنون والاعمال اليدوية الى شريحة واسعة من المهتمين بهذا المجال.
موقع كربلاء الاخباري
تحقيق/ زهراء جبار الكناني
