الأخبار والنشاطات

عامل النظافة.. حين يكون العملُ شرفاً لا عيباً رغم نظرة المجتمع السلبية

عامل النظافة.. حين يكون العملُ شرفاً لا عيباً رغم نظرة المجتمع السلبية
تم النشر في 2020/02/09 06:05 10K مشاهدة

يخرجُ الشاب (مالك السيلاوي ـ 25 عاماً) كل صباح، لممارسة وظيفته كعامل للنظافة في مدينة كربلاء المقدّسة، إذْ يدفعه نشاطه وحاجته للعيش إلى الخروج مبكّراً، ويؤكّد بأنّه يحبّ عملهُ ولا يجد فيه عيباً أبداً.

ويمتهن الإنسان مهناً عديدة تعود بالنفع على الناس وتكون وسيلة لكسب الرزق كالتدريس والطبابة والخياطة والنجارة، وكل مهنة لها فائدتها والمجتمع يتدرّج من حيث المستوى المعاشي والاجتماعي والفكري والتعليمي والذي ينعكس على المهنة التي يزاولها الفرد بناء على تحصيله الدراسي وتخصّصه كالمدرس والمحامي والصحفي وهكذا, ولتأتي وظيفة عامل النظافة بوصفها المهنة الشريفة وذات التأثير المهم على حياة الفرد وسلامة بيئته.

يقول السيلاوي في حديثه لـ (موقع كربلاء الإخباري): "أحبّ عملي الذي أجد فيه النشاط والحيوية، حيث أخرج من المنزل في وقت مبكر وابدأ عملي وكأنني أمارس تمارين رياضية والنفع بتحسين حال المكان الذي أمرّ به"، مضيفاً، "أنا سعيد جداً كونني أساهم بهذه الوظيفة في خلق جمالية لمدينتي، وأجني رزقاً حلالاً لي ولعائلتي، فأنا أحبُّ عملي ولا أرى حرجاً فيه عيباً أو حرجاً".

ويشاركهُ في الحديث زميله في العمل، الحاج عقيل، الذي بدت عليه إمارات التعب من الساعات الأولى من الدوام لكننا رأينا في عينيه عزماً وهمة عالية، وحدّثنا قائلاً: "امتهنتُ هذه المهنة وأنا في سن متأخرة لتحصيل راتب شهري يعيل عائلتي، ولكي لا أكون عالة على أبنائي، ولله الحمد أن تكون يدي عاملة وتخدم الناس".

أما الشاب محمد البالغ من العمر (23 عاماً) فقد كان متذمّراً من عمله والذي لم نرَ ملامحه المتخفّية وراء نقاب صنعه بنفسه ولم تكن بمستوى طموحه، ولكن مع صعوبة العيش، فقد وجد نفسه مضطراً للعمل بهذه الوظيفة، مضيفاً، "أخشى أن يشاهدني أحد أقاربي وأنا أمارس هذا العمل". 

كيف ينظر المجتمع لعامل النظافة؟

تباينت آراء الناس حول امتهان مهنة عامل النظافة، حيث يرى مدرس اللغة العربية محمد صاحب أن "عامل النظافة فرد مهم في المجتمع وله دور مهم في تنظيف المرافق العامة للمدينة والتي تظهر المدينة بشكل أجمل"، مطالباً الجهات الحكومية المعنية بتفير تأمين صحي لشريحة عمّال النظافة "لما يتعرضون له من مخاطر كالبكتيريا والسموم وغيرها من الامور المضرة بالصحة"، بحسب قوله.

أما المواطن أبو علي الكربلائي فقد كان له رأي مغاير، حيث يقول: "حقيقة لا أستطيع الموافقة بتزويج إحدى بناتي لعامل نظافة"، ومع أن هذه النظرة غير صحيحة، إلا أنه يعلل سبب امتناعه لتدني المستوى الاجتماعي للعاملين، ونظرة العالم لعائلته"،مضيفاً بأنه "يريد تجنيب ابنته من الوقوع بالمشاكل مستقبلاً".

"على الرغم من أن هذه المهنة هي وظيفة حكومية حالها حال أي وظيفة أخرى وبراتب شهري؛ إلا أن نظرة بعض الناس ما زالت قاصرة" يقول المواطن أبو قاسم الكلابي.

مهنة شريفة تستحق الاحترام والتقدير

من جهته، يؤكّد مدير إعلام بلدية كربلاء، ماجد ناجي، بأن "عمّال النظافة لهم كل الاحترام والتقدير في أداء أعمالهم بتنظيف المدينة"، مضيفاً، "يجب أن يحظى عامل النظافة باهتمام كبير من جانب الحكومة واحترام هذه الشريحة ونشر الوعي الثقافي بين فئات المجتمع ومساعدتهم أيضاً بعدم رمي النفايات إلا في الأماكن المخصّصة واستخدام الاكياس البلاستيكية في جمع القمامة داخل البيت دون رميها بشكل عشوائي ومبعثر".

ويضيف في حديثه لـ (موقع كربلاء الإخباري)، أن "أعداد العاملين في بلدية كربلاء حوالي اكثر من (1800 عامل) موزّعين في شعبة الحدائق والمتنزهات واقسام التنظيفات"، لافتاً إلى أن "الراتب الشهري لكل عامل يبلغ (٣٩٠ ألف دينار)، فيما سيتم منحهم بطاقة (الماستر كارد) أسوة بباقي موظفي الدولة". انتهى

من/ فاطمة صالح

موقع كربلاء الإخباري