زهير الزيادي
فضل شهر رمضان المبارك على بقية الشهور كونه يعد من أفضل النعم على الصائم والأجر والثواب فيه مضاعفا وهو شهر الله تعالى وفيه يكون العبد ضيفا عند خالقه الذي اكرمه بالكثير من الأمور العبادية منها والبدنية ، كان ولا زال الصائم يحمل ذكريات ومواقف الماضي خلال فترة الصوم وقد عده الكثيرون انه يعزز الروابط الاجتماعية والأخلاقية والاسرية في المجتمع وبالرغم من الظروف المعاشية الصعبة التي مر بها الناس سابقا إلا إنهم يعدون أيام الشهر الكريم أفضل بكثير من هذه الأيام بالرغم من توفر وسائل العيش والراحة والعلوم والتكنلوجية المتقدمة حاليا .
ذكريات لا تخلوا من المعاناة
المواطن محمد موحان أكد إن شهر رمضان الكريم سابقا يعد فرحة بحد ذاتها بالرغم من العوز والحرمان والفقر إلا إن ظاهرة التكاتف والتلاحم وقوة الروابط الاجتماعية جعلت من الشهر الفضيل شهر خير وبركه حيث كنا نجلس على موائد الإفطار ونحن بعيدين عن المشاكل ولقد كانت الأكلات المفضلة لدينا الرز العنبر مع الروبة والدهن الحر الذي كان متوفر نتيجة لما يتمتع به الريف من وجود هذه الخيرات أضف إلى ذلك إن الناس كانت لديهم قناعة بكل ما هو متيسر وبسيط كما إن العوائل كانت حريصة جدا على المشاركة الجماعية من الإفطار حيث غالبا ما كنا نجتمع حول المائدة ونحن مرتاحين ومسرورين رغم بساطة ما موجود وما معروض في مائدة الإفطار. 
اما المواطن فيصل واجد قال إن الشهر الفضيل سابقا كانت فيه طقوس وعادات جميلة وكان الناس يقبلون عليه بقلوب صادقه مملؤة بالحب والإخلاص والعمل الصالح تقربا لله تعالى وكنا نشعر بالألفة أكثر من أي وقت مضى حيث  يشارك بعضنا البعض الآخر بالطقوس العبادية من أدعية وقراءة للقران الكريم كما أن الأكلات رغم بساطتها إلا أن جميعها ذات فائدة صحية مقارنة برداءة بعض المواد الغذائية حاليا جعل من بعض الناس مستاؤون كثيرا إضافة إلى المعوقات الأخرى كانقطاع التيار الكهربائي والظروف والتقلبات الأمنية التي مر بها البلد .
للشهر الفضيل حرمة
أما عن حرمة شهر رمضان المبارك فقد حدثنا المواطن سالم عبد الرحيم مؤكدا إنه كان لهذا الشهر حرمة واحترام كبيرين وكنا نشعر بأننا مطالبون  بان نكون اكثر تقربا لله تعالى وذلك من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين حيث كنا نعمل على زيارة الأقارب والأرحام وكذلك دعم كل من هو بحاجة إلى المساعدة بالرغم من عدم توفر الإمكانات المادية الكبيرة  كما يحصل اليوم إلا إننا نشعر بان تلك الأجواء الإيمانية هي أفضل بكثير مما هو موجود حاليا. 
المواد الغذائية والأسعار المرتفعة
أما عن الأسعار وارتفاعها فقد أكد المواطن مهدي رياح ثامر إن أسعار المواد بصورة عامة في ارتفاع مستمر وخصوصا المواد الغذائية منها لكون معظم المواد هي مستوردة ولا توجد أي مراقبة أو متابعة لهذه الأسواق خصوصا تلك التي بتماس مباشر مع حياة الصائم وبذلك أصبح المواطن اليوم يعتمد اعتمادا مباشرا وكليا على شراء المواد من الأسواق خصوصا بعد تعثر توزيع المفردات من وزارة التجارة على المواطن بالرغم من الوعود والعهود التي قدمتها الوزارة مما جعل الاسواق تشهد ارتفاعا كبيرا وهذا الأمر بدوره اثر سلبا على الحياة المعاشية للفرد ناهيك عن السلبيات الأخرى وبالرغم من التحسن المعاشي وزيادة دخل الفرد وخاصة بعض الموظفين إلا إن ذلك لم يشفع للمواطنين من استغلال التجار الذين وجدوا من هذا الشهر الفضيل  فرصة للإرضاء اطماعهم وتحقيق المكاسب والارباح غير مكترثين لطبقات المجتمع الفقيرة كما إن الصائم سابقا كان يعتمد على ما موجود من محاصيل يزرعها في أرضه ويستفاد منها بالإضافة إلى الثروة الحيوانية ومنتجاتها وبالتأكيد إن فترة الستينات والسبعينات هي من أفضل السنوات بالنسبة للطقوس العبادية لهذا الشهر الكريم ونحن نشعر بوجود فارق كبير بين الأمس واليوم في إحياء هذا الشهر الفضيل والطقوس والعادات التي كانت يمارسها الصائم آنذاك ذكريات جميلة لا يمكن نسيانها بالرغم من العوز والحرمان لان الناس كانت تعيش على السجية والفطرة .
خبير تغذية
من جانبه قال خبير التغذي عمار علي ان هذا الشهر من افضل الشهور لجسم الصائم كونه يعمل على إعادة تنظيم العديد من الوظائف الأساسية التي يحتاجها الجسم باستمرار وفيه تكون عملية فرمته او تنظيف لكل الأعضاء ولكن يجب ان يستخدم الصائم الطرق الصحيحة التي بدورها تسهم على تنظيف جسمه من السموم وتنشيط الدورة الدموية ورفع المناعة ، اما عن قوة الجسم سابقا يؤكد علي ان اغلب الأطعمة التي كانت في متناول الفرد هي طازجة وكلما كانت طازجة كانت صحية للجسم مقارنة بالموجود حاليا فان الصناعة والمواد الحافظة والكيميائية ادخلت الى المنتجات الغذائية وهي من المؤثرات الكبيرة على الجسم وتحتاج الى جهد لإخراجها والدليل ان اغلب الدهون المتناولة حاليا صعبة الهضم  تتكدس في انحاء عديدة من الجسم وتسبب السمنة مقارنة بالمأكولات الطازجة التي لا يدخل بها الجانب الصناعي.

موقع كربلاء الاخباري

تحربر/ فاطمة صالح